عمارات وناطحات سحاب مدينة الكويت العصرية

الاقتصاد الآن

ترسم الملامح الرئيسية للمركز المالي والتجاري

4275 مشاهدات 0


عند مغيب الشمس تمتد على امواج الخليج العربي ظلال عمارات وابراج وناطحات مدينة الكويت بقديمها وجديدها لترسم معلما معماريا سرياليا جديدا يمزج بين روح الفن المعماري الحديث بابنيته الزجاجية والقديم بعماراته الاسمنتية التي اعطتها الشمس صبغة داكنة على مر السنين لترسم هذه المدينة معالم مركز مالي وتجاري يتناسب مع المكانة التي لعبتها المدينة تاريخيا.
وشهدت الكويت منذ بداية عام 2004 نهضة معمارية كبيرة في مجال الابراج التجارية حيث تزايد عددها بصورة كبيرة وبدأت مدينة الكويت او (الديرة) كما يحب الكويتيون ان يلقبونها تشهد بدايات تشييد لناطحات سحاب وابراج تجارية كبيرة كتجاوب طبيعي او رد فعل طبيعي للقطاع الخاص مع طموحات قيادة البلاد بالتحول الى مركز مالي وتجاري اقليمي.
وبدات الافكار تتجسد في عمارات وابراج يزيد ارتفاعها على 200 متر لتحتل الكويت المرتبة الثامنة عالميا في قائمة الدول الاكثر انجازا للابراج الشاهقة التي يزيد طولها على 200 متر في عام 2011 بحسب المجلس العالمي للمباني الشاهقة الذي يتخذ من الولايات المتحدة الامريكية مقرا له من خلال انجاز برجين يبلغ مجموع طوليهما 468 مترا.
وتعليقا على هذه النهضة المعمارية غير المسبوقة يقول رئيس اتحاد العقاريين توفيق الجراح انه منذ عام 2004 وهناك رؤية بتحول مدينة الكويت الى مركز مالي اقليمي عصري وفق افضل المعايير والمقاييس وبافضل التصاميم يعكس مكانة هذه المدينة واهميتها لاسيما انها لطالما لعبت دورا حيويا واساسيا في مجال الطاقة على المستوى العالمي.
واضاف الجراح ان مفهوم مركز مالي هو المدينة او المكان الذي يتم فيه (استيراد وتصدير الاموال) الامر الذي يتطلب وجود بنية تحتية متكاملة من عمارات ومرافق حيوية ضرورية استطاع القطاع الخاص الكويتي ان يؤمن قسما منها بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة وبلدية الكويت عبر تطويرها لبعض التشريعات لاسيما تلك المتعلقة بالمساحة الهوائية مما ساهم في انطلاق نهضة معمارية غير مسبوقة.
واوضح ان هناك خطة متكاملة كانت موضوعة لتطوير هذه المدينة ووضعها على خريطة افضل المدن العالمية واكثرها عصرية وتتضمن تلك المخططات وجود حدائق عامة ومراكز ثقافية اضافة الى تطوير وانشاء اسواق تراثية كسوقي شرق والمباركية التراثي الذي يحمل عبق قدماء التجارة والحياة لاقتصادية في الكويت قبل النفط علاوة على وجود خطط لتطوير النقل العام داخل المدينة.
وذكر الجراح ان هناك مشاريع اخرى اضافية وافكارا لمحاكاة بعض المناطق المهمة في عواصم عالمية كفكرة (شانزليزيه الكويت) التي طرحت في وقت سابق اضافة الى مشاريع مستقبلية مدرجة في الخطة الانمائية للكويت كمدينة الحرير وغيرها.
واشار الجراح الى ان زيادة النشاط الاقتصادي والتجاري لاي دولة في العالم من شأنه ان ينعكس ايجابا على التصاميم المعمارية لهذه المدن والذي دائما ما ينعكس في تشييد اطول عمارة او غيرها من الفنون المعمارية المميزة كما حدث في امارة دبي.
وبين ان العديد من الابراج في الكويت كانت الاولى من نوعها على مستوى العالم كمشروع برج الحمراء الذي يعتبر البرج الاول المنحوت في العالم ما يشير الى التمييز الكبير الذي يتم تشييده في قلب العاصمة الكويت ويعكس ايضا ذاك التميز في الروح الكويتية التي تسعى دائما الى التفرد والتميز.
واعتبر ان المبادرات من شأنها ان تساهم ايضا في تعزيز فن العمارة في الكويت ونقلها الى مستويات عالية اكثر لاسيما مبادرة تحويل الكويت الى عاصمة عالمية للنفط حيث ستساهم في افتتاح ابرز شركات الطاقة في العالم مراكز لها في الكويت.
وقال ان الازمة المالية العالمية التي حصلت في عام 2008 اثرت بصورة كبيرة على النهضة المعمارية التي شهدتها الكويت وحدت من الانطلاقة الكبيرة لها.
من جانبه فضل المدير العام لجمعية المهندسين الكويتين المهندس محمد السبيعي ان يتلاقى الفن المعماري في مدينة الكويت مع التراث التاريخي للكويت موضحا ان الطبيعة الصحراوية الحارة فرضت على الفن المعماري الكويتي سابقا اعتماد الفسحة الواسعة امام المنزل (الحوش) وذلك تجنبا للحر الشديد الذي تشهده البلاد في فصل الصيف.
واضاف السبيعي ان الابراج وناطحات السحاب الحالية في مدينة الكويت تعتمد بصورة رئيسية على مفهوم (العصرنة) والحداثة في تصاميمها اذ انها تواكب متطلبات المدن المالية والتجارية وتراعي هذه التصميمات متطلبات واحتياجات المدن المالية والتجارية بامتياز مشيرا الى ان هذه التصميمات وان تفردت فهي مستوردة من تصميمات خارجية تعتمد على العصرنة والمدارس الهندسية الخارجية.
وشدد على دور المدن التراثية واهميتها في الفن المعماري الحديث الذي تلاقى مع الارث التاريخي للشعب الكويتي الذي يذكر الاجيال الصاعدة بحياة اجدادهم وطريقة حياتهم اليومية مشيرا الى الجهود المبذولة في هذا الصدد سواء في سوق المباركية او سوق شرق او حتى تاهيل سوق الاحمدي لما له من دور في ربط الاجيال الصاعدة بجذورها التاريخية.
وربط السبيعي تطور الابراج والعمارات العملاقة في اي منطقة من مناطق العالم بمدى الحركة التجارية والاقتصادية التي تشهدها هذه المنطقة مبينا انه في حال المضي في الخطة الانمائية للوصول الى مركز مالي وتجاري اقليمي فان مدينة الكويت ستشهد المزيد من الابراج والعمارات لتتواكب مع النهضة المطلوبة.
وتملك الكويت خطة تنموية طموحة تهدف الى تحويل الكويت الى مركز تجاري ومالي وبدأت برسم معالم هذا التحول عبر تشييد العديد من الابراج والعمارات فيها اضافة الى طرح العديد من المشروعات الهامة في مجال النقل العام كمشروع المترو وسكك الحديد ومشروعات في مجال الموانئ والنقل البحري وتطوير مطار الكويت الدولي وتوسعته.
وفي الكويت حاليا العديد من الابراج وناطحات السحاب منها برج الحمراء وبرج التجارية وبرج الراية وبرج التحرير وبرج الكريستال وبرج مبارك الكبير وبرج المتحدة وابراج اخرى متعددة يزيد ارتفاعها على 150 مترا تقبع جميعها على شارع الخليج العربي في الكويت المدينة التي لطالما بقيت في قلب الطريق الواصل بين الشرق والغرب او ما يسمى بطريق الحرير.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك