الكلام حول «نبذ الكراهية» يتطلب جهودا صادقة.. هكذا يعتقد الزامل
زاوية الكتابكتب سبتمبر 19, 2012, 12:05 ص 1185 مشاهدات 0
الأنباء
كلام مباشر / 'مهاجراني'.. ونبذ الكراهية
فيصل الزامل
كتب ا.عطا الله مهاجراني وزير الثقافة الإيراني الأسبق كلاما جميلا عن حب المسلمين لنبيهم صلى الله عليه وسلم، وتناول قوله تعالى (فإنك بأعيننا) بكثير من الإعزاز، وتوقف عند تحريف خطاب الرئيس مرسي فقال:
٭ ليس المترجم وحده الذي حرف، بل حذفت بعض الصحف الإيرانية، وحتى وكالة أنباء فارس، مقاطع من الخطاب مثل موضوع سورية والترضي على الخلفاء الراشدين.
٭ قام التلفزيون الرسمي الإيراني بإعادة صياغة خطاب مرسي.
٭ ذكر الرئيس نجاد اسم الإمام المهدي في الأمم المتحدة ولم يتم تحريف الخطاب هناك.
٭ ذكر السيد خامنئي في خطبة الجمعة عمر بن الخطاب والسيدة عائشة رضي الله عنهما أكثر من مرة في السنوات الثلاث الماضية بكل احترام، وشدد على أهمية احترامهما، وانتقد عدم ذكرهما باحترام مماثل.
٭ يؤمن غالبية مفسري القرآن الكريم من الشيعة بأن المقصود بالآية: (إلا تنصروه فقد نصره الله اذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار) هو أبا بكر الصديق، ويتوسع بعضهم في شرح نصرته للنبي صلى الله عليه وسلم مثلما فعل الشيخ الطوسي في تفسيره «البيان»، والطباطبائي في تفسيره «الميزان».
٭ في الاحتفالات الدينية ـ الجماهيرية ـ الأمر مختلف، فهناك لا يذكرون هذه الآية وإذا ذكروها يحاولون تفسيرها ضد أبي بكر، بعكس قول المفسرين الشيعة.
٭ لقد سمى الإمام علي أبناءه بأسماء أبي بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم جميعا، وكذلك فعل الإمام الصادق فسمى ابنته عائشة، ومع ذلك فقد تعرض الشاعر الإيراني الكبير «عمران» للضرب على يد شخص شيعي متعصب أحمق لأن اسمه فيه عمر، والشق الثاني من اسمه جزء من اسم عثمان، يذكر الشاعر هذه القصة بالكثير من الغضب (كنت مع سائق تاكسي في طهران قبل سنوات حينما انعطفت سيارة أمامه بشكل خطر، فقال غاضبا بالفارسية «أحمق»..مع كلمات أخرى لم أفهمها).
٭ لم تسمح الحكومة الإيرانية لإخوتنا السنة بأداء صلاة عيد الفطر الماضي في طهران، وهذا تصرف لا مبرر له.
ثم يختم مهاجراني «يجب أن ننصت الى آيات القرآن الكريم كلها، وأن نتخلص من هذه الانتقائية والرقابة التي فرضناها على عقولنا وأفئدتنا بغير مبرر» انتهى.
اليوم يزداد الكلام حول «نبذ الكراهية» وهذا يتطلب جهودا صادقة، فمثلا رأينا في إيران أن فئة تتجاهل أقوال العلماء الشيعة وتبث الكراهية، وكذلك في الجانب السني الذي يجب أن يوجه خطابين، الأول الى العلماء المنصفين، يشجعهم، والثاني الى المغالين ـ سنّة كانوا أو شيعة ـ ينهاهم عن الغلو، فليس من الإنصاف أن يؤخذ هذا بجريرة ذاك.
في الكويت، لا يجد الإخوة الشيعة حرجا من الصلاة في مساجد اخوتهم السنّة، وهذا امتداد لأساس طيب وضعه آباء هؤلاء وهؤلاء، ويجب البناء عليه من جديد، بالمناسبة كان التعصب المذهبي بين أتباع الأئمة الأربعة شائعا في بعض البلاد العربية، فقد كانوا في المسجد الأموي بدمشق يقيمون أربع صلوات لأتباع كل مذهب على حدة، ومثلما تم تجاوز تلك الحقبة وتقدم العقلاء في الماضي القريب، نأمل أن يحدث شيء مماثل في هذا الملف الذي يجب أن يفصل تماما عن السياسة الخارجية لإيران التي سنختلف معها بشدة بسبب التدخل في شؤون الآخرين في نفس الوقت الذي يهاجمون تدخل غيرهم (..) بالاضافة الى طريقة تعاملهم مع السنة هناك على نحو ما ذكره مهاجراني، فهذا ملف مستقل، والعلاقة بين المسلمين «الصادقين» في إيمانهم بالقرآن الكريم «كله»، أيضا ملف مستقل.
كلمة أخيرة (تويت):
سأل هارون الرشيد الإمام مالك: «كيف هي منزلة أبي بكر وعمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟».
فقال: «كقرب قبرهما من قبره».
قال الخليفة: «شفيتني يا مالك».
تعليقات