انتهاكات مقدسات المسلمين لن تتوقف لأسباب توضحها خديجة المحميد

زاوية الكتاب

كتب 812 مشاهدات 0


الأنباء

مبدئيات  /  لبيك يا رسول الله!

د. خديجة المحميد

 

منذ أن بدأت جهود الإساءة لخاتم الأنبياء والرسل المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بكتاب المرتد سلمان رشدي، لم تتوقف سلسلة الإساءات المتوالية من الكاريكاتيرات الساخرة، وحرق نسخ من القرآن الكريم، ورميه في المراحيض في سجون غوانتانامو، حتى صدم العالم الإسلامي بعرض فقرات من الفيلم الذي يعمد لتشويه شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأكاذيب غاية في البشاعة والانحطاط، وهو أمر قد فاق في خطورته كل محاولات الإساءة السابقة في النيل من نبينا الكريم في طهارة مولده وقداسة كتابه القرآن الكريم وشرفه وعرضه وأخلاقه وحقيقة رسالته الإسلامية.

يا ترى ما الهدف من هذه الأعمال المسيئة لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم؟ والتي تحظى برعاية أميركية ـ غربية ـ صهيونية، بحجة حرية التعبير عن الرأي، وهي حجة لا يمكن قبولها بأي عنوان، حيث ان جميع الدساتير المدنية تنتهي فيها الحريات حينما يتعدى بها على حقوق وكرامة الآخرين. ولماذا لا تعمل هذه الجهات الراعية للإساءة بمقدسات المسلمين بمثل هذه الحجة الغريبة حينما ينكر أصحاب رأي وتحقيق وقوع محرقة اليهود فيطولهم عقابها وأذاها وهنا يفرقون بين حرية الرأي والإساءة للآخر؟

واضح أن القضية في عرف هؤلاء لا تعمل في نطاق المبادئ، وإنما تتحرك وتدور مدار المصالح السياسية شديدة الطموح، وشديدة الجرأة في حرق المراحل وتوظيف الإمكانات المتاحة. لقد وفرت التكنولوجيا الحديثة التواصل الفوري السريع والمؤثر في نقل الوقائع والمعلومات في جميع أنحاء العالم، مما يلبي الرغبة العارمة لأميركا وحلفائها للهرولة لإحداث وقائع على الأرض من شأنها تمزيق المجتمعات البشرية بشكل فعال يتطاحن فيه المسلم مع المسيحي، وسائر طوائف المسلمين فيما بينهم فيضعف الجميع ويسهل افتراس إمكاناتهم لتحقيق المصالح الغربية والصهيونية في السيطرة على مقدرات الجميع.

وماذا بعد؟ هل سيتوقف مسلسل الانتهاكات المغرضة لمقدسات المسلمين؟ طبعا لن يتوقف إذا اقتصرت ردود الأفعال على الاستنكارات والإدانة، لقد أرسل الله سبحانه الرسل والأنبياء لينتصروا لقيم العدالة والمبادئ الإنسانية العالية لتعلوا فوق الغايات الدنيوية الدنيئة والظالمة، والواجب الشرعي اليوم يقضي أن يتكاتف المسلمون حكاما وشعوبا مع الشرفاء من حكام وشعوب الدول الأخرى من المسلمين وغير المسلمين للانتصار لمبادئ الرسالات السماوية باستصدار التشريعات والقوانين الدولية الملزمة التي تجرم التعدي على الأنبياء والرسل، وتأخذ المعتدي بالعقوبة الفاعلة أيا كان دينه وأيا كانت بلده. ولا ينبغي أن تهدأ فورة الغضب الإيجابي لحرمة الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم حتى تترجم إلى خطوات ونتائج رادعة من هذا النوع ننتصر بها للقيم الربانية في مقابل وحشية الغاب.

وأحسب أن الكويت كانت سباقة في هذا المضمار بسعي برلمانها منذ سنين لاستصدار مثل هذه التشريعات، وقد أقرت مبادراته من قبل الاتحاد البرلماني العربي، واتحاد البرلمانات الإسلامية، والاتحاد البرلماني الدولي، وتمت إحالتها إلى هيئة الأمم المتحدة للدراسة، وقد آن أوان تفعيل هذه الجهود الطيبة بخطوات حثيثة تجمع مشاركة جميع الدول المعنية بالأمر.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك