فهم الأصول في الدفاع عن الدين والرسول (ص) لا يأتي إلا بالشمولية والروحانية!

زاوية الكتاب

كتب 802 مشاهدات 0


الأنباء

حديث المدينة  /  فهم الأصول.. في الدفاع عن الرسول

م. مبارك عبد الرازق العنزي

 

أسعدني وآلمني التعاطي العربي والإسلامي على خلفية الإساءة لنبي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، وما آلت إليه الأوضاع الأخيرة من إفرازات شعبية كانت بين مجتهد ومعارض وصامت ومتشنج ومنتقم في ظل صمت بعض الحكومات التي كنا نتمنى أن يكون دورها أكثر حيوية لاسيما توجيه الشعوب وتوحيد الخطابات السياسية والدينية والإعلامية بما يتناسب ويتواءم مع حجم الألم الذي عاشته الأمة الإسلامية من شتم لنبيها لذلك لا أريد أن أقفز على الجوانب الشرعية والعرفية والظروف التي لحقت بها من جراء التطاول ولحق الأذى بالمستأمنين والآمنين وكسر المواثيق الدولية من حرق للسفارات والقنصليات والبعثات الدولية، ولدينا يقين لا يتزحزح، بمتانة هذا الدين وأن المستقبل له وأن الصراخ على قدر الألم، فلا يثنينا كائن من كان عن ثوابت ديننا الحنيف ورسولنا الكريم، وإن شمت الشامتون وتعدى المتعدون، فالله تكفل بحفظ نبيه بقوله (إنا كفيناك المستهزئين).

إن فهم الأصول في الدفاع عن الدين والرسول صلى الله عليه وسلم لا يأتي إلا من خلال الشمولية والروحانية والثقة التامة، فما بالكم بحديث نبيكم صلى الله عليه وسلم عندما قال: «تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك..» والكثير الكثير من الأحاديث التي تدل على سمو هذا الدين ورفعته واكتماله من كل جوانب الحياة، فالمسلم لا يعتدي ولا يتعدى ولا ينقض ميثاقا ولا يضر معاهدا أو ذميا في أرض المسلمين. قال تعالى (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين). إن العتب القائم والخزي الحقيقي أن يسيس الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولعلي أحمّل بعض الحكومات العربية المسؤولية المطلقة فمنذ اندلاع الفتنة الأولى وتحديدا الكاريكاتير المسيء (للرسام الدنماركي) وجدنا تهافت كثير من المتنفذين بقطع المنتجات الدنماركية من (مشتقات الحليب) وكل ما يتعلق غذائيا فقط واستبدالها بمنتجات خليجية معللين بذلك نصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم من خلال المقاطعة التجارية . أنا أقول إن هناك إنتاجا مماثلا للفيلم المسيء لذات النبي صلى الله عليه وسلم سيصدر من (ألمانيا) وعبر تحرك مثير لجماعات يمينية متطرفة لهذا الغرض، فهلم ننتصر للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونقاطع المنتجات الألمانية كالسيارات مثلا!

أم أنكم لا تستطيعون الاستغناء عن السيارات الفخمة؟ أنا لا أود أن أغير مسار المجال الإعلامي في قضية كيفية النصرة ولكن أدعو أصحاب النفوذ التجارية للكف عن هذا العبث واحترام مشاعر وعقول المسلمين ويكفينا مزايدة على حساب ديننا ونبينا. إن الشعوب البسيطة هي من تعاني وتئن، فلا تخدشوا هذا الحب وهذا الكيان تجاه أعظم نبي وأعظم دين!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك