هل ستضحي الأغلبية بجزء من تماسكها لإسكات الطائفية؟!.. المانع متسائلاً
زاوية الكتابكتب سبتمبر 19, 2012, 10:43 م 643 مشاهدات 0
الكويتية
طائفية 'حوارات التغيير'
د. سامي عبد العزيز المانع
تحت مظلة «حوارات التغيير»، وفي حضرة «وثيقة» نبذ خطاب الكراهية، لم تخل «ساحة الإرادة» من صمت وهمس وهواجس في فضائها الرحب، وتجد الوجوه مترقبة وحذرة ومتوجسة من تفاصيل قد تعصف بجذور الفكرة، وليس هذا المكان والتوقيت المناسبين للحديث عن هذا، لكننا نريد الإشارة إلى مشهد «مواجهة» الحضور مع بعض نواب الأغلبية (مسلم، الدقباسي، الطاحوس، عمار العجمي، المطر)، وهنا فقط تجلت حوارات التغيير.
كتب أحد المواجهين قبل أن يحاور «دعونا نتعايش قبل أن نعمّر»، وقد كانت تلك العبارة العنوان الرئيس للحوار دون أن نشعر، فما نفع التطور السياسي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية؟ وكيف تكون الأمة مصدر السلطات؟ وكيف يثمر أي حراك شعبي سياسي؟ وكيف يستقر الوطن وينطلق نحو آفاق المستقبل؟ كيف والأنسجة التي يتكون منها المجتمع في حالة صراع بغيض، والسواد الأعظم متخل عن مسؤولياته الوطنية، والخطوط جميعها متقاطعة، والمحصلة في نهاية المطاف «صِفرٌ» كبير.
كان أحد الأطراف المواجهة هو طيف من نواب الأغلبية، والطرف الآخر يحمل في رأسه التساؤلات سالفة الذكر، وانتهى الكلام إلى حل عملي مترجم لفحوى وثيقة نبذ الكراهية، بتصدي النواب لزملائهم النواب ذوي النفس الطائفي، ولكل ما هو جارح للوحدة الوطنية وبشكل علني، وكان ذلك التزاماً يحاسبون عليه في القادم من الأيام.
وبعد أن ترجّل الحوار وانفض الجمع، بقيت التساؤلات المشروعة وحيدة في «ساحة الإرادة»: هل ستلتزم النخب السياسية الوثيقة والوعود؟ هل ستضحي الأغلبية بجزء من تماسكها في سبيل إسكات هذا وإيقاف ذاك الطائفي؟ هل سيكف البعض فعلاً عن التكسب من الخطاب الطائفي البغيض؟ سأقول.. الله أعلم، أما نحن فلن نسكت عن أي ممارسة طائفية لكائن من كان، مهما كانت خسائرنا ومهما كان الثمن.
تعليقات