عن إستقطاب الكفاءات العربية يكتب د. محمود ملحم
الاقتصاد الآنيونيو 20, 2012, 5:06 م 2203 مشاهدات 0
الطموحات الإقتصاديه في ظل ندرة الكفاءات العلمية
يثار من جديد موضوع استقطاب المؤهلات العلمية والكفاءات المييزه في عدد من الدول المتطورة . والذي يشكل مسألة هامة أذا ما أراد بلد ما اللحاق بركب التطور الأقتصادي العالمي ، خصوصاً وأن الكفاءات المميزة أصبحت نادرة، مما حدا ببعض بلدان العالم الى وضع حوافز عديدة لاستقطاب هذه الكفاءات، وبالأخص في البلدان المتقدمة،اذ ان الدول العربية كانت وما زالت تعاني من نزف في هذا المضمار .واذا عدنا الى ما بعد الحرب العالميه الثانيه .نرى ان هنالك تنافسا غير مباشر بين اوروبا وامريكا اذكته وسائل الأعلام المرأي والمسموع , وعملت جاهدة على افراغ الدول العربيه من علمائها تحت مسميات عديده .ولا شك ان هناك علاقة مباشرة وقوية بين التقدم الاقتصادي والتقني وبين استقطاب الكفاءات والمؤهلات العلمية،واذا اخذنا فرنسا على سبيل المثال لا الحصر, تمكنت بعد الحرب العالميه الثانيه من استقطاب الكفاءات على مدى فترات زمنية متتالية، حيث تحولت إلى القوة الاقتصادية هامة في العالم, وإلى بناء اقتصاد عالمي تشكل قيمة ناتجه الإجمالي حوالي 8% في المئة من إجمالي الناتج العالمي .علما بأن فرنسا خرجت من الحرب العالمية الثانيه منهكة اقتصاديا وسياسيا .قدمت الجنسيات والمستقبل الباهر وعملت على سياسة الترغيب فكانت ان نجحت في نزع الهويه العربيه لبعض العلماء الذين نجحوا في بناء دولة . لا ننكر ان فرنسا قد حضنتهم وقدمت لهم الغالي والنفيس ليبقوا تحت اجنحتها . ولكن في المقابل نتألم لهؤلاء الذين تخلوا عن هويتهم فقط لأنهم لم يجدوا فرصة في دولهم الحقيقية, او رفضوا ان يكونوا تابعين . اما ألمانيا فقد قدمت تسهيلات كثيرة في الآونة الأخيرة للمتخصصين في فروع العلم والتكنولوجيا .واستقطبت العلماء والخبراء خاصة من الدول العربيه مستغلة في ذلك الحاجة الماسة لهؤلاء في التفتيش عن فرصة عمل يعتاشون منها .هاجروا الى اوروبا وأمريكا لتنقطع اخبارهم لسنوات ومن ثم ليظهروا مجددا تحت اسماء جديده دالة على المجتمعات التي وفرت لهم السبل لكي يبدعوا . اما نحن فيكفينا ان نقول هذا العالم من أصل دولة عربيه يأتي اليها فقط للسياحة .نفتخر به كشخص ولكننا ننسى اننا تخلينا عنه في مكان ما,في لحظة ما ونتذكره فقط في زهوة نجاحاته .تسأله عن هويته فيقول لك حتما الجواز الذي يحميني . واذا عدنا الى الكويت، والتي تحقق معدلات نمو مرتفعة نسبيا بالقياس عن محيطها العربي حيث تتوافر لديها فرص كثيرة لتحقيق التميز،خاصة بتوفر الأنفتاح والتكنولوجيا ولكن يبقى النظر في بعض القوانين التي تشكل عائقا امرا ضروريا, واعطاء الفرص امرا ملحا, واستقطاب بعض الكفاءات التي تحتاجها بعض التخصصات ,منفذا للرقي .ان التطور والأنفتاح وقلة الفرص والعروض المقدمة من الخارج والتي تفوق مداخيلها بأضعاف من نقدمه لهم , تدفعهم بالتفكير مليا الى التفتيش عن الأفضل , ومن هنا ستواجه الكويت في القريب العاجل نقصاً في بعض التخصصات بسبب الطلب المتنامي عليها في مختلف القطاعات الأقتصاديه المحيطه ليصبح استقطابها أمرا صعبا نظرا للعروض والاغراءات المقدمة ليس من الخارج فحسب بل من الدول القريبة حتى .أن الخطوات الجبارة التي تتخذها السعودية مؤخرا والتي انتبهت لهذا التفاوت ما بين النمو السريع ونقص الكفاءات التي تتطلبها عملية التنمية، فاتخذت قراراً بأستقطاب ألف من هذه الكفاءات سنوياً، ما يعني وجود عشرة آلاف متخصص ومهني من المؤهلات التي يمكن أن تضيف الكثير للاقتصاد المحلي خلال السنوات العشر القادمة.ووفرت لهم الأمكانيات لكي يبدعوا .وهذه قطر ودبي تتبع الأسلوب ذاته .وبهذا التوافق بين المؤهلات العلميه والكفاءات المييزة ووضع الخطط لبرامج التنمية يمكن تحقيق التقدم الاقتصادي المنشود لتنويع مصادر الدخل والمنافسة في الأسواق العالمية، ليس من خلال تصدير المنتجات المادية فحسب، وإنما من خلال المحافظة على الموارد وإنتاج وتصدير المنتجات الفكرية . وما استطاعت ان تفعله دبي وقطر في فترة قصيرة جدا يمكن ان يجعل منها مركزا اقتصاديا عالميا رائدا ,قادرا على التنوع . ان العلاقة المييزة بين التطور الأقتصادي وتوفر الكفاءات العلميه والمحافظة عليها ,هو السبيل الوحيد نحو الديمومة .لذلك لا بد من العمل بجد على ايجاد او استقطاب الكفاءات وتوفير الفرص لهم .وحمايتهم وحماية مستقبلهم .والنزول عن بعض الأمور الظاهريه التي لا تغني ولا تسمن .يجب التفتيش عن الشهادات والخبرات وما هو جديد . يجب التفكير مليا بأننا في القرن الواحد والعشرين .هذا العصر هو عصر التكنولوجيا والتطور . عصر الكمبيوتر .عصر الشباب .عصر المنافسه والثبات .لا بد من نهضة شاملة تنقض اقتصادياتنا . خوفا من ان يطول الانتظار في محطة القطار .
بقلم المستشار القانوني الدكتور محمود ملحم .
تعليقات