بوحيمد والشعبي، رأي محمد المطوع

زاوية الكتاب

كتب 2450 مشاهدات 0


بكل اسى وحزن اشعر بسقوط الكويت في الهاوية, فحادثة عبدالعزيز بوحيمد تؤكد الوجه السيئ للحكومة والأعضاء ( وحينما أقول أعضاء فأنا أقصد الأغلبية, لأني لا أعتد بوجود الأقلية اصلا فهم ذيلا تولوث بمساوء صاحبه يثيرون الإشمئزاز والشعور بالمرض اينما وجدوا, اسأل الله أن يهديهم) أما الوجه السيئ للحكومة فنجد إن الأحداث تتكرر مع الشاب بوحيمد كما سبق وتمت مع محمد الجاسم وخالد الفضالة, فالحكومة مصرة على إنتهاك الدستور وكسر القانون لايردعها خوف من الله أو إحترام لشعب حافظ على شرعيتها في احلك الساعات واسودها, حكومة لانعرف حقيقة ماتريد من الشعب.
انا لن أدافع عن بوحيمد من حيث الموضوع, فللموضع محكمة تبحثه ومحامين يشرحونه ولازال الوقت مبكرا لأخوض به, ولكن الحكومة متمثلة بوزارة الداخلية إنتهكت المواد 7, 8, 29, 31, 32, 34 من الدستور كما إنها لم تحترم الإجراءات المنصوص عليها في قانون الإجراءات رقم 17 لسنة 1960, وخاصة المواد 40 و69 , وتجاوزتها بشكل سافر يثير الحنق والغضب الشعبي, ويدعونا كشعب الى التمسك بضرورة الحكومة المنتخبة ورئيس وزراء شعبي حتى نستطيع أن نحس بالإطمئنان في وطننا وعلى أرض اجدادنا, فإذا الشعب لم يحس بالإطمئنان بين أهله وعلى أرضه فأين يجده؟
لا أطلب أن تلغى القضايا ضد الشاب بوحيمد فهذه القضايا حق لمواطنيين أخرين يعتقدون بأحقيتهم بها ولابد من حماية حقهم الدستوري ايضا, ولكن لايجوز بأي شكل ولا بأي دين أن يتم معاملة بوحيمد بهذا الشكل, فهذا التعامل يشكل خرقا لضمانات المواطن في الدستور وخرقا لضمانات المتهم في القانون, ولابد من معاقبة من مارس هذا التعسف ضد المواطن بوحيمد, فإن لم يعاقب المسؤول فتأكد بأنه غدا سيتعسف مع إبنك وإن طال الزمن.
والأغلبية ساكنة فعلا وخانعة عملا وهي كما قال المثل الشعبي ( أم ناصر لسان طويل والحيل قاصر), فحضر لتجمع مساندة بوحيمد فقط المطر والبراك واليحيى, أما البقية فهم يصرحون من بعيد, ومما اثار إستغرابي عدم حضور الجاسم والفضالة والديين, اين هم؟؟ قد يكون لهم عذر, وعلينا أن نسمعه.
وهنالك في تجمع بوحيمد التقيت مع عباس الشعبي, فسألته عن منعه من دخول المملكة لآداء العمرة, فبين لي بأنه وعند خروجه من منفذ السالمي, ودخوله الى منفذ الرقعي طلب منه المسؤولين هناك أن يعود للكويت فهو ممنوع من دخول المملكة, وبين لي بأن كل العاملين هناك عاملوه بكل إحترام ومحبة وتقدير وبالأخلاق الكريمة التي اشتهر بها أهل المملكة, وكانت نبرة الأسى قوية في حديثه فهو قد منع من زيارة بيت الله ومسجد رسوله وهي حاجة روحانية مهمة للعبد المؤمن.
معرفتي بعباس الشعبي تمتد منذ سنة 1990 فقد عرفني عليه صديقنا المرحوم عبدالله العطار السويلم رحمه الله, ومنذ ذلك الحين اجد عباس الشعبي محبوبا ونشيطا لم أجد له أعداء فقد يختلف مع الآخرين ولكنه ليس عدوانيا ولا إرهابيا, وجل إستغرابي أن يمنع مثله من زيارة أي دولة ويتعاظم إستغرابي أن يمنع من زيارة المملكة وهي في عهد خادم وحامي الحرميين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه والمعلوم بأن خادم الحرمين يرعى الحريات ويحميها وفي عهده دعى إلى حوار الحضارات ودعى إلى حوار المذاهب الإسلامية, فكيف يمنع من هو مسالم, ويزداد هذا التعاظم في الإستغراب, أن يمنع أحد رعايا دولة الكويت وهي في عهد الدبلوماسي العالمي الأول صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه, فمكانة صاحب السمو في قلوب الشعوب الأخرى تستطيع أن تزيل أي منع عن اي مواطن فمابالك بشخص مثل عباس الشعبي محبوب وصادق.
قد يشفع لسفير دولة الكويت لدى المملكة حداثته, في انه لم يستطيع حل مثل هذا الإشكال البسيط, وأنا أكاد أجزم لو إن سعادة سفير الكويت هاتف صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وبحث معه الأمر لأنتهى هذا الإشكال البسيط في حجمة والكبير والمؤثر في معناه, فالأمير خالد الفيصل هو أمير إمارة مكة المكرمة وبنفس الوقت هو من يقدم أعلى وأقوى رعاية للفكر العربي والسعودي في زمننا هذا, وعليه اجزم بأن الأمير خالد الفيصل لن يرضى أن يمنع أحد من زيارة المقدسات الإسلامية بسبب أفكاره السلمية.

والله عليم بذات الصدور
محمد المطوع

 

 

بقلم: محمد المطوع

تعليقات

اكتب تعليقك