نهاية ايجابية للنصف الأول من سنة 2012 مع عمليات اكتتاب أولي وشيكة خلال النصف الثاني
الاقتصاد الآنيوليو 1, 2012, 4:16 م 623 مشاهدات 0
عاد نشاط الاكتتابات الأولية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ('مجلس التعاون الخليجي') بقوة في الربع الثاني من سنة 2012 محققة أقوى أداء اكتتاب أولي في أي ربع سنة من السنتين المنقضيتين. وقد ساعدت الادراجات الجديدة، رغم إقتصارها على عدد قليل من البورصات الاقليمية، في امتصاص بعض السيولة الزائدة في المنطقة وفي اجتذاب المستثمرين.
وجد تقرير بي دبليو سي حول مراقبة أسواق المال لدول مجلس التعاون الخليجي أن اربعة عمليات اكتتاب أولية قد جمعت ما مقداره 1,104 مليون دولار أمريكي في بورصات مجلس التعاون الخليجي خلال هذا الربع مقارنة بثلاثة عمليات اكتتابات أولية جمعت ما مقداره 340 مليون دولار أمريكي في الربع الثاني من سنة 2011، أي بزيادة بالقيمة بنسبة 69%. ارتفع معدل طرح الاكتتابات الأولية الى 276 مليون دولار أمريكي في هذا الربع مقارنة بـ 39 مليون دولار أمريكي في الربع الأول من سنة 2012 و113 مليون دولار أمريكي في الربع الثاني من سنة 2011.
وقد كان من بين الشركات التي افتتحت نشاط الاكتتاب الاولي في هذا الربع مجموعة الطيار للسفر، وهي شركة عائلية تمارس نشاطها في قطاع السفر والسياحة، وشركة تموين الخطوط السعودية، وهي قسم التموين في الخطوط السعودية، حيث جمعتا على التوالي في بورصة الأسهم السعودية 365 مليون دولار أمريكي وحوالي 354 مليون دولار أمريكي. على الرغم من التوقعات الضعيفة لسوق حقوق الملكية العالمي والانخفاض في أسعار النفط، لقيت عمليات الاكتتاب الأولي تجاوبا كبيرا في السوق وهو مؤشر على تحسن الثقة من جانب المستثمرين. تضمنت الاصدارات الأخرى التي يجدر الحديث عنها خلال الربع الثاني طرحا أوليا بقيمة 227 مليون دولار أمريكي من شركة اسمنت نجران في سوق الأسهم السعودية، والطرح الأولي من بنك نزوى، وهو بنك اسلامي تأسس مؤخرا في عمان، والذي جمع 158 مليون دولار أمريكي وهو الطرح الذي من شأنه أن يمهد الطريق لعمليات طرح اكتتاب أولي مستقبلية لبنوك اسلامية أخرى حديثة في سوق الأوراق المالية في مسقط.
كانت القيمة والعدد الإجماليين لعمليات الاكتتاب الأولي من النصف الأول لسنة 2012 أعلى بنسبة 70% و33% على التوالي، مقارنة مع نفس الفترة من السنة السابقة. استمر 'تداول'، وهو سوق الأسهم السعودي، بالهيمنة على البورصات الاقليمية حيث استضاف خمسة عمليات اكتتاب أولي من أصل ستة في النصف الأول من عام 2012 والتي تمثل 87% من اجمالي المبلغ الذي تم جمعه. أما نشاط بورصات الأسهم في دولة الامارات العربية المتحدة فقط كان صامتا تماما مقارنة بنشاطها في العام السابق حيث شهدت ثلاثة عمليات اكتتاب أولي في نهاية النصف الأول من سنة 2011. وقد شهد نشاط التداول في أسواق الأسهم في دول مجلس التعاون الخليجي تراجعا في أواخر النصف الأول من سنة 2012 نتيجة للانخفاض في أسعار النفط وتراجع الأوضاع الاقتصادية في أوروبا والأخبار التي تم تناقلها حول التراجع في معدلات النمو في الصين وغيرها من الأسواق الناشئة.
ذكر ستيفن دريك، رئيس بي دبليو سي للأسواق المالية في منطقة الشرق الأوسط:
'مع أن نشاط الاكتتاب الأولي في الربع الثاني من سنة 2012 قد يعتبر مشجعا، الا أنه لا يزال من الصعب التقرير حول ما اذا كان ما نشهده هو تعاف فعلي. مع ماتشهده منطقة اليورو من تطورات والتباطؤ الذي أصاب بعض الأسواق المتسارعة النمو مثل الصين والهند، من الصعب أن نقرر أثر تلك التطورات وذلك التباطؤ على أسواق المنطقة. لا زلنا نرى نموا وشيكا وقويا في المملكة العربية السعودية ونتوقع أن تدخل المزيد من الشركات الى السوق في الربع الثالث و الرابع من سنة 2012 طالما بقيت أسعار الأسهم مستقرة. نتوقع أن يتواصل تزايد عمليات طرح الاكتتابات الأولية لبقية عام 2012 في السوق السعودية مع محدوديتها أو حتى انعدامها في الأسواق الأخرى في المنطقة.'
في أوروبا، بعد ظهور علامات مشجعة مبكرة في الربع الأول، تباطأ نشاط الاكتتاب الأولي بشكل كبير في الربع الثاني من عام 2012 حيث جمعت حوالي 47 عملية اكتتاب أولي 0.7 مليار دولار أمريكي ، بانخفاض بنسبة 65% في حجم الاكتتابات وبانخفاض بنسبة 96% في العائدات من الربع الثاني لسنة 2011 (حيث جمعت 134 عملية اكتتاب أولي 18.4 مليار دولار أمريكي). بقيت الأسواق الأوروبية متأثرة بشكل سلبي بأزمة ديون منطقة اليورو وعدم الثقة بالنمو الاقتصادي العالمي ككل، خاصة في الصين. مع فترة الركود المعتادة في الصيف واقتراب موعد بدء الألعاب الأولمبية في لندن، من المتوقع أن يبقى نشاط الاكتتاب الأولي الأوروبي هادئا حتى الربع الأخير من السنة.
يستمر اداء سوق الديون الخليجية قوياً خلال النصف الأول من عام 2012 مع أداء أفضل للاصدارات التقليدية والاسلامية مقارنة مع نفس الفترة من السنة السابقة. بقيت احتياجات المنطقة التمويلية قوية نظرا لمخططات التطوير الهائلة للبنية التحتية واحتياجات اعادة التمويل لخدمة الديون الحالية. حسب آخر التوقعات، تخطط الحكومة السعودية لاستثمار 500 مليار دولار أمريكي في برامج التوسعة والتطوير كما ستخصص قطر الغنية بالغاز 100 مليار دولار أمريكي مع استعداداتها لاستضافة بطولة العالم في كرة القدم لسنة 2022.
في الربع الثاني من سنة 2012، كان من ضمن الاصدارات التقليدية الرئيسية سندات الشركات التي طرحها البنك التجاري القطري بقيمة 500 مليون دولار أمريكي والتي أدرجت في بورصة لندن. . وشكل اصدار دولفين للطاقة في شهر فبراير وقيمته 1.3 مليار دولار أمريكي أكبر اصدار في النصف الأول من عام 2012 . بالنسبة للجهات السيادية، أصدر مصرف الكويت المركزي سندات خزينة بقيمة اجمالية قدرها 2.33 مليار دولار أمريكي وسندات بقيمة اجمالية قدرها 3.8 مليار دولار أمريكي في الربع الثاني من عام 2012.
استمرت الصكوك بالتفوق على السندات التقليدية في أدائها في المنطقة في هذه السنة حيث كانت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة هي الأكثر نشاطا فيها. فقد كانت صكوك بنك التنمية الاسلامي من السعودية وصكوك جافزا من الامارات العربية المتحدة هي الأبرز في الربع الثاني من سنة 2012 حيث جمعت على التوالي 800 مليون دولار أمريكي و650 مليون دولار أمريكي. خلال نفس الفترة، أصدرت حكومة دبي اثنين من الصكوك على سوق دبي المالي بقيمة اجمالية قدرها 1.25 مليار دولار أمريكي. كما أصدرت الهيئة العامة للطيران في المملكة العربية السعودية أكبر صكوك خلال السنة والتي جمعت 4 مليار دولار أمريكي.
وأضاف ستيفن دريك: 'يبدو أن أسواق الدين في منطقة الخليج لا زالت منيعة الى حد كبير ضد حالة عدم الاستقرار التي يشهدها الاقتصاد العالمي وذلك نظرا للدعم الحكومي المستمر لهذه الاصدارات. على الرغم من التذبذب الذي شهدته أسعار النفط والاضطراب الذي ساد الأسواق الأخرى، تبقى منطقة الخليج محط أنظار المستثمرين الاقليميين والعالميين الذين يسعون للانفتاح على الأوراق المالية للسندات الثابتة في المنطقة'.
تعليقات