علي البغلي: هذا باختصار المغزى من المطالبة بالحكومة الشعبية!!

زاوية الكتاب

كتب 786 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  الحكومة الشعبية على الطريقة المصرية.. أو الكويتية؟!

علي أحمد البغلي

 

أبطال مجلس 2012 سيئ الذكر المحلول، نادوا بحكومة شعبية، ثم رفعوا سقف المطالبة بوضع «فيتو» على رئيس وزراء شيخ، لأنهم يريدونه شعبياً أيضاً!

طبعاً من يقود الحراك بمثل هذه المطالبة المتعارضة مع الدستور (مادة 56) هم الإخوان المسلمون من وراء الستار، فهم وضعوها في فم أحد اعضاء المجلس.. وجلسوا يراقبون ردة الفعل، ويفركون أيديهم فرحاً بالربكة التي أحدثوها في الحياة السياسية، تنفيذاً لإملاءات منظريهم الكبار في مصر أم الدنيا!

* * *

ومصر أم الدنيا هي موضوع مقالنا اليوم، فهي موئل أفئدة الإخوان في كل الأكوان في أيامنا هذه.. مصر بعد أن «كوّش» الإخوان على مجلس الشعب (المحلول) مع السلف، ثم على الرئاسة - ناكثين العهود التي قدّموها للناس قبل الانتخابات! لتؤول لهم الرئاسة لتحالفهم مع السلف - ثم يشكلون الوزارة لينتقوا أسمن مفاصلها بالنسبة لهم، التعليم والإعلام والمالية والصحف القومية.. وقبل ذلك مجلس إعداد الدستور.. الإخوان الذين دانت لهم مصر بعد إطاحة رؤوس المجلس العسكري الأعلى القديمة، بإحالتهم للتقاعد، وعلى رأسهم المشير حسين طنطاوي، أخذوا يوزّعون المغانم على مناصريهم من الإخوان، الذين حصلوا على نصيب الأسد من مغانم الحكم كما أسلفنا.. ثم التفتوا إلى مسانديهم من خارج حزبهم - الحديدي - وأقصد هنا السلف، ليلقوا إليهم بما تبقى من غنائم، ليكون نصيب السلف هو وزارة الأوقاف المصرية، وهي غنيمة دسمة بالنسبة للمنتمين لكل الحركات الأصولية، انظر ماذا فعل الإخوان بوزارة أوقافنا، التي أوقفوها على جماعتهم فقط!

* * *

وزارة الأوقاف المصرية أصبحت من نصيب حزب النور المصري (السلف)، ليفعلوا بها ما يريدونه، ويحلمون به منذ عقود!

وحتى لا نلقي الكلام على عواهنه، فسننقلكم للعاصمة المصرية التي هدد فيها الأسبوع الماضي مئات الأئمة في وزارة الأوقاف بالدخول في إضراب بالامتناع عن خطبة الجمعة المقبلة بالمساجد، احتجاجا على ما سمّوه «تغوّل» السلفيين في المنابر!.. ونظم الأئمة وقفة احتجاجية أمام الوزارة، كما هددوا بالاعتصام أمام القصر الرئاسي بمصر الجديدة للمطالبة بحقهم في شغل المناصب بالأوقاف، لكونهم من أبناء الأزهر ودعاة رسميين بالوزارة.. إلخ، وجاء تصعيد الأئمة بعد قيام الدكتور طلعت عفيفي، وزير الأوقاف المصري الجديد، (النائب الأول لرئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح السلفية) باستبعاد جميع قيادات الوزارة القديمة وإحلال - بدلاً منهم - قيادات تنتمي للتيار السلفي!.. وطالب الأئمة المحتجون بعدم تسييس الدعوة الإسلامية، منتقدين ما أسموه بــ «أسلفة الوزارة».. ورددوا هتافات مثل «الأزهر هي المرجعية، لا سلفية، لا إخوانية» و«مدنية مدنية» و«الأزهر هي المرجعية» - انتهى (جريدة «الشرق الأوسط» 2012/9/13).

* * *

هل استوعبت عزيزي القارئ مغزى وميكانيكية شعبية رئيس الوزراء والوزارة الآن؟.. هذه الميكانيكية ستُختزل في استبعاد كل من لا ينتمي لهذا الحزب أو ذاك، أو تلك القبيلة، أو ذلك التيار، وتلك الطائفة.. سيكون توزيع المغانم وبمحاصصة بغيضة، تتصادم مع مبادئ الدستور الحقة من عدالة ومساواة وتكافؤ فرص.

هذا باختصار المغزى من المطالبة بالحكومة الشعبية على الطريقة المصرية أو الكويتية على حد سواء!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك