حلم إسبانيا بـ'الثلاثية' يبدأ بمواجهة نارية أمام إيطاليا
رياضةوكرواتيا الأوفر حظا وايرلندا لمخالفة التوقعات في أمم أوروبا 2012
يونيو 9, 2012, 3:49 م 1351 مشاهدات 0
يبدأ المنتخب الإسباني حملته نحو تحقيق انجاز الثلاثية التاريخية بموقعة نارية مبكرة تجمعه بنظيره الإيطالي غدا الأحد في تمام الساعة 7 مساء بتوقيت دولة الكويت في غدانسك وذلك في افتتاح منافسات المجموعة الثالثة من الدور الأول لكأس أوروبا التي تحتضنها بولندا وأوكرانيا حتى الأول من يوليو المقبل.
بعد أن تمكن المنتخب الإسباني من أن يصبح ثاني بلد فقط بعد ألمانيا الغربية (كأس أوروبا 1972 وكأس العالم 1974) يتوج بكأس أوروبا ثم يضيف إليه كأس العالم بعد عامين، ها هو يبدأ مشواره في كأس أوروبا 2012 واضعا نصب عينيه تحقيق انجاز تاريخي أن يصبح أول منتخب يتوج بثلاثية كأس أوروبا - كأس العالم - كأس أوروبا.
ويعتبر المنتخب الإسباني مرشحا لكي يحتفظ باللقب القاري نظرا إلى أنه يضم في صفوفه الغالبية العظمى من العناصر التي قادته إلى المجد القاري ثم العالمي، وسيكون المنتخب الايطالي أول اختبار فعلي لقدرة فريق المدرب فيسنتي دل بوسكي على الارتقاء إلى مستوى التوقعات في مجموعة تضم جمهورية إيرلندا وكرواتيا.
ولن تكون مهمة لا فوريا روخا سهلة في مواجهة الإيطاليين الذين يسعون إلى محو الصورة التي ظهروا عليها في مونديال جنوب افريقيا 2010 حين فقدوا اللقب العالمي الذي توجوا به عام 2006 بالخروج من الدور الأول.
يضع الإيطاليون بقيادة تشيزاري برانديلي نصب أعينهم تحقيق ثأرهم من الإسبان الذين أخرجوهم من الدور ربع النهائي لنسخة 2008 بالفوز عليهم بركلات الترجيح بعد أن تعادلا 0/0 في الوقتين الأصلي والإضافي.
وتبدو إيطاليا المتجددة قادرة على مفاجأة ابطال العالم كما فعلت في 10 اغسطس الماضي عندما تغلبت عليهم وديا في باري 2/1 في مباراة تسيدها الازوري وكان بامكانه ان ينهيها لمصلحته بفارق اكبر من الأهداف.
وتبدو إسبانيا وإيطاليا اللتان تتواجهان للمرة الرابعة في النهائيات القارية بعد 1980 (تعادلا 0/0 في الدور الأول) و1988 (فازت إيطاليا 1/0 في الدور الأول) والسادسة والعشرين في مجمل لقاءاتهما (8 انتصارات لإيطاليا و7 لإسبانيا مقابل 10 تعادلات)، مرشحتين 'على الورق' للحصول على بطاقتي المجموعة وخصوصا لا فوريا روخا لأن باستطاعته تخطي عقبة كرواتيا وإيرلندا، في حين أن الأزوري يعاني أمام الفرق الأقل شأنا منه كما يظهر تاريخه في الدور الأول من كأس العالم أو كأس أوروبا.
وسيكون ثنائي برشلونة كارليس بويول ودافيد فيا الغائبين البارزين عن تشكيلة المنتخب الإسباني التي توجت بكأس أوروبا وكأس العالم، لكن هذا الامر لا يقلق المدرب فيسنتي دل بوسكي الذي تحدث عن هذا الموضوع لموقع الاتحاد الأوروبي، قائلا: نعلم أنه علينا تعويض غياب هذين اللاعبين لكن هناك لاعبين آخرين بإمكانهم سد الفراغ بطريقة جيدة.
وعن أهمية مواجهة إيطاليا في الجولة الأولى، قال دل بوسكي: إن مواجهة أي من المنتخبات الـ15 الأخرى سيكون صعبا، الجميع يحاول تحقيق النجاح هنا. نحن نكن أقصى الاحترام لإيطاليا التي تجمعنا بها خصومة رائعة. نحن نعلم بأن الكرة الإيطالية بين الأفضل في العالم وبأن لاعبيها يقاتلون بشراسة. اختبروا التغيير مع الجيل الجديد لكنهم ما زالوا يملكون بعض اللاعبين المخضرمين الذين يشكلون مزيجا مع اللاعبين الجدد. علينا أن نكون في أفضل حالاتنا واعتقد أنه بإمكاننا تحقيق هذا الأمر.
وعن قدرة بلاده على الفوز باللقب مجددا، قال دل بوسكي: نملك الفرصة لكن الوضع سيكون صعبا. نحن نواجه خصوما كبار. إنها بطولة مفتوحة وقصيرة تتخللها ست مباريات في أقصى حد (أي في حال الوصول إلى النهائي)، وبالتالي أي شيء قد يحصل. إمكانية الفوز لا تنحصر بالمرشحين الكبار وحسب، بل تطال أيضا المنتخبات التي تصنف صغيرة، فانظروا ما فعلته اليونان عام 2004. أنت تحتاج ايضا إلى بعض الحظ من أجل تحقيق النجاح.
من جهته حذر مدافع برشلونة جيرار بيكيه منتخب بلاده من الإيطاليين الذين يعتبرون خطيرين جدا عندما تكون جميع الظروف ضدهم، في إشارة منه إلى الفضيحة الجديدة التي تعصف بالكرة الإيطالية نتيجة المراهنة على المباريات، ما دفع برانديلي إلى التفكير بسحب منتخبه من النهائيات القارية.
وأضاف بيكيه: يبدو أن إيطاليا تعيش فترة فقدان التوازن وذهنهم في مكان آخر. لكن هذه هي الظروف التي تجعلهم يقدمون أفضل ما عندهم، في إشارة منه إلى ما حصل عامي 1980 و2006 مع فضيحتي 'توتونيرو' و'كالتشيوبولي'، لأن الأزوري تمكن بعدهما من الفوز بكأس العالم عام 1982 بفضل الهداف باولو روسي الذي أوقف لثلاثة أعوام بسبب تورطه بهذه الفضيحة ثم تم تخفيف العقوبة إلى عامين من أجل السماح له بالمشاركة في العرس العالمي الذي توج هدافا له، وعام 2006 الذي شهد انزال يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، كما كانت حال الميلان عام 1980، إضافة إلى تجريده من لقبي الدوري لعامي 2005 و2006.
وواصل بيكيه: أنا مقتنع بأن إيطاليا ستكون خصما معقدا جدا وبأنها ستتأهل إلى ربع النهائي.
وفي المعسكر الإيطالي أكد مدافع يوفنتوس جورجيو كييليني الذي استعاد عافيته بعد شفائه من الاصابة، بأن منتخبه جاهز لمواجهة الإسبان، مضيفا: بإمكاننا التسبب بالمشاكل لإسبانيا. أعتقد أنه بإمكاننا الفوز.
وشدد كييليني المتوج مع يوفنتوس بلقب الدوري الإيطالي، على أن إسبانيا لا تزال بنفس القوة التي كانت عليها قبل أربعة أعوام في النمسا وسويسرا أو منذ عامين في جنوب إفريقيا رغم غياب لاعبين مثل بويول وفيا، مضيفا في تصريح لموقع الاتحاد الأوروبي: حافزنا كبير وأعتقد أنه بإمكاننا الفوز بهذه المباراة. لن نقبع في الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة لأن ذلك ليس في طبيعتنا. سنحاول احترام خصمنا والقيام بما كنا نقوم به في العامين الاخيرين و نلعب كرة جيدة.
لكن يبدو أن الايطاليين يحترمون إسبانيا كثيرا لدرجة أنهم قرروا الاعتماد على خط خلفي من خمسة مدافعيين وذلك خلافا للتوقعات التي أشارت إلى احتمال اللجوء لثلاثة مدافعين فقط.
وأكد لاعب وسط روما دانييلي دي روسي أنه سيتولى غدا مهاما دفاعية، مضيفا: ستكون مهمتي دفاعية بنسبة 99%. لكن لن أكون مدافعا بحتا لكني سألعب دور صلة الوصل بين الدفاع والوسط. لقد اعتدت على هذا الدور في روما (الموسم المنقضي). إنه أمر طبيعي، المشاركة في كأس أوروبا تتطلب القيام بمجهود إضافي.
وسيسد القائد المستقبلي لفريقه روما الفراغ الذي سيخلفه أندريا بارزالي في خط الدفاع بسبب الاصابة التي ستبعد الأخير على أقله عن مباراة إسبانيا، لكن دي روسي أكد أن ميوله ستكون أكثر هجومية من مدافع يوفنتوس، مضيفا: لن ألعب فقط من أجل تجنب تلقينا أي هدف بل لكي أساعد خط الوسط كما يطلب مني برانديلي.
من جانبه يسعى منتخب كرواتيا للحصول على النقاط الثلاث من مباراته مع جمهورية إيرلندا التي تخوض نهائياتها الثانية بحظوظ تبدو بكل المقاييس ضعيفة في تمام الساعة 9:45 مساء.
وتتطلع كرواتيا بقيادة المدرب سلافن بيليتش إلى تكرار إنجاز مونديال 1998، حين حلت ثالثة في كأس العالم التي احتضنتها فرنسا، عندما كان المدرب الحالي لاعبا في صفوفها.
ويتعين على المدافع الدولي السابق بيليتش (44 مباراة دولية و3 أهداف) ورجاله بذل جهود مضاعفة للتأهل إلى ربع النهائي عن هذه المجموعة الثالثة.
وأعلن بيليتش مرات عدة أنه يهدف إلى بلوغ الدور ربع النهائي على الأقل رغم وجود إسبانيا وإيطاليا، سنذهب إلى هناك من أجل الفوز وسأصاب بخيبة أمل كبيرة في حال لم ننجح في تخطي الدور الأول.
وسطع نجم بيليتش كمدرب لا بل أصبح بطلا قوميا بعد فوز كرواتيا على إنجلترا 3/2 على إستاد ويمبلي في لندن عام 2007، وحرم الإنجليز من التأهل إلى كأس أوروبا في سويسرا والنمسا، حيث حلت كرواتيا خامسة لكنها فشلت في التأهل بعد ذلك إلى مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
لكن نجم كرواتيا لم يسطع كمنتخب كبير يحسب له ألف حساب رغم أنها لم تهزم إلا 7 مرات في آخر 62 مباراة، كان آخرها أمام اليونان، بطلة 2004، في الجولة الأخيرة من تصفيات المجموعة السادسة (0/2) ففقدت الصدارة وتعين عليها خوض الملحق حيث نجحت في الثأر من تركيا وتأهّلت إلى النهائيات (3/0 ذهابا في إسطنبول، و0/0 إيابا في زغرب).
وكانت تركيا أخرجت كرواتيا من ربع نهائي كأس أوروبا 2008 بركلات الترجيح.
ويضيف: سنحاول فرض أسلوبنا في كل مباراة والسيطرة والتحكم بالمجريات وخلق أكبر فرص، وبهذه الطريقة فقد نجحنا معظم الأحيان في تحقيق الفوز. يدور الحديث دائما عن إسبانيا، لكن من خلال نظرة إلى نتائجها في كأس أوروبا 2008، نجد أنها فازت على إيطاليا بركلات الترجيح في ربع النهائي، ثم خسرت أمام سويسرا (0/1) في مونديال 2010، وعانت أمام هندوراس (2/0) وتشيلي (2/1)، ولذلك أنا متفائل.
من جانبه، لا يتردد القائد المخضرم داريو سرنا صاحب 30 عاما في التأكيد على قدرة كرواتيا ببلوغ ربع النهائي رغم وجود إسبانيا وإيطاليا، ويقول: اللعب ضد إسبانيا هو حلم كل لاعب. لا ينبغي أن نعطي لأنفسنا حظوظا كبيرة، لكن لدينا أسلوب نستطيع من خلاله أن نخلق مشاكل للآخرين.
ورأى سرنا: مباراتنا الأولى مع إيرلندا، ولدينا شعور بأننا نستطيع الفوز بها، وستكون بداية مشوار التأهل إلى ربع النهائي.
ويعتمد بيليتش على مجموعة كبيرة من أصحاب الخبرة مع الأندية الأوروبية، لكنه تلقى ضربتين لأنه سيفتقد خدمات لاعب وسط هامبورغ الألماني إيفو ايليسيفيتش بسبب تعرضه لإصابة في ربلة الساق خلال تمارينه مع المنتخب، ما اضطره إلى استدعاء لاعب دينامو زغرب سيمي فرساليكو صاحب 20 عاما الذي لم يخض سوى ثلاث مباريات دولية حتى الآن.
كما فقد أيضا خدمات مدافع ليون الفرنسي ديجان لوفرن، ثم لحق به المهاجم المخضرم إيفيكا اوليتش بسبب إصابة في فخذه تعرض لها خلال المباراة الودية ضد النرويج (1/1).
وسيعول بيليتش بشكل أساسي على نجم وسط توتنهام الإنجليزي لوكا مودريتش وزميله في الفريق اللندني نيكو كرانيكار، إضافة إلى إيفان بيريسيتش (بوروسيا دورتموند الألماني) وماريو ماندزوكيتش (فولفسبورغ الألماني) ونيكيسا ييلافيتش (إيفرتون الإنجليزي).
وتبدو مهمة المدرب الإيطالي الفذ جوفاني تراباتوني صعبة في هذه المجموعة، خصوصا أن منتخبه لا يتمتع بالخبرة الدولية الكافية كونه لم يشارك في البطولة سوى مرّة واحدة فقط وكانت عام 1988 حين خرج من الدور الأول.
ولا تعطي التوقعات ومكاتب المراهنات إيرلندا نسبة كبيرة في تجاوز الدور الأول بعد غياب 24 عاما عن المشاركة في هذه المسابقة استنادا إلى تاريخها ونتائجها في النهائيات، وكذلك في كأس العالم حيث شاركت آخر مرة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وخرجت من الثاني بركلات الترجيح على يد إسبانيا قبل 10 سنوات وليس إسبانيا اليوم.
ولا يزيد تأهل جمهورية إيرلندا عن طريق الملحق بعد أن حلت ثانية في المجموعة الثانية خلف روسيا وأمام أرمينيا وسلوفاكيا ومقدونيا وأندورا، ثم تخطت إستونيا (4/0 ذهابا في تالين و1/1 إيابا في دبلن)، كثيرا من الأوراق لتكون لاعبا أساسيا في هذه المجموعة.
وتعتبر المباراة الأولى لإيرلندا مع كرواتيا المحك لتراباتوني صاحب 72 عاما الذي بدأ الإشراف على المنتخب الإيرلندي عام 2008، ومواطنيه ماركو تارديلي وفاوستو روسي، قبل المواجهتين الصعبة مع إسبانيا في الجولة الثانية، والأصعب مع إيطاليا في الثالثة الأخيرة في الدور الأول والتي تكون فيها الحسابات معقّدة ومركبة بالنسبة لجميع المنتخبات.
ويدرك تراباتوني أن استمرار رجاله في المشوار الأوروبي من عدمه يتوقف على نتيجة المباراة الأولى، ويقول: إذا فزنا على كرواتيا في المباراة الأولى وهذا محتمل، ستكون الثانية مع إسبانيا. إذا فزنا في المباراة الأولى، ستكون الثالثة (ضد إيطاليا) هي الحاسمة.
ويبدو أن تراباتوني على غرار الكثير من المدربين يبقي للحظ مكانا في الفوز والخسارة، ويؤمن أيضا بأنه لا كبير في كرة القدم، والدليل فوز الدنمارك باللقب، وهي التي استدعيت في اللحظة الأخيرة عام 1992 لتحل محل يوغوسلافيا المشغولة بحرب داخلية أدت إلى تقسيمها.
ويقول تراباتوني في هذا الصدد: الجميع كانوا يعتقدون أن برشلونة سيحرز دوري أبطال أوروبا لكنه خسر. الدنمارك مثلا كانت في إجازة وبعد أن استدعيت للمشاركة أحرزت كأس أوروبا عام 1992.
ويضيف: أنا مثلا، لعبت ضد أفضل لاعب في العالم يوما ما هو (البرازيلي) بيليه. كنت أعتقد يومها أني قد أموت ولا أملك الفرصة، لكني في النهاية فزت في المباراة.
ويشدد المدرب الإيطالي العجوز على حكمة مفادها أن الأفضل لا يفوز دائما، ويؤكد نظريا، من الطبيعي القول إن المنتخبات الأقوى هي التي تفوز عادة، والمباراة 90 دقيقة يعني هناك 90 دقيقة. هناك مباريات تخسر فيها المنتخبات بلحظة واحدة نتيجة خطأ ما. هذه هي كرة القدم.
تعليقات