أخطاء السيرة الذاتية تفقد الإماراتيين فرص العمل

الاقتصاد الآن

443 مشاهدات 0


كشف خبراء موارد بشرية واختصاصيون في سوق العمل داخل الإمارات عن 10 أخطاء رئيسة يرتكبها باحثون عن عمل من المواطنين بصفة خاصة تعتبر سبباً رئيساً في فقدانهم فرص العمل التي يتقدمون إليها، على الرغم من أن بعضهم قد يكون مؤهلاً من حيث الخبرة والشهادات العلمية، ومناسباً لشغل الوظيفة أكثر من غيره، مطالبين مؤسسات التعليم العالي، من جامعات وكليات ومعاهد، بتزويد الطلبة بما يحتاجون إليه من معلومات، لصقل ثقافتهم الوظيفية.

وقالت خبيرة الموارد البشرية أمل مسعد، لصحيفة 'الإمارات اليوم' إن لدى الباحثين عن عمل من المقيمين بالدولة خبرة في كتابة السيرة الذاتية أكثر من نظرائهم من المواطنين، على الرغم من وجود خبرة عملية ومؤهلات علمية أفضل لدى كثير من المواطنين، عازية ذلك الى ثقافتهم الوظيفية المحدودة.

 

وأشارت مسعد إلى أن أهم سلبيات السير الذاتية، هو وجود فراغات في التاريخ الوظيفي، وكثرة التنقل بين الوظائف.

وأوضحت أن كثيراً من الباحثين عن عمل يبالغون، وهم يدونون خبراتهم في السيرة الذاتية، في تسجيل أماكن عمل متعددة خلال فترات زمنية متقاربة، ظناً منهم أن تعدد أماكن العمل يمثل إضافة إيجابية بالنسبة لهم، لكن الحقيقة أن ذلك يعني أنهم لا يملكون صفة الاستمرارية في العمل، ما قد يحمل صاحب العمل على استبعاده، حتى لا يضطر في أي وقت للبحث عن بديل في حال ترك العمل بشكل مفاجئ.

ولاحظت أمل أن هناك طلبات عمل ترد إليها تتجاوز 10 صفحات، يحكي فيها الباحث عن العمل كل ما يتعلق بحياته الشخصية والمهنية والتعليمية، ما قد يدفع مسؤول الموارد البشرية، الذي يتلقى السيرة الذاتية، إلى استبعادها أيضاً، خصوصاً إذا كان هناك عدد كبير من طلبات التوظيف التي لم يبتّ فيها.

وترى أن كثيراً من الباحثين عن العمل يضمنون طلباتهم حديثاً عن هوايات، لا علاقة لها بمجال العمل من بعيد أو قريب.

وشرحت أن مواطناً تقدم للعمل منسق اتصال حكومي، ذكر أن لديه هوايات متعددة، تشمل ركوب الخيل والتزحلق على الجليد، وكان عليه أن يركز على الهوايات التي تعطي شخصيته العملية عمقاً أكبر، يوحي بأنها ستساعده على أداء واجبات وظيفته.

وقال خبير سوق العمل، مدير شركة نوكري للتوظيف، الدكتور عماد عمر إن سلبيات كتابة السيرة الذاتية، سببها الرئيس هو غياب الوعي الوظيفي الكامل لدى الخريجين والباحثين عن عمل، مؤكداً ضرورة أن تتحمل مؤسسات التعليم العالي مسؤولية التوعية الوظيفية للطلبة قبل تخريجهم، وانطلاقهم في رحلة البحث عن عمل.

وأشار إلى أن أبرز سلبيات طلبات التوظيف، التي يتقدم بها باحثون عن عمل من المواطنين، تتمثل في تركيزهم على الراتب المتوقع، من دون أن يقابل ذلك حرص أو تركيز على فرص الترقي الوظيفي، والخبرات التي يمكن اكتسابها، والمحفزات الأخرى، مؤكداً أن ذلك يدفع مسؤول الموارد البشرية للبحث عن بديل، يمكنه قبول الوظيفة المعروضة بالراتب المقترح.

وتابع أن هناك أخطاء أخرى فنية، مثل اختيار خط غير مناسب لكتابة السيرة الذاتية، يسبب التعب للعين أثناء فحصها، وتلوين السطور أو الصفحة، وكثرة الأخطاء اللغوية، أو تدوين سبب ترك الوظيفة السابقة بحيث يحتوي على انتقاد أو سبّ لمسؤولين فيها.

أما مدير مؤسسة إرشاد المختصة بتوظيف المواطنين في أنحاء الإمارات، محمد قدورة، فرأى أن أبرز سلبيات طلبات التوظيف، التي ترد من مواطنين باحثين عن عمل، هو احتواؤها على معلومات غير منطقية، وعند التدقيق فيها يتبين عدم صحتها.

وشرح أن هناك مواطنين يدونون خبرات عملية متزامنة، بمعنى أن يدون الباحث عن عمل أنه كان يعمل في وزارة الصحة مثلاً خلال سنة من السنوات، ثم يعود ويسجّل خبرة أخرى في مكان آخر في التوقيت نفسه.

ولاحظ قدورة أن بعض الخريجين يدونون خبرات كثيرة في فترة وجيزة لا تتناسب مع أعمارهم، أو فترة تخرجهم. وعندما تطلب جهة العمل المستندات الدالة على هذه الخبرات يفشلون في تقديمها، إضافة إلى أن كثيراً من طلبات التوظيف تؤكد أن أصحابها من خريجي جامعات عالمية مرموقة في أوروبا وأميركا. وعند التوظيف تكتشف الشركة أن موظفها الجديد حصل على مؤهله عن طريق المراسلة الإلكترونية، ولم يسبق له زيارة الدولة التي تخرج في جامعاتها.

وأوضح أن 'إرشاد' خصّصت فريقاً للاتصال بالجهات التي يقول باحثون عن عمل إن لديهم خبرات سابقة لديها، للتأكد من هذه الخبرات، وتبين أن البعض لم يسبق له العمل في أيّ من الجهات التي ذكرها في سيرته الذاتية.

وأكّد قدورة أن 'إرشاد' تتبنّى عددا من المبادرات للتثقيف الوظيفي والمهني لطلبة الجامعات المواطنين، من خلال محاضرات مباشرة، وإعداد دليل مطبوع يتم توزيعه في الجامعات والمدارس ومعارض التوظيف، مع إرشادات مهمة لأفضل طرق كتابة السيرة الذاتية وطلبات التوظيف، لتلافي الأخطاء التي ترتكب في كتابتها، مؤكدا أن كتابة السيرة الذاتية أصبحت إحدى الخطوات الرئيسة في الحصول على وظيفة.

وكان وزير التعليم العالي قد صرح، أخيرا، أثناء انعقاد جلسة المجلس الوطني الاتحادي، بأن عدد خريجي جامعات الدولة وصل حاليا إلى نحو 115 ألف خريج، في جامعتي الإمارات وزايد وكليات التقنية العليا، مؤكدا أن مؤسسات التعليم العالي داخل الدولة تبذل أقصى جهودها لتخريج مواطنين مؤهلين لسوق العمل، من خلال التركيز على اللغات الأجنبية كأمر حيوي، لمواكبة المناهج والبرامج العالمية، المرتبطة بمتطلبات سوق العمل في الدولة، إضافة إلى الثقافة والتوعية الشاملة، في ظل الموقع الاقتصادي المهم للإمارات في العالم، والمكانة المرموقة لها في حركة التجارة والاستثمارات العالمية.

الان - ووكالات

تعليقات

اكتب تعليقك