عصام الفليج يتساءل عن التغطية على الفحم المكلسن
زاوية الكتابكتب يونيو 24, 2007, 7:38 ص 575 مشاهدات 0
إلى متى التغطية
على تجاوزات المال المكلسن؟!
كتب:د. عصام عبد اللطيف الفليج
أخذ استجواب وزير النفط الشيخ علي الجراج سجالاً طويلا غير مسبوق من حيث التردد
والتناقض في الأطروحات، ولست معارضاً لحق الاستجواب لكن التناقض الذي يمارسه البعض
في الاختيار، فقد صمت البعض صمتاً رهيباً وغريباً أمام مواقف أخرى أكثر وضوحاً في
المخالفة وأكثر اجماعاً في الاتفاق وآخرها استجواب وزير الصحة السابق الذي لم يشارك
فيه البعض ممن يقاتل في استجواب الجراح!
فمن التناقضات الغريبة عدم مشاركة بعض رموز الشعبي في استجواب وزير الصحة السابق في
أي ندوة حتى تصريح صحفي، ومن التناقضات تناسي استجواب وزير المالية الذي أقاموا
الدنيا لأجله ثم صمتوا، فهل هي صفقات أم تعيينات وخدمات؟! ومن التناقضات سكوت بعض
رموز الشعبي عن الفساد في الداخلية والدفاع، خصوصاً اذا ربطنا ذلك بالتعيين في مركز
الهجانة!
أما السكوت المدقع والمعلن والغريب واللافت للنظر هو سكوتهم عن اشكالات وتجاوزات
الفحم المكلسن والمدينة الإعلامية ومطافئ شارع الهلالي وتوابع »هاليبرتون«!
ورغم أن التيار الليبرالي الذي سمى نفسه الوطني هو المشكل الرئيسي للحكومةـ مع أنه
الأقل عدداً في مجلس الأمة لكنه بلا شك الأقوى اقتصاديا، والاقتصاد أقوى من مجلس
الأمة ومجلس الوزراء ـ ألا أنهم كانوا سلبيين الى ابعد الحدود، وانقلب بعضهم على
الحكومة في أسرع وقت رغم مشاركته في تشكيلها للتغطية على التجاوزات سالفة الذكر!
وكالعادة... لم يجد رموز الشعبي والوطني سبيلا للخروج من هذه الأزمة سوى الهجوم على
الحركة الدستورية، وكأنه لا يوجد أحد غيرها في الساحة، والسبب أنها الحركة الوحيدة
التي استجابت لدعوة سمو الأمير للتهدئة واعطاء فرصة للوزير للعمل ثم المحاسبة بعد
سنة، وكان لها دور كبير في تهدئة أوضاع استجواب وزير الأوقاف ووزير المالية.
ولا يمكن لأحد ان يزايد على موقف الحركة من التصدي للتجاوز على المال العام، فأول
من حرك ملف الناقلات د. ناصر الصانع في مجلس 1992م في حين كان النائب المعتق أحد
أبرز رموز الدفاع عن المال العام.. كان مشغولاً بالمديونيات الصعبة لأن اسمه كان
مدرجاً في سجلاتها، وصوت مع قانون الحكومة الذي هو مستفيد منه استفادة مباشرة وعلى
حساب المال العام!!
لا يختلف اثنان على وجود أصابع خفية وراء الاستجواب تعمل بنظام العميل المزدوج، ولا
يخفى على البعض الرغبة الجامحة لدى البعض لحل مجلس الأمة لإعادة الانتخابات على أمل
العودة الى كرسي الرئاسة وكأنه ضامن النجاح اصلاً، ولا يخفى على أحد ان الحل السابق
أعطى قوة كبيرة لنجاح بعض النواب كان من المتوقع عدم نجاحهم، فضلا عن هدف ضرب
الحكومة واضعافها.. وأشياء أخرى سبق ذكرها في التغطية على تجاوزات المال العام.
لقد مل الناس التصعيد والتأزيم لأهداف وأجندات خاصة ومكشوفة، مع الاشادة الكبيرة
بعقلانية وحكمة موقف الحركة الدستورية المتأني غير المتأثر بالأهواء والصراخ، وقد
آن الأوان لأن ينشغل الأعضاء قليلاً بالانجاز بدل الانشغال بالاعجاز، والانشغال
بهاليبرتون وسنتافي بدل الانشغال بكرسي الخرافي، وأن يعطوا الكويت قليلاً كما أخذوا
منها الكثير.
ـــ
قال أحد الصالحين لأحد الولاة الذي استعد لاقامة الحد على أحد اللصوص لسرقته مائة
دينار: عجباً لهذا الزمن، أن يحد سارق السر سارق العلن!
الوطن
تعليقات