البنغاليون قادمون !!

زاوية الكتاب

كتب 2308 مشاهدات 0

خالد ابو قدوم

تجلس بسيارتك أحيانا أمام مطعم، فيقابلك بنغالي حاملا كيساً للنفايات يجمع ما تيسر له من القمامة، يطوف بكيسه واضعاً فيه ما خف وزنه وسهل حمله للتمويه بهدف التسول، وما أن يحدد الهدف باستقرار نظره عليك إستقراراً، حتى يبدأ «يقلقس» حول سيارتك ويحوم حواليك وكأنه ذبابة غثيثة تحوم حول رأسك، يرسل الابتسامات تباعاً فتارة إبتسامة صفراء بلون كيسه، وتارة حائرة كابتسامة الموناليزا، وإذا لم تتجاوب معه غير من تكتيكه لاجئا إلى أسلوب اللعب الهجومي بطريقة (4-3-3 ) فيأتيك مرة من جهة اليمين ومرة من اليسار، حتى تستسلم وترفع الراية البيضاء وتعطيه المقسوم والمضروب، فيولي عنك غير مأسوف على شبابك متوجها إلى صيد آخر، معيداً عليه الخطه ذاتها وربما غيرها إلى ( 4-4-2 ) حسب المعطيات.
فن«الطراره» هذا ،أبتدعه وأبدع فيه البنغاليون، فجمعوا من الأموال أكثر مما جمعوا من القمامة الوهمية، حتى أصبحت الزبالة وأخواتها تخصص بنغالي بامتياز مع مرتبة القرف!!
ابتكارات البنغال لا تتوقف، فابتكروا أيضا مهنة جمع الكرتون وفيه فتنتهم، وسال عليه لعابهم أكثر مما سال سابقاً لعاب رجال الغرب الأميركي على الذهب، ويكاد عقل البنغالي يطير طربا لو رأى أمامه كومة كراتين، فهيئ لنا وكأنهم رضعوا في المهد بدل الحليب كرتون، وهو ما دفعهم للبحث عنه في كل مكان حتى داخل حاويات القمامة الكبيرة، وعليك أن تكون حذرا عند رمي قنينة أو ما شابه في الحاوية ليلا، فتصيب رأس بنغالي دون أن تراه، فيخرج لك مذعورا كـ «القطو» وقد اختلطت سمرته بسمرة الليل، فتعيش مشهد رعب، لم تستعد لمشاهدته أبداً.هذا البنغالي الذي «فلعته» للتو ممكن أن تجبر خاطره بربع دينار، أما لو ضاعفت له المبلغ فسيطلب منك أن تفلعه مرة أخرى، أما إذا كانت إصابته «شايده» وأعطيته خمسة دنانير مثلا، فسيهبل ويتحفك بعرض «إستربتيز» خاص بك وحدك، والمسرح الحاوية. القمامة وتوابعها يقوم بها صغار البنغال، أما الأعمال الاخرى المدرة للأموال كبسطات البيع في سوق الجمعة وشبره الخضار فيقوم بها كبارهم وما أكثرهم محتكرين غالبيتها بعد أن كانوا سابقا لا ناقة لهم فيها ولا بغل، يقفون أمام بضائعهم منتفخة بالنقود جيوبهم، رافعين أنوفهم وكأنهم ألمان، أشبه بتجار المخدرات لا تجار البسطات، يستحقون أن نطلق عليهم لقب «البنغاليون الجدد»، ولا غرابة بعد أن سيطروا على كثير من الأسواق أن يسيطروا على سوق البورصة الكويتية، فيصبح المتداولون فيه بنغال، وتضرب الأسعار بالنعال، لكن ما يمنعهم من ذلك والله أعلم، إلا إنهم لم يسمعوا بالبورصة أصلا، أو لا يعرفون رقم باص المواصلات المؤدي إليها!!
أما من ابتلي بكفالة بنغالي، فعليه أن يحول قول المتنبي: «لا تشتري العبد إلا والعصى معه» إلى قول: «لا تكفل البنغالي إلا والعصى معه» كون السيطرة على هؤلاء الناس صعبة كالسيطرة على أحد ثيران «الريو» الهائجة، خصوصا وان فئة كبيرة منهم يجمعون في صفاتهم حقد الجمل وشؤم الغراب ولؤم الذئاب، ولا يقيمون إلا بمناطق محددة، ولا يعيشون فراداً بل في جماعات أشبه بقطعان الضباع ،لو رأيتهم على جنبات الطرق في جليب الشيوخ مثلا 'لوليت منهم فرارًا ولملئت منهم رعبًا'.
أخيرا بقي أن نقول: شدوا الأحزمة..البنغاليون قادمون..فهل أنتم مستعدون ؟!!!

الآن: رأي - خالد ابوقدوم

تعليقات

اكتب تعليقك