'إيجابية'.. الفليج ممتدحاً المبادرة القطرية لإنتاج فيلم عالمي عن الاسلام!

زاوية الكتاب

كتب 1265 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  ردود الفعل طبيعية للفيلم المسيء

د. عصام عبد اللطيف الفليج

 

استغرب العالم أجمع حجم ردود الفعل لدى جموع المسلمين تجاه الفيلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن يرصد ردود الفعل كان يتوقع تراجع حدة التفاعل منذ بدء الحملات المفتعلة في الدانمارك وغيرها، الا ان المفاجأة كانت أكبر وأوسع، خصوصا بعد سقوط الأنظمة القمعية في ليبيا وتونس.
وقد انقسمت ردود الفعل الطبيعية في العالم الى أربعة أشكال:
1) مظاهرات واعتصامات سلمية، وهي مطلوبة وآثارها واضحة.
2) مظاهرات واعتصامات فوضوية، وهي مرفوضة.
3) الرفض الذاتي والاكتفاء بالحوقلة.
4) المبادرة بانتاج اعلامي معاكس في الاتجاه للتعريف بالاسلام وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وينبغي على قادة المسلمين في كل من: رابطة العالم الاسلامي، والمؤتمر الاسلامي، ورابطة علماء المسلمين، وجامعة الدول العربية، تدارس تكرار هذه الفعلة نفسيا وسياسيا ودينيا، وكيفية التعامل معها اعلاميا وثقافيا وقانونيا، دون اقحامها في الخلافات السياسية والاقتصادية والعقدية.
ولعلنا نستذكر البداية الأولى كانت مع كتاب «آيات شيطانية» لمؤلفه سلمان رشدي وكان كاتبا مغمورا، والذي تبين لاحقا ان شركة نشر طلبت منه تأليف هذا الكتاب، فحصدت منه الملايين، وأصبح هذا النكرة من المشاهير والأغنياء، ولديه حماية غربية!
وحتى القس الأمريكي تيري جونز الذي حرق المصحف في فلوريدا له قصة غريبة، فبعض الكنائس تعتمد في دخلها على مرتاديها، والكاسب الوحيد هو القس الذي يديرها لأن معظم الدخل يدخل في جيبه، ولقلة مرتادي الكنائس نسمع بين الحين والآخر افلاس كنيسة وبيعها، فيكون الخاسر الوحيد هو القس، وكاد القس تيري ان تفلس كنيسته لقلة روادها، فأراد لفت الأنظار بحرق المصحف، فارتفع دخله، وأصبح هذا النكرة من المشاهير والأغنياء، ولديه حماية غربية!
وقس على ذلك باقي المتطاولين على الاسلام، بما فيهم المسلمون، حيث ان أقصر طريق للشهرة مهاجمة الاسلام.
ومما يساعد على ذلك سرعة استجابة المسلمين لهذه الأحداث بشكل غير مدروس، حيث تبين ان أكثر من يتداول الصور والأخبار المسيئة للاسلام هم المسلمون، وكما قال أحدهم: اذا أردت ان تنشر صورة مسيئة للرسول، ارسلها لمسلم واحد فقط، وستنتشر في جميع أنحاء العالم الاسلامي!
ان التطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس بالجديد، فقد كان كفار قريش يقولون أشعارا تذمه، ومع ذلك لم تصلنا هذه القصائد لأن المسلمين لم يتناقلوها ولم يعيروها أي اهتمام فاندثرت.وقد قال أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «أميتوا الباطل بالسكوت عنه، ولا تثرثروا فينتبه الشامتون».ولما سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن كتاب يطعن في الله عز وجل قال: «لا تنشروه ولا تردوا عليه، فردكم احياء له».
ويجري الأمر مع هذا الفيلم المسيء بنفس الأسلوب، فلا نعطيه أكبر من حجمه فينتشر أكثر، فيصبح منتجه النكرة من المشاهير والأغنياء، تحت حماية غربية!
ومن ضمن الأمثلة قيام برنامج تلفزيوني في احدى الدول بالسخرية من النبي صلى الله عليه وسلم، فما كان من المركز الاسلامي في تلك الدولة الا التحرك في ثلاثة اتجاهات، قانوني برفع قضية، ومخاطبة القناة للاعتذار وعدم التكرار مع الشرح والتنبيه، ومخاطبة كبار الشركات التي تصدر منتجاتها للدول الاسلامية ومطالبتها بالتحرك لايقاف هذا البرنامج قبل وصول الخبر للمسلمين فيقاطعوا منتجاتها، وبالفعل كل ذلك تم، ورضخت القناة التلفزيونية للضغوط، واعتذرت رسميا عبر ذات البرنامج وعبر الصحافة، ووئد الأمر في أوله، ولم يسمع عنه أحد في بلاد المسلمين.
ومن المبادرات الجميلة أخيرا انتاج فيلم عالمي للتعريف بالاسلام وبالنبي محمد صلى الله عليه وسلم من شركة قطرية، وهذا هو التصرف الصحيح، ولتكن مبادرات ايجابية مثلها في مجالات وأفكار أخرى.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك