دول الخليج 'المتخمة' بالنفط عملاق نائم بالطاقة
الاقتصاد الآنيونيو 16, 2012, 1:22 م 1476 مشاهدات 0
بعد أن أمضت عقودا في استخراج واستخدام الوقود الاحفوري لبناء وإنماء مدنها في الصحراء، بدأت بعض دول الخليج الغنية بالنفط والغاز بالتطلع الى الطاقة الشمسية.
وأعلن عن عدة مشاريع ضخمة لاستخدام طاقة الشمس التي تشرق على مدار السنة، خصوصا في السعودية وقطر الإمارات العربية المتحدة، بحسب رويترز.
كما تنظم في الخليج مؤتمرات وقمم دولية حول موضوع الطاقات المتجددة فيما بدأت مؤسسات أبحاث متخصصة في شؤون الطاقات المتجددة تبصر النور.
والأهم من هذا كله هو أن صناع القرار في الخليج بدأوا على ما يبدو يعون أهمية الطاقات المتجددة بالنسبة للمستقبل.
إلا ان الاهتمام يأتي أيضا من منطلق اقتصادي بحسب عدنان أمين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) التي مقرها أبوظبي.
وبحسب أمين، 'فإن دعم أسعار المحروقات مكلف أكثر من الاستثمار في الطاقات المتجددة'.
ودول الخليج تبقى متأخرة عن الدول المتقدمة في مجال حماية البيئة واستخدام الطاقات النظيفة، إلا أن التوجه نحو الاستدامة يبدو متزايدا.
وقال أمين إن منطقة الخليج يمكنها أن تصبح المنطقة التي 'تشهد اكبر نمو للطاقات المتجددة في العالم'، واشار الى ان وجود 'ايرينا' في ابوظبي دليل على هذا التوجه سيما ان الامارات تعد صاحبة ثالث اعلى معدل انبعاث كربوني في العالم نسبة لعدد السكان.
وبحسب امين، فان الامارات التي تملك ثروة نفطية هائلة، هي في الواقع بلد يحرص على 'توفير الطاقة'، و'سيستثمر بشكل كبير لدعم الطاقات المتجددة'.
وابرز مشروع في الامارات في هذا المجال هو مشروع مدينة مصدر التي صممت لتكون مع اقل قدر ممكن من الانبعاثات الكربونية اذ ستستخدم فيها السيارات الكهربائية والاضاءة والتبريد بالطاقة الشمسية.
الا ان هذه المدينة لا تزال في مراحلها الاولى وليست حاليا الا بعض المباني التي تحتضن خصوصا مقر معهد مصدر، وهو برنامج دراسات عليا للابحاث في مجال الطاقات النظيفة.
وصممت المباني بشكل يتيح لها الاستفادة من ضوء الشمس وتجنب حرارتها، وبذلك تبقى الحرارة داخل بين اروقة المباني أقل بما بين 10 و15 درجة مئوية مقارنة بالحرارة في مدينة ابوظبي التي لا تبعد الا كيلومترات قليلة.
وقال بدر اللمكي مدير مدينة مصدر 'ان جميع العناصر من التصميم وصولا الى التعامل مع القمامة، باتت واقعا في مدينة المستقبل'.
وبحسب اللمكي فإن هناك ضوابط جديدة للمباني الجديدة في أبوظبي ودبي، وهي ضوابط تضمن خفض استهلاك الطاقة فيما تقوم سلطات متخصصة بالرقابة على المباني الموجودة.
وباتت مصدر على وشك إنجاز واحدة من أكبر محطات إنتاج الطاقة الشمسية، وهي مشروع شمس 1 الواقع في جنوب أبوظبي والذي أتى ضمن شراكة مع الشركة الاسبانية ابيغوا سولار والفرنسية توتال. ويفترض أن يتم إنجاز المشروع قبل نهاية السنة.
ويمتد المشروع على مساحة 2,5 كيلومتر مربع وستبلغ قدرته الانتاجية مئة ميغاواط,
وبحسب اللمكي، فان المشروع سيساهم بتخفيض الانبعاثات الكربونية بمقدار 175 الف طن سنويا، وهو ما يوازي 'سحب 15 الف سيارة من الطرقات او زراعة 1,5 مليون شجرة'.
وقد وضعت ابوظبي لنفسها هدف تامين 7% من حاجاتها من الكهرباء بواسطة الطاقات المتجددة بحلول العام 2020. اما هدف امارة دبي فهو بلوغ نسبة 5% في 2030.
وفي يناير الماضي، اعلنت دبي عن خطة لانشاء محطة شمسية تنتج الف ميغاواط. وسيتم انجاز المرحلة الاولى من مجمع محمد بن راشد ال مكتوم للطاقة الشمسية والبالغة قدرته 10 ميغاواط، في العام 2013.
وفي السعودية التي تملك اكبر احتياطات نفطية في العالم، تطمح مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بان تبلغ قدرتها الانتاجية في غضون عشرين سنة حوالى 41 غيغاواط.
وبدورها، اطلقت قطر، وهي صاحبة أعلى معدلات انبعاث كربوني في العالم نسبة لعدد السكان وتملك ثالث أكبر ثروة غازية في العالم، خططا لتأمين التكييف للملاعب التي ستستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2022، بواسطة الطاقة الشمسية.
ووصف مدير الطاقة النظيفة في منظمة غرين بيس تيسكي سفين دول الخليج بأنها 'العملاق النائم' في مجال الطاقة المتجددة.
تعليقات