ناشر تحرير ((الآن)) يكتب عن سعود الناصر:
محليات وبرلمانملأ الدنيا بنشاطه وإخلاصه ونشر حبه على اتساع الكويت
يوليو 26, 2012, 1:39 م 4168 مشاهدات 0
بمناسبة شهر رمضان الكريم أعدت النهار سلسلة أسمتها ' ذاكرة وطن ' تتناول في كل عدد واحدة من الشخصيات الكويتية التي تركت ورائها بصمات جلية بين جنبات الكويت، ويكتب عن هذه الشخصيات عدد من كتاب ومحرري النهار ، حلقة اليوم كتبها الزميل ناشر تحرير زايد الزيد الذي استذكر بعضاً من مآثر الراحل الكبير الشيخ سعود الناصر السعود رحمه الله ، فكان هذا الموضوع :
في مساء الواحد والعشرين من يناير هذا العام فجعت الكويت بفقدها واحداً من اعظم رجالاتها المخلصين ألا وهو الشيخ سعود الناصر السعود الصباح - رحمه الله - واسكنه فسيح جناته.
الفقيد سعود الناصر يعد واحداً من حكماء الكويت لعب الدور الأبرز كويتيا ابان الغزو العراقي للكويت «صيف 1990» حينما شاءت الاقدار ان يهيئ الله -سبحانه وتعالى- هذا الرجل لدور عظيم ويقدر -عز وجل- ان يكون هو لا غيره سفيرنا في تلك الفترة في الولايات المتحدة الاميركية» فلم يتوانِ عن حشد الرأي العام الاميركي وتحفيزه لنصرة الحق الكويتي حينما كان التردد هو سمة المواقف العربية والعالمية الا فيما ندر تجاه التدخل العسكري لتحرير الكويت لكن الدور الدبلوماسي المحوري الشجاع الذي قام به سعود الناصر وقاده بكل عزيمة واصرار في عاصمة القرار الدولي، كان هو بداية مسيرة تحرير الكويت من براثن الغزو الغاشم.
كان الرجل ينسق بين جبهات عدة، فكان يجتمع بصورة شبه يومية بالادارة السياسية الاميركية ويجتمع بالاستخبارات العسكرية الاميركية التابعة للبنتاغون ويتصل يوميا بالقيادة السياسية الكويتية التي كانت متواجدة بالطائف، كان - رحمه الله - يربط المعلومات والتعليمات بين هذه الاطراف الثلاثة بكل اقتدار ومهنية طيلة فترة الشهور السبعة.
كما لم يتوان في موازاة هذا الجهد الجبار عن تسهيل امور الاعاشة للكويتيين في داخل الكويت وخارجها، فمن الامور التي ربما لا يعرفها الكثيرون ان حكومة الولايات المتحدة الاميركية قامت بعد ايام قليلة من الغزو الغاشم بتجميد كل الارصدة الكويتية في العالم، واعتمدوا سعود الناصر وحده للموافقة على أي دولار يصرف من ارصدة الكويت ومن هنا كان الصرف على اعاشة الكويتيين المتواجدين خارجها، وكذلك على توفير الاموال اللازمة للكويتيين في الداخل، بالاضافة الى الصرف على المجهود الحربي الذي أُعد لتحرير الكويت.
كان رحمة الله حريصا بالتواصل مع المواطنين (ديوانية بن طفلة)
حنكة رجل السياسة
ولعل الدور المهم والحساس لسعود الناصر كان في الفترة التي سبقت يوم الغزو بأسابيع، حيث اطلع الراحل على المعلومات وعلى صور الاقمار الصناعية التي كانت ترصد الحشود العراقية الغادرة، وقد نبَّه الراحل القيادة السياسية بالمخاطر المحدقة بالكويت بحنكة رجل السياسة المتمرس في عمله والمصقول بالتجارب.
لقد جاب الراحل سعود الناصر الولايات المتحدة الاميركية شرقا وغربا شمالا وجنوبا، متواجدا بكثافة في جامعاتها ومراكز ابحاثها يشرح كارثة الغزو، ويجادل الباحثين والاساتذة، حوارا واقناعا بالحق الكويتي، حتى استطاع ان يحشد اجماعا شعبيا اميركيا لنصرة الكويت وشعبها، هذا عدا اجتماعاته المكثفة باعضاء مجلس الشيوخ والنواب الاميركيين خلال الشهرين الحاسمين اللذين سبقا صدور القرار الاميركي الشهير باستخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت.
الراحل الشيخ سعود الناصر وفي الإطار مع الرئيس الفنزويلي
ابتداع وسيلة جديدة
كما قام الراحل سعود الناصر بابتداع وسيلة مساعدة جديدة تمثلت في تجميع اكبر عدد ممكن من الطلبة الدارسين في الولايات المتحدة الاميركية لمرافقة الجيش الاميركي الذي سيحرر الكويت وذلك لاغراض الترجمة في الأراضي العراقية وعلى أرض الكويت، وفي سبيل إنجاح هذه الفكرة المبتدعة كان الراحل يتصل بنفسه بالاعداد الهائلة من الطلبة الدارسين في اميركا لحثهم على هذا الامر، وقد نجحت الفكرة ايما نجاح فكان لطلبتنا دور كبير في تسهيل مهمة الجيش الاميركي.
مكرما في إحدى المناسبات
مهمة جليلة
حان وقت تحرير تراب الكويت الغالي، فأبلغته الادارة الاميركية بساعة الصفر، موعد انطلاق حرب التحرير، فقام بابلاغ سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله -رحمه الله- عبر اتصال «مشفّر»، فزّف الأخير هذه «البشارة» لصاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد -رحمه الله.
هذا بعض ما كان للراحل سعود الناصر من أعمال تتصل بحرب تحرير الكويت وهي المهمة الجليلة التي لن ينساها له شعب الكويت.
وفي ميادين العمل الأخرى، قام الراحل الشيخ سعود الناصر من خلال الحقيبتين الوزاريتين اللتين استلم مسؤوليتهما بأعمال كبيرة، ففي الاعلام قام بالتركيز على قطاع الاخبار وطوره مهنيا وتقنيا بشكل غير مسبوق وغير معتاد لاعلام حكومي محدد الاطر ومقيد بقيود مكبلة للعمل والانطلاق، كما ركز على الاعلام الخارجي في وقت كانت الحرب الاعلامية على الكويت في اشدها من جانب وسائل اعلام واعلاميين «ممولين» من طاغية العراق المقبور صدام حسين، وكان للراحل الشيخ سعود الناصر اختياراته الموفقة لممثلي الاعلام الخارجي الذين ابلوا بلاء حسنا في صد الهجمات الإعلامية المغرضة التي كانت موجهة للكويت. أما في وزارة النفط، فعلى الرغم من قصر المدة التي قضاها في هذا القطاع الحيوي الا انه ترك آثارا ايجابية عدة اهمها تنمية الاستثمارات الخارجية لمؤسسة البترول وتطوير اداء الشركات النفطية الوطنية العاملة في الكويت ودعم الشباب الكويتي والدفع به لتبوؤ مناصب القيادة العليا والوسطى لتلك الشركات.
مع ابنته الشيخة مراحب أثناء تخرجها
أدوار وطنية عدة قام بها الراحل سعود الناصر في خدمة بلده الكويت، لكن هذه الادوار لم تكن فقط مرتبطة بالعمل الحكومي الرسمي، ابدا، فحتى حينما خرج من الحكومة لم يتردد لحظة واحدة في تقديم يد العون لكل جهد يراد به خدمة الكويت، ولعل محاولاته في تقريب وجهات النظر بين السلطة ومجاميع المعارضة حينما اشتدت الازمة بين الطرفين في العام 2010 خير دليل على طيب معدن الرجل.
رحم الله سعود الناصر، ملأ الدنيا بنشاطه واخلاصه، ونشر حبه على اتساع الكويت وأكثر.
فيما يلي رابط الموضوع في جريدة النهار، انظر للرابط التالي:
http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=342011&date=26072012
تعليقات