الجيش الحر يسيطر على بعض الأحياء
عربي و دولياشتباكات عنيفة في دمشق لليوم الثاني على التوالي
يوليو 16, 2012, 8:05 م 2878 مشاهدات 0
أفاد ناشطون سوريون بسقوط عدد من القتلى والجرحى مع تواصل الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في عدة أحياء بالعاصمة دمشق. كما بث ناشطون تسجيلا يظهر فيه ضابط سوري -قالوا إنه ياسين غزالة صهر المسؤول في المخابرات العسكرية رستم غزالة- وهو يعلن انشقاقه عن النظام.
وقال ناشطون إن مدرعات الجيش دخلت حي الميدان بدمشق بعدما سيطر الجيش الحر على مناطق قريبة من مؤسسات حكومية وأمنية. وسيطر الجيش النظامي على الطرق الرئيسية في الحي الذي يضم مناطق شعبية وأخرى حديثة، ليتمركز الجيش الحر في الأزقة ويتبادل الطرفان إطلاق النار.
وأضافوا أن القناصة انتشروا في مبنى صحيفة تشرين الحكومية ومآذن بعض مساجد الحي الذي تقطنه أغلبية دمشقية سنية ويشرف على مداخل مركز المدينة ومناطقها الحيوية.
وذكرت كتائب الصحابة -التابعة للجيش الحر- في بيان أنها تمكنت من ضرب عدة حافلات لقوى الأمن قرب طريق المتحلق الجنوبي، وهو أحد الطرق الرئيسية في العاصمة.
واتسعت رقعة الاشتباكات في العاصمة بعد أن قصف الجيش حي التضامن بقذائف المدفعية أمس الأحد لأول مرة في دمشق، مما أدى إلى مقتل خمسة ونزوح الكثير من الأهالي إلى حيي الميدان ومخيم اليرموك ذي الأغلبية الفلسطينية.
وقال عضو مجلس الثورة بدمشق وريفها محمد الشامي في اتصال مع قناة الجزيرة إن قوات النظام تمنع وصول أي شكل من أشكال المعونة والإنقاذ إلى حي التضامن، وأكد أن الجيش الحر تمكن من تدمير العديد من سيارات الأمن وإعطاب دبابتين أثناء الاشتباكات.
وشملت سيطرة الجيش الحر كلا من الزاهرة ونهر عيشة والعسالي الملاصقة للميدان، إضافة إلى أحياء الصناعة والقزّاز والقدم وسيدي قدّاد وكفر سوسة، وهي جميعها تضم مناطق يقطنها الأهالي ذوو الدخل المتوسط والمحدود، في حين انتشرت قوات النظام مساء أمس بمعظم أنحاء دمشق وأغلقت طريق المطار والأحياء المحيطة به, وشوهدت المروحيات تحلق في سماء العاصمة.
صورة من تسجيل بثه ناشطون قالوا إنه يؤكد انشقاق ياسين غزالة (وسط) عن النظام (وكالات)
وبالتزامن مع الانفلات الأمني في مناطق بالعاصمة، بث ناشطون تسجيلا يظهر فيه ضابط سوري -قالوا إنه المساعد أول في إدراة المخابرات العامة ياسين غزالة- وهو يعلن انشقاقه عن النظام بعد فراره إلى الأردن.
وتأتي أهمية هذا الانشقاق من كون الضابط المذكور صهرا للعميد في المخابرات العسكرية رستم غزالة الذي سبق التحقيق معه في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، حيث كان رئيسا لجهاز الأمن والاستطلاع للقوات السورية في لبنان.
قصف مستمر
من جهة أخرى قال مراسل الجزيرة من الحدود التركية السورية إن الجيش النظامي بدأ بمحاصرة مدينة سلقين في ريف إدلب تمهيدا لاقتحامها، كما وضع الجنود عددا من المدنيين على الدبابات كدروع بشرية أثناء اقتحام قرية عزمارين، مؤكدا تكرر هذا السلوك أثناء اقتحام مناطق البساتين في إدلب حيث يتمركز الجيش النظامي.
وقالت شبكة شام الإعلامية إن قوات النظام تواصل قصف مدينة الرستن في حمص، مما أدى إلى مقتل خمسة بينهم ثلاثة أطفال.
وأضافت أن القصف العشوائي ما زال يستهدف أحياء مدينة دير الزور ومدينة إعزاز في حلب ومناطق عدة في حماة وريفها، كما شهدت بلدة قرفا في درعا حملة دهم واسعة.
وفي ريف دمشق حاصرت قوات الحكومة منذ الصباح مدينة قطنا وسط تحليق كثيف للطيران المروحي، ثم بدأت بالقصف من الطيران المروحي ومن الدبابات، حيث تركز القصف على منطقتي الحلالة وزيريا، وفقا لشبكة شام.
وفي هذه الأثناء، قال الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر ألكسيس هيب إن الوضع في سوريا يمكن وصفه بأنه نزاع مسلح غير دولي، وهي التسمية الدبلوماسية للحرب الأهلية.
من جهة أخرى قال نشطاء إن اشتباكات اندلعت بين معارضين سوريين وقوات الحكومة اليوم الإثنين لليوم الثاني في دمشق وذلك في أحد أعنف الاشتباكات في العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل 17 شهرا.
وقال سكان إن عربات مدرعة انتشرت في حي الميدان بجنوب دمشق واتخذ قناصة مواقعهم فوق الأسطح. وسمع دوي عنيف للرشاشات في لقطات فيديو حملها نشطاء في المنطقة على الانترنت.
وقال أحد سكان حي الميدان 'دخلت قوات الأمن الحي وهناك حرب حقيقية تدور الان.'
وجاء اتساع نطاق القتال في العاصمة بينما يبدأ كوفي عنان مبعوث السلام الخاص للامم المتحدة زيارة تستمر يومين لموسكو. ويلتقي عنان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قاوم دعوات غربية لزيادة الضغط على الأسد.
ولم يبد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أي مؤشر على تغيير موقف بلاده من الصراع قبل المحادثات مع عنان.
وقال لافروف إن الجهود الغربية الرامية لاصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتمديد مهمة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا والتي تشمل التهديد بفرض عقوبات تنطوي على 'قدر من الابتزاز.'
وأضاف 'إذا قرر شركاؤنا تعطيل قرارنا بأي شكل ستصبح مهمة الامم المتحدة بلا تفويض وسيكون عليها ان تغادر سوريا. وسيكون هذا مؤسفا.'
وعلقت مهمة المراقبة نظرا لتصاعد العنف في سوريا ويقول نشطاء ان أكثر من 17 الفا قتلوا هناك.
وقتل خمسة أشخاص على الأقل وأصيب عشرات اخرون في قتال يوم الأحد. وقال نشطاء إنهم يتوقعون سقوط المزيد من الضحايا في قتال يوم الاثنين لكن لم يتسن لهم تقييم الوضع حتى الان.
وقال نشط طلب عدم ذكر اسمه إن السكان يتأهبون لمزيد من المصاعب في العاصمة بعدما قمع الجيش جيوبا للمعارضة في ضواح خارج دمشق مثل ضاحية دوما.
وأضاف 'يوجد آلاف المقاتلين في بعض من هذه الضواحي. قتل بعضهم لكن فر الكثيرون ويتجهون إلى العاصمة نفسها.'
وقال نشطاء إن محتجين غاضبين أغلقوا الطريق السريع الدولي المؤدي إلى الأردن تضامنا مع سكان حيي الميدان والزاهرة مع تواصل الاشتباكات فيهما.
وقال نشط يدعى سمير الشامي عبر سكايب 'يتصاعد الدخان من المنطقة. يغلق الناس هذا الطريق بالحجارة ويحرقون الاطارات على أمل تخفيف الضغط على الميدان.'
ومن الصعب التحقق من الروايات بشأن ما يحدث في سوريا لان الحكومة تفرض قيودا على عمل مؤسسات الاعلام الدولية.
وتتصاعد الضغوط على الأسد من الدخل والخارج.
وطلب المغرب من سفير سوريا مغادرة البلاد وأعلن انه شخص غير مرغوب فيه. وتأتي الخطوة بعد أيام من انشقاق السفير السوري في العراق وانضمامه إلى المعارضة وبعد أسبوع من فرار العميد مناف طلاس والذي كان مقربا من الأسد من سوريا.
وأعلنت الحكومة السورية ان السفير المغربي شخص غير مرغوب فيه ردا على قرار الرباط طرد السفير السوري.
وزاد العنف المتصاعد في سوريا والذي شمل عدة مذابح مزعومة من الغضب داخل البلاد. وتحولت الاحتجاجات التي بدأت سلمية إلى تمرد مسلح وقتال للرد على القمع العنيف من جانب قوات الأسد.
وتصنف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصراع في سوريا الان على أنه حرب أهلية.
وتأتي زيارة عنان لموسكو بعد أيام من إعلان المعارضة وقوع مذبحة جديدة في قرية تريمسة مما أدى إلى موجة جديدة من الادانات في الغرب حيث مازال الدبلوماسيون يأملون أن تخفف روسيا من دعمها للاسد.
وأعاقت موسكو والصين اتخاذ تحرك أكثر صرامة ضد سوريا في مجلس الامن الدولي ولم يبد الغرب رغبة في شكل التدخل الذي قام به العام الماضي عندما ساعد حلف شمال الاطلسي المعارضة الليبية على الاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي.
وقال عنان يوم الجمعة إنه 'شعر بالصدمة' عندما أخلفت الحكومة السورية وعدها بعدم استخدام أسلحة ثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان وانه تأكد استخدام طائرات هليكوبتر ومدفعية في قرية تريمسة.
وذكرت الحكومة السورية أنها قتلت العديد من 'مقاتلي العدو' في تريمسة لكنها نفت ارتكابها مذبحة ونفت أن قواتها استخدمت الاسلحة الثقيلة.
وانتقد جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية عنان وقال إنه تسرع لانه صدق تقارير المعارضة بشأن ما حدث الأسبوع الماضي.
وقال مقدسي في مؤتمر صحفي بدمشق إن قوات الحكومة السورية لم تستخدم الطائرات ولا طائرات الهليكوبتر ولا الدبابات ولا المدفعية. وأضاف أن ما حدث لم يكن مذبحة وإنما عملية عسكرية.
تعليقات