اعلنوا الحداد على ابنائهم

عربي و دولي

احتجاجات في تونس اثر غرق مركب

2379 مشاهدات 0

صورة ارشيفية لمركب غارق

شهدت العاصمة تونس وبعض المدن التونسية الاخرى اليوم حركات ووقفات احتجاجية عديدة ومتنوعة فيما دخل سكان احدى المدن في اضراب عام واعلنوا الحداد على ابنائهم الذين كانوا من بين المفقودين في حادث غرق مركب لمهاجرين تونسيين غير شرعيين الخميس الماضي قرب جزيرة لامبادوزا الايطالية.
وكان المركب قد انطلق من منطقة 'صفاقس' التونسية وعلى متنه اكثر من 130 مهاجرا غير شرعي من بينهم نساء واطفال باتجاه ايطاليا قبل أن يغرق على بعد نحو 13 ميلا عن جزيرة لامبادوزا الايطالية تم انقاذ 56 راكبا منهم فيما لايزال 79 اخرون في عداد المفقودين.
وتجمع عشرات الشبان ظهر اليوم أمام مقر وزارة الخارجية التونسية بالعاصمة في وقفة احتجاجية طالبوا خلالها بمدهم بمعلومات عن مصير أفراد من أقربائهم اصبحوا في عداد المفقودين في حادث غرق المركب المنكوب.
وقام المحتجون باغلاق الطريق المقابل لمبنى الوزارة بحواجز واحراق أكياس بلاستيكية مطالبين الخارجية بتوفير معلومات عن المفقودين لذويهم والاسراع بجلب جثامينهم في حالة العثور عليهم.
واستقدمت قوات الامن تعزيزات للسيطرة على الوضع وفتح الطريق وازالة الحواجز واعادة حركة المرور الى طبيعتها عقب تجاذبات ومشاحنات مع المحتجين.
كما شهدت مدينة 'الفحص' في ولاية زغوان جنوب شرقي العاصمة تونس طوال اليوم احتقانا شديدا على خلفية فقدان 18 من أبنائها لم يعثر سوى على اثنين من بينهم حتى الان في فاجعة غرق مركب رحلة الهجرة السرية الى ايطاليا.
ودخل سكان هذه المدينة منذ اليوم في اضراب عام ادى الى شل الحركة بالكامل في المنطقة وذلك حدادا على أبنائها المفقودين في الحادثة الأخيرة.
وقال شهود عيان انه تم اغلاق المحال التجارية والمقاهي والادارات وأن الأهالي قاموا بغلق مدخل المدينة لاعلان حدادهم على أبنائهم واحتجوا على ما اعتبروه 'سياسة الاقصاء والتهميش أمام ما تعانيه منطقتهم من فقر وبطالة وهو ما كان سببا في هجرة أبنائهم' حسب قولهم ومنددين بما وصفوه 'بصمت الحكومة ولا مبالاتها'.
وكانت رئاسة الحكومة التونسية المؤقتة قد أعلنت في وقت سابق اليوم ايضا عن 'تشكيل خلية أزمة وفتح تحقيق للكشف عن ملابسات الحادث الأليم الذي أودى الأسبوع الماضي بحياة عدد من الشبان التونسيين خلال محاولتهم الوصول الى السواحل الايطالية في رحلة غير شرعية'.
من جانبه أكد كاتب الدولة التونسي المكلف بالهجرة والتونسيين بالخارج حسين الجزيري المتواجد حاليا في مدينة باليرمو الايطالية للتنسيق مع السلطات الايطالية في عمليات البحث عن ناجين في تصريح له نقل هنا اليوم أن 'الأمل في العثور على ناجين بعد خمسة أيام من وقوع هذه الكارثة الأليمة أصبح ضعيفا'.
كما اكد الجزيري ان رجال خفر السواحل الايطالية تمكنوا من انقاذ 56 شخصا من الغرق في حين تم انتشال جثتين من بين 79 مفقودا.
وعلى صعيد اخر طالب الاتحاد العام التونسي للشغل 'التنظيم النقابي الرئيسي' وبعض الاحزاب الاخرى بالاعلان عن حداد وطني على التونسيين المفقودين في الكارثة.
واعتبر الاتحاد في بيان له أن الحلول الأمنية المتمثلة في مواجهة ظاهرة الهجرة السرية بمراقبة السواحل التونسية 'على أهميتها تبقى غير كافية' ولا يمكن 'أن تكون حلا لمعالجة الأسباب العميقة التي تدفع بالشباب التونسي الى الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت'.
ولاتزال رحلات الهجرة السرية البحرية انطلاقا من تونس متواصلة رغم الكارثة وفي ظل تشديد اجراءات الرقابة والحراسة من جانب الحرس البحري التونسي الذي تمكن منذ يوم امس من ضبط وايقاف اكثر من 200 مهاجر تونسي كانوا يستعدون للهجرة سرا على 'قوارب الموت' الى الاراضي الايطالية.
واكدت مصادر امنية تونسية اليوم ان وحدات الحرس البحري بصفاقس جنوب شرقي تونس تمكنت اليوم من احباط محاولة هجرة غير شرعية انطلقت من منطقة (قرقور) التونسية نحو ايطاليا واعادت 60 شابا حاولوا العبور خلسة الى جزيرة لامبادوزا الايطالية.
كما افادت المصادر نفسها أن الحرس البحري التونسي تمكن مساء الاحد في ميناء (الكتف) قرب السواحل الجنوبية الشرقية التونسية القريبة من ليبيا من ضبط قارب يحمل على متنه 156 مهاجرا افريقيا غير شرعي كانوا قادمين من ليبيا للابحار عبر المياه الاقليمية التونسية خلسة الى ايطاليا

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك