'عيال بطنها' حرموا على أنفسهم تفهُّم قضية البدون!.. برأي عواطف العلوي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 22, 2012, 11:38 م 2145 مشاهدات 0
الكويتية
مندهشة / 'عيال بطنها'.. ودي أفهمكم..!
عواطف العلوي
بداية، وللتوضيح لغير المتحدثين بالكويتية، «عيال بطنها» هو مصطلح شاع في الكويت أخيرا، أطلقه مواطنون- ممن سكن أجدادهم مدينة الكويت القديمة- على أنفسهم بهدف تمييزهم عن باقي الكويتيين ممن أتى بعدهم، باعتبار أن أولئك (الباقي) أقل شأنا وأضعف ولاء وانتماء للبلد منهم، وأن هذه الأرض هي حق خالص لـ «عيال بطنها» دون غيرهم!
و«عيال بطنها» طبقة ينضوي تحت رايتها «هوامير» البلد وأشهر تجارها وأكبرهم وأسمنهم، ونسبة كبيرة جدا منهم سافروا إلى الخارج للسياحة والدراسة، وفي أحيان كثيرة للتجارة والعمل الذي استلزم منهم الإقامة لفترات طويلة في بلاد أوروبية وأميركية والاحتكاك بثقافات منفتحة فكريا ومتحررة اجتماعيا ومؤمنة جدا بالتعددية والتنوع في التركيبة السكانية، والمواطنة والعيش المشترك والقيمة الذاتية للفرد كأساس لقيام الدول!
لذا، فالمنطق يقول إن مثل هذا الانفتاح والاختلاط يؤدي تلقائيا إلى اتساع أفق الفكر والحوار والتواصل، وخلق نظرة للأمور أكثر تفهما وشمولية وموضوعية!
هذا ما يقوله المنطق وما يُفترَض أن يكون! ولكن ما إن نأتي للواقع حتى نُصدَم بعقول (ليبرالية) انفتحت على كل شيء في العادات والتقاليد واللباس وممارسة الحريات الشخصية والمطالبة بالعدالة والمساواة ودولة القانون، ثم تقف متحجرة أمام مسائل بعينها، فتُقْصي فيها الآخر، وتفرض رأيها دون أي نية أو تفكير بالاستماع إليه، ناهيك عن مناقشته..!
على رأس تلك المسائل التي حرَّم «عيال بطنها» على أنفسهم تفهُّمها، قضية تجنيس البدون الكويتيين وأبناء الكويتيات، بل إنهم غدوا أشد المعارضين لها شراسة وحِدّة، وهان عليهم أن يتسبب الظلم الفادح في حرمان تلك الفئة من أبسط حقوقها الإنسانية والمدنية التي كفلتها كل اتفاقيات ومعاهدات حقوق الإنسان العالمية وأقرها دستور الكويت نفسه، وفي معاناتها من أوضاع معيشية صعبة لسنوات، وتعرضها للمهانة والإذلال لكرامتها وإنسانيتها كل يوم، بل مع كل معاملة أو حتى ورقة رسمية تسعى إلى استصدارها، لا فرق في ذلك بين شهادة ميلاد أو شهادة وفاة، كل هذا للتضييق عليها لتتنازل عن مطالبها المشروعة، أو لدفعها دفعا قسريا إلى استصدار جوازات لبلدان أخرى تقبل استضافتها، فينفضوا همّها عن كواهلهم «الرفيعة»!
تحديدا في هذه الجزئية الغامضة من التركيبة النفسية لـ «عيال بطنها»، نحتاج فعلا إلى استشاري متبحر في علم النفس ليفسر لنا هذا التناقض الغريب في المبادئ والتعامل مع المجريات والمواقف!
فهل تلك «الفوبيا» من تجنيس المستحق من تلك الفئة سببها أنهم يرون في تحريمهم هذا خير وسيلة للوقاية من شرٍّ مروع وهمي قادم على البلاد والعباد؟! هل هو الخوف من الذوبان والتلاشي وفقدان الهوية.. أو ربما الهيمنة؟! هل هو رعب غير مبرر من مشاركة تلك الفئة لهم في أرزاقهم، وكأنهم هم من خلقوا تلك الأرزاق؟! بل هل هذا الخوف- أيا كان سببه- يرقى إلى أن يكون مسوغا ليتناسوا تجاه هذه الفئة انفتاحهم الذي يتشدقون به حتى مع اليهود، فيرفضون حقها الطبيعي بالتعبير السلمي عن معاناتها، ويعتبرونه غوغائية برتبة جريمة تستحق أقسى أنواع القصاص؟!
أسئلة تحتاج إلى وقفة، وتفكّر، وتحليل.. والأهم إلى إجابة..!
تعليقات