مواجهة الحقيقة بين فرنسا وانجلترا
رياضةوأوكرانيا تستهل المشوار بلقاء مصيري أمام السويد
يونيو 10, 2012, 5:30 م 838 مشاهدات 0
تدق ساعة الحقيقة أمام منتخبات انجلترا وفرنسا، عندما تستهل مشوارها في دانييتسك غدا الاثنين في تمام الساعة 7 مساء بتوقيت دولة الكوبت في نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم في ختام الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا حتى الأول من يوليو المقبل.
يبدأ المنتخبان الانجليزي والفرنسي مشوارهما لمحو خيبة أملهما في نهائيات كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا، عندما خرجت الأولى بخسارة مذلة أمام ألمانيا 1/4 في دور الـ16، وودعت الثانية من الدور الأول بفضيحة مدوية.
ومنذ نكسة جنوب أفريقيا، أعادت فرنسا ترتيب صفوفها بقيادة مدربها ومدافعها الدولي السابق لوران بلان، الذي خلف المدرب المثير للجدل ريمون دومينيك، ونجح بلان في إعادة الهيبة إلى الفرنسيين وقيادتهم إلى العرس القاري ورفعهم من المركز 27 في التصنيف العالمي عام 2010 إلى المركز الرابع عشر حاليا.
وتدخل فرنسا النهائيات القارية بمعنويات عالية خصوصا بعد فوزها الكبير على إستونيا برباعية نظيفة في آخر تجاربها الودية الثلاثاء الماضي، التي كانت مباراتها الـ21 على التوالي دون خسارة حيث حققت 15 فوزا و6 تعادلات وكان أبرز ضحاياها البرازيل وألمانيا وانجلترا (2/1).
وتملك فرنسا قوة ضاربة في خط الهجوم بقيادة نجم بايرن ميونيخ الألماني بلال ريبيري وهداف ريال مدريد الإسباني كريم بنزيما ومهاجم مانسشتر سيتي الإنجليزي سمير نصري وجناح تشيلسي الإنجليزي فلوران مالودا.
وحذر بلان لاعبيه من الاستهانة بالإنجليز، خصوصا بعدما تغلبوا عليهم وديا في ويمبلي في نوفمبر 2010، وقال: الفوز على الانجليز وديا يختلف كليا عن مباراة الغد، لأن المواجهة ضمن مسابقة رسمية وكل منتخب يتطلع إلى النقاط الثلاث، كما أن فوزنا عليهم كان قبل عامين، والآن تغيرت الأحوال لديهم وهم بإشراف مدرب جديد له أسلوب يختلف كليا عن أسلوب المدرب السابق (الإيطالي فابيو كابيللو).
وتابع: الجميع يقول إن الإنجليز ليسوا في أفضل حالاتهم، لكن ما يهمني هو أن إنجلترا ستلعب بطريقة معينة غدا، على أساس مؤهلاتها وفلسفتها. وأضاف: سيقدمون كل ما لديهم لأن المواجهة بين المنتخبين تكتسي أهمية خاصة. علينا أن نكون أقوياء لأن المباراة ستكون صعبة.
في المقابل، وفي الوقت الذي تعافت فيه فرنسا نسبيا من نكسة جنوب أفريقيا، فإن إنجلترا على النقيض عاشت في ترنح لمدّة سنتين من أزمة إلى أخرى آخرها فضيحة مدافع تشيلسي جون تيري، الذي اتهم بإهانات عنصرية لمدافع كوينز بارك رينجرز إنطون فرديناند، التي كانت أبرز نتائجها تجريده من شارة القائد في فبراير الماضي والتي اعترض عليها المدرب كابيللو وأدت إلى استقالته من منصبه وتعيين روي هودجسون مكانه.
وتلقت الكرة الإنجليزية ضربات موجعة في الآونة الأخيرة بسبب انسحاب أكثر من لاعب أساسي بسبب الإصابة خصوصا فرانك لامبارد وغاريث باري وغاري كاهيل، كما أنها ستلعب المباراتين الأوليين في غياب ولدها الذهبي واين روني بسبب الإيقاف.
ويعقد هودجسون آمالا على اللاعبين الواعدين خصوصا ثنائي مانشستر يونايتد داني ويلبيك واشلي يونغ وجناح مانشستر سيتي جيمس ميلنر ولاعب وسط توتنهام سكوت باركر، ومن خلفهم القائد ستيفن جيرارد التي تعقد عليه آمال كبيرة لوضع الإنجليز على الخط الصحيح.
ويعول جيرارد على خبرته في الملاعب القارية، ويسعى إلى التغلب على مشكلة غيابه أغلب فترات الموسم بسبب الإصابة.
وتستهل أوكرانيا مشاركتها في أول بطولة قارية منذ انفصالها عن الاتحاد السوفياتي عام 1991، غدا بمواجهة مصيرية أمام السويد على الملعب الأولمبي في كييف في الساعة 9:45 مساء، واضعة نصب عينيها تحقيق نجاح تاريخي على غرار ما فعلته في أوّل وآخر ظهور لها في بطولة كبرى، عندما بلغت ربع نهائي مونديال 2006 في ألمانيا للمرة الأولى في تاريخها.
وتدرك أوكرانيا أن مهمتها صعبة خصوصا في ظل غياب عدد من أبرز لاعبيها بداعي الإصابة، بيد أن مدربها النجم السوفياتي السابق أوليغ بلوخين، صاحب إنجاز مونديال 2006، يسعى إلى استغلال أكبر حدث رياضي تستضيفه بلاده لرفع معنويات أمة ملغومة بالفقر المدقع وشديدة الانقسام.
وأوضح بلوخين صاحب 59 عاما أنه مقتنع بأن رجاله يستطيعون تخطي الدور الأول والمضي بعيدا في هذه المسابقة، وقال في هذا الصدد: تعتبر إنجلترا وفرنسا نفسيهما الأوفر حظا في هذه المجموعة، وهذا حقهما، لكن أعتقد أننا والسويد أيضا، نرى الأمور بطريقتنا الخاصة.
وأضاف بلوخين، الحاصل على الكرة الذهبية عام 1975، لعبنا مباريات جيدة ضد فرنسا وإنجلترا. سنبذل قصارى جهدنا في الدفاع بكرامة عن ألوان بلدنا أمام أنصارنا الذين يشكلون حسب اعتقادي قوة إضافية لنا.
ويتعين على بلوخين، الذي لم يحظ بفرصة المشاركة مع منتخب الاتحاد السوفياتي رغم كونه أكثر اللاعبين خوضا للمباريات (432 مباراة سجل خلالها 211 هدفا بين 1972 و1988) وأفضل هداف في تاريخه (42 هدفا)، إسكات منتقدي المنتخب الأوكراني بعد نتائجه المخيبة في المباريات الإعدادية الأخيرة، حيث خسر أمام النمسا (2/3) وأمام تركيا (0/2).
وقال بلوخين في هذا الصدد: يجب عدم إعطاء أهمية أكثر من اللازم لنتائج المباريات الودية، كما أن العروض الجيدة مستحيلة في ظل مرض 11 لاعبا بسبب تسمم غذائي قبل مواجهة تركيا.
وضخ بلوخين دماء جديدة في التشكيلة مع الاحتفاظ ببعض المخضرمين وفي مقدمتهم أندري شفتشنكو وأندري فورونين، الذي اختير لاعب العام في دول الكتلة السوفياتية السابقة، والحارس أندري بياتوف، ولاعب وسط بايرن ميونيخ الألماني أناتولي تيموتشوك، الذي قال: نسعى إلى بلوغ الدور ربع النهائي، إنها مسألة غير قابلة للنقاش وبعد ذلك فإنني أرى أوكرانيا في المباراة النهائية.
وأكد: أنها مهمة صعبة، لكني اعتدت على طلب المستحيل، إنها فرصة للذهاب إلى أبعد دور ممكن، مبررا تصريحه بإنجاز اليونان عام 2004 عندما فاجأت الجميع بالفوز باللقب دون أن ترشح لإحرازه.
واستدعى بلوخين بعض النجوم الصغار منهم ديينس غارماش وأندري يارمولنكو (دينامو كييف) ويفغيني كونوبليانكا (دنبروبتروفسك) وياروسلاف راكيتسكي، مدافع شاختار دونتسك بطل الدوري المحلي، لكن إصابات بعض اللاعبين شكلت عائقا أمام طموحات بلوخين، ومنهم على وجه الخصوص الحارس الأساسي أندري ديكان ومدافع شاختار ألكسندر تشيغرينسكي.
ويملك بلوخين العديد من اللاعبين القادرين على خلق مشاكل أمام المنتخب السويدي القوي، الذي لا تخلو صفوفه من مشاكل أيضا خصوصا في خط الدفاع.
وتعول السويد على نجمها الأوحد محترف الميلان الإيطالي زلاتان إبراهيموفيتش لتخطي الدور الأول. ويتمنى السويديون أن يكون زلاتان في قمة مستواه وكذلك في مزاجه.
ومن المؤكد أن إبراهيموفيتش من اللاعبين الموهوبين جدا الذين نجحوا في اكتساب محبة آلاف المشجعين حول العالم، لكن يؤخذ عليه أنه غالبا ما فشل في الامتحانات الكبرى، في حين يؤكد مشجعوه أن اللاعب الذي توج بألقاب عديدة مع أياكس أمستردام الهولندي ويوفنتوس (جرد الأخير من لقبيه في الدوري بسبب تلاعبه) وإنتر ميلانو الإيطاليين وبرشلونة الإسباني وصولا إلى الميلان، واللاعب الذي كلف هذه الأندية أموالا طائلة للتعاقد معه لا يمكن أن يكون سوى من اللاعبين الكبار الذين يلعبون دورا أساسيا في فوز فرقهم.
وشدد مدرب السويد إريك هامرين على أهمية مواجهة أوكرانيا غدا، وقال: فوزنا غدا هو مفتاح بلوغنا ربع النهائي، لا أعني أن مهمتنا ستكون سهلة، بالعكس فإننا نواجه منتخب البلد المضيف، وقد تقابلنا معه 3 مرات في الأعوام الاخيرة، حيث فزنا مرة واحدة وخسرنا وتعادلنا مرة أيضا.
وأضاف: ستكون أوكرانيا مساندة بجماهيرها وهو السبب الذي يمنحهم الأفضلية علينا، ليس هناك عدد كبير من الدول المضيفة التي خسرت المباراة الافتتاحية للبطولة.
تعليقات