سعود السمكة لـ'السعدون': ماذا تريد بالضبط؟!

زاوية الكتاب

كتب 1050 مشاهدات 0


القبس

قراءة بين السطور  /  أحمد السعدون.. ماذا تريد بالضبط؟

سعود السمكة

 

السيد أحمد السعدون انت اليوم ربما تجاوزت العقد الثامن من عمرك، قضيت ما يقارب نصفه في العمل البرلماني عضواً ثم نائباً للرئيس ثم رئيساً، ولأن العمل البرلماني يقوم على مبدأ الانتخاب الحر المباشر وعلى الممارسة الديموقراطية، فان الاستمرار فيه عضواً أو رئيساً الى ما لا نهاية - منطقياً - في حكم المستحيل من ناحيتين: الأولى مزاج الناخب، والثانية حكم افتراضية العمر.

منذ عام 1975 حين فزت في الانتخابات لأول مرة ثم في 1981حين أصبحت نائباً للرئيس بعدها أصبحت رئيساً لثلاثة فصول تشريعية هي 1985، 1992، 1996، وحتى حين اخفقت في انتخابات الرئاسة في الفصول التشريعية 99 - 2006 - 2008 - 2009، وحتى بعد ان عدت للرئاسة بعد ان امتنع الاخ الفاضل رئيس المجلس جاسم الخرافي عن الترشح للانتخابات أخيراً، أي في فبراير 2012، أي على مدى أقل بقليل من الاربعة عقود التي قضيتها تمارس العمل النيابي، لم تتفوّه ولو لمرة واحدة بالحديث عن المادة 56 من الدستور التي تتعلق برئاسة الوزارة والتي هي حق لسمو الأمير!

نعم بعد خسارتك كرسي الرئاسة منذ المرة الأولى في الفصل التشريعي التاسع عام 1999، حيث تحولت الى معارض لكل ما يأتي من الحكومة، وقد ترتب على هذا الموقف حرمان البلد من كثير من المشاريع التنموية العملاقة التي من شأنها ان تدفع عجلة التنمية الى الامام، نعم ولفّت حولك توليفة كانت تعتبر من المحرمات في نظرك قبل ان تفقد كرسي الرئاسة، وهي توليفة مشكلة من مخرجات صناديق الفرعيات التي يجرمها القانون الذي - حضرتك - كنت متبنيه.. ومن أعضاء المجلس الوطني الذي منعت الأمانة العامة من توجيه دعوة لأعضائه لحضور افتتاح ادوار الانعقاد التي كنت ترأسها بحجة انهم أعضاء مجلس غير دستوري.. ومن أعضاء شهرتهم نواب خدمات ومهنتهم كسر القوانين وتخطي الأنظمة وسايرتهم في كل ممارساتهم العبثية، منها مطاردتهم لكل وزير اصلاحي لا يخضع لطلباتهم، ووافقتهم على امتهان أداة الاستجواب بسبب استخدامها بالباطل!

لكن مع كل هذا لم تتطرق للمادة 56 المتعلقة برئاسة الحكومة والتي هي حق مطلق لصاحب السمو الأمير، كما هي الحال اليوم حيث تصرح: لا عودة لجابر المبارك، وان رئيس الوزراء يجب ان يكون من الشعب.. وكأن جابر المبارك أو أيا من أفراد الأسرة قادم من المريخ!! لكن يا ترى لماذا اليوم وما هو السبب؟!

في عام 2008 أكثر من امتدح سمو الشيخ ناصر المحمد هو حضرتك يا أحمد السعدون، حيث كنت تقول عنه: انه رجل المرحلة ورئيس حكومة اصلاحي، وفجأة بعد كم شهر انقلبت 180 درجة، ومع هذا لم تتطرق للمادة 56 المتعلقة برئاسة الحكومة، وتطالب بحكومة منتخبة ورئيس وزراء شعبي مثل ما تطالب به اليوم!

وفي مجلس 2009، وعلى اثر اثارة موضوعي الايداعات والتحويلات حين راج حديث احتمالية حل المجلس، قلت حضرتك وقتها: ان حل المجلس يعتبر تغطية على هذين الموضوعين.. واليوم وبعد ان عاد مجلس 2009 من خلال الحكم التاريخي للمحكمة الدستورية تقول عنه انه مجلس الخزي والعار وهو ساقط شعبياً!! ولا أدري من أي قاموس دستوري أو قانوني جئت بمادة «ساقط شعبياً»!!

في بداية مجلس 2012 الذي أصبحت رئيساً له بفضل الاغلبية المضروبة، امتدحت سمو الشيخ جابر المبارك وقلت عنه أيضاً: انه رجل المرحلة وانه الرئيس الاصلاحي، واليوم تقول: لا عودة لجابر المبارك.. واغلبيتك المضروبة تقول: ناصر المحمد وجابر المبارك وجهان لعملة واحدة!! يا ترى ما هو السبب وماذا تريد بالضبط؟!

يتحدث بعض المتابعين لهذا الاهتزاز والتناقض بالتصريحين اللذين ولدا هذا القفز المتسارع على المراحل من قبل أحمد السعدون، ان سببهما يقينه بنجاح الطعن الذي قدمته الحكومة للمحكمة الدستورية، وبالتالي فان تعديلاً حتمياً سوف يكون على خريطة الدوائر وطريقة التصويت، الأمر الذي من شأنه حسب حسابات السعدون وبقية الأغلبية المضروبة سوف يحول بينهم وبين النجاح، بينما يفترض يتابع المراقبون: ان الذي يتحدث عن الأمة وعن جموع الحراك الشعبي وعن وثيقة رمضان التي كان مقدراً لها ان تذيل بمئات الآلاف من التواقيع لا يخاف من أي تعديل للدوائر، حيث شعبيته في كل دائرة وبالتالي فانه ضامن النجاح هو وأغلبيته المضروبة.. يستدرك هذا البعض بالقول: هناك فرق كبير بين التنظير وبين الواقع الميداني! أرجو ان يستوعب الاخ «ان لكل شيء عمراً افتراضياً».

***

• آخر العمود: نستنكر بشدة أي اساءة من أي جهة كانت للرسول صلى الله عليه وسلم، في الوقت نفسه ينسحب هذا الاستنكار على كل من أقدم على قتل نفس بريئة وصفها الله سبحانه وتعالى بانها تعادل جريمة قتل الناس جميعاً.. «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك