سطوة القدامى، الى متى؟!

زاوية الكتاب

كتب 1082 مشاهدات 0


نحن نعيش في  واقع صعب, ان مفهوم السطوة نعيشه واقعا يجر علينا الازمات من كل صوب  . هذا الواقع يبين لنا ان الفساد الذي نشتكي منه في النفوس لا الورق , وهو اعمق واقوي مما نتصور ومكافحته ليست بالسهولة ولا السرعة .

وحتي لا يتهمني البعض انني ابالغ في القول فسأقتصر كتابتي اليوم علي نموذجين لما اراه يمثل هذا النهج سطوة القدامى ... في السياسة والرياضة.

 ان احد اهم اركان الاصلاح السياسي والرياضي في  البلد هو وضوح الاهداف والاتفاق والتوافق من اجل مصلحة الجميع . هل نملك تلك العناصر لنتحدث عن ذلك الاصلاح ألمأمول !؟

: لا يبدو ذلك . والسؤال الاهم هو  ما الذي ينقصنا  لنتطور في هذين المجالين ؟  ليست العقول ولا المال ولا الشباب ولا الكفاءة وإنما  القدامى هم من اعتقد يشكلون عبئا علي الاصلاح . ولتوضيح الصورة دعوني اسرد لكم هذا الواقع اليومي الذي نهدر به طاقات شبابنا في ما لا   يطور دولة نامية  تحتاج التنمية العلمية والتكنولوجية  اولا وأخيرا .

 ولنأخذ السياسة   في مجتمع صغير يملك من الكفاءات الشبابية العديد لكن القدامى من الساسة لا يفسحون لهم مكانا  ولا دعم ولا توجيه ولا يحسب لأي مجلس أمه سابق  مطالبات حقيقة للشباب لمنفعتهم والكويت بلدهم الاحق . هل هناك توجيه لدعم الشباب في المشاريع التجارية الحرة ولن اقول  المشاريع الصغيرة ولماذا هي  افتراضا صغيرة ؟ 

لان الكبار من الساسة  يرفضون تطلعات دماء جديدة غيرهم ولذا فان في الوقت الذي لا يستطيعون المجاهرة بالرفض يؤيدون شعار المشاريع الصغيرة , ومثال عليها  دعم  شاب يسعى لافتتاح مطعم بعد ان يذل لاستخراج الرخصة مرورا بكل التعقيدات الادارية والروتينية في ظل ما يمسي الحكومة الالكترونية ليكون صاحب مطعم صغير وكافي عليه   ولا امل ان يكبر كثيرا  لان المنافسه السوقية شرسة ضده غالبا  او يأخذ الطريق الاسهل ليكون كفيل لعامل اسيوي يأتي للبلد منتف ليعرف كيف يعيش ويبني نفسه ويستغني علي حساب الكفيل الكويتي الذي يقبض المقسوم اخر الشهر !! وأما الفتيات فحدث ولا حرج مشاريع المشاغل النسائية والصالونات  والكب كيك هدف وطني  لا حياد عنه ؟!!! فعن اي مشاريع ودعم للشباب تتحدثون ؟ وكذا الحال في الرياضة الكويتية الان .

في السبعينيات و الثمانينات كانت هناك حركة رياضية قوية  , لاعبين شباب اعطاهم المجتمع الدعم المعنوي اولا ليكونوا الافضل وساعدهم ليبقوا نجوما للأبد ولا بأس في ان يبقوا كذلك  في النفوس لا ان يشجعهم المجتمع علي الاحتكار  ولا يتاح لغيرهم ان يظهر في الساحة لا من خلال النوادي ولا الاعلام والتلفزيون تحديدا وانظر الي ضيوف القناة الثالثة الرياضية والتحليل لتعرف ماذا اقصد تماما   .  اتمني علي مسؤولي  التلفزيون  وخصوصا القناة الرياضية الثالثة بان  تعيد رسم سياستها الاعلاميه وببساطة  لو تعطي كتب شكر للوجوه التي بقت معها عقد من الزمان يكون احسن تقدير وتسوي حملة نبي شباب رياضي . 

عقب اربعون عاما من عمر هؤلاء اللاعبين كم منهم تبني لاعبين جديد وساعدهم للاحتراف اليوم  ؟انني لا احملهم مسؤولية التراجع الرياضي لأنها مسؤولية مجتمعية  ولكنني اري ان لاعبا محترفا في المنتخب الفرنسي مثل زيد الدين زيدان قد اعتزل ليكون عونا للاعبين الجدد كمدير للكرة في ريال مدريد لا منظرا في وزارة او له السطوة لتحديد من يبقي ومن يذهب في الساحة الرياضية  . انني ارفض ان يبقي لاعبا ما رمزا لا يمكن تجاوزه ولو فكر الغرب بذلك لأصبح بيليه رئيسا لدولته , انه نموذج للرياضة والفكر الرياضي  في العالم .

 الواقع الرياضي  اننا لا استراتيجية  كروية ولا احتراف ولا  بطولات عاليه المستوي ولعل بطولة الروضان الرمضانية في نظري  من اقوي البطولات التي تستحق ان تكون درسا  للنجاح لسبب  بسيط ان منظمي البطولة من ذوي الافكار الجديدة الشابة التي تحررت من فكر التبعية والسطوة فعملت علي  حبها للعبة لا البقاء في الساحة لمجرد البقاء.

ان هيئة الشباب والرياضية تتحمل  مسؤولية المراقبة  للنوادي ودور رؤساء النوادي ومشرفين اللعبات داخل النادي  في رسم  سياستها  واختيار اللاعبين وخصوصا الناشئين منهم , كما ان حديث الكواليس حول الاتاوة المفروضة علي اللاعبين لتحسين النادي وهي اصلا نوادي حكومية حديث بغيض لنفسي فأين ميزانية الهيئة ؟! وان صح هذا الحديث الذي لا يجرأ احد الكلام العلني عنه خوفا من سطوة البعض في الطرد فأنها مصيبة المصائب .

نريد  منهجية  او استراتيجية من الدولة  ومن خلال المناهج التعليمية والسياسة الاعلامية لدعم الشباب وتفكيرهم الحر ودراستهم واهتماماتهم العلمية والعملية واقصد الحر البعيد عن التبعية  من جماعة وتوجيه  ... ان لم نحرر  تفكير الشباب من التبعية   فانهم لن يتمكنوا من  ان يغردوا خارج سرب القدامى ليس لأنهم غير قادرين بل لأنهم غير مؤهلين ولم يتم اعدادهم للمستقبل !   اشغال الشباب دون وضوح الرؤية ,وظلمهم   سيؤدي الي الاحباط  والتأخر والاتكال  وإحنا  مو ناقصين.

بقلم: مني الفزيع

بقلم: مني الفزيع

تعليقات

اكتب تعليقك