الدوائر الخمس دمرت المجتمع الكويتي في أقل من 5 سنوات.. الجاسر مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 701 مشاهدات 0


الأنباء

رؤى كويتية  /  دمرونا بالخمس ويريدون ذبحنا بالواحدة

باسل الجاسر

 

رغم اعتذاري الذي كررته مرارا فلا أستطيع الحديث في موضوع الدوائر إلا بعد أن أسجل اعتذاري لأهل الكويت كوني أحد من دعم إقرار الدوائر الخمس التي دفعت بها التيارات السياسية بالعام 2006 ووجدت دعما من قبل الشارع الكويتي، فقد طرح الأمر بصورة نظرية جميلة وتوقعت ومعي الكثيرون من المواطنين بأنها ستكون الحل النهائي والقطعي والناجع لكل مشاكلنا في الانتخابات من طائفية وقبلية وشراء للأصوات وما كنا نعاني منه بعض الاصطفافات فقفزت بنا التيارات السياسية الكويتية للخمس رغما عن إرادة الحكومة، ولكن وبعد أقل من خمس سنوات من العمل بالدوائر الخمس وجدنا كل مشاكلنا تتضخم بل وتتعملق لأقصى مدى، فرأينا الطائفية والقبلية تتعاظم لتصل لمدى لم نر له مثيلا.. ورأينا المجتمع يتمزق لحد خطير لم نر أيضا له مثيلا في تاريخ الكويت المعاصر ولا السالف فقد شهدنا الشكوك والريبة تتغلغل بين مكونات المجتمع.

ورأينا تعاظما خطيرا لشراء الأصوات، ورأينا غيابا تاما للكثير من أطياف ومكونات المجتمع العزيزة عن مجلس الأمة.. ما بث أحساسا من الظلم في نفس الكثيرين منهم وهم معذورون، والأخطر أن أكثر نواب الأمة الذين اعتبرهم المشرع الدستوري يمثلون الأمة ولا يمثلون دوائرهم، صاروا للأسف الشديد ممثلين لطوائف وقبائل ومنهم من صار يهاجم الفئات الأخرى أملا بتحقيق اصطفاف جماعته خلفه.

باختصار شديد لقد دمرت الدوائر الخمس وخلال أقل من خمس سنوات المجتمع الكويتي ومزقته تمزيقا خطيرا، يعجز أعتى أعداء الكويت عن فعله مهما اجتهد وجاهد ولكن الدوائر الخمس فعلته واليوم ومع ظهور وتنامي تيار شعبي عارم رافض للاستمرار في هذه الدوائر وآلياتها، خرجت علينا عصبة الأغلبية المبطلة تريد القفز بنا الى الدائرة الواحدة وبذات الأدوات التي استخدمت في 2006 بأنها هي حل لجميع مشاكلنا والقضاء على القبلية والطائفية وشراء الأصوات وكل هذا عبر التنظير الخالي من البحث العلمي والإحصائي، والمعتمد على اتهام الحكومة بأنها تريد مجلسا على مقاسها وما شابه من اتهامات وترهات لشحن الشارع وتسيره بالاتجاه الذي يحقق مصالحهم والمتضاد مع مصالح الوطن وأهله.

وواقع الأمر فإن المجتمع الكويتي مجتمع طائفي وقبلي وفئوي وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها وكلما تم تكبير الدوائر الانتخابية،كان هذا حافزا ودافعا للاصطفاف الطائفي والقبلي والفئوي، ومن أراد القضاء على فئوية المجتمع وصهر مكوناته في بوتقة الوطن فعليه تصغير الدوائر لا تكبيرها.

والأهم هو تعزيز وتكريس سيادة القانون ليكون هو عزوة وسند المواطن الذي يستند عليه للحفاظ على حقوقه، لذلك أقول للأغلبية المبطلة كفوا عن هذه الأنانية وإيثار مصالحكم الانتخابية على مصالح الوطن وأهله العليا، ولمن يتعاطف معهم أقول: أمعنوا النظر وتفكروا بالأمر بواقعية فالإصلاح لا يتحقق بالكلام والتنظير وإنما بالعمل الجاد المؤسس على معطيات العلم والإحصاء، والأهم التجربة العملية التي مررنا بها، وللحكومة أحذرها من مجاملة الأغلبية المبطلة في موضوع الدوائر بصورة خاصة فتعيين عم هذا أو قبول ابن ذاك من هذه الأغلبية وعلى حساب القانون والعدالة ومبدأ تكافؤ الفرص فهي رغم خطورتها وكراهتها إلا أنها لا شيء مقارنة بمجاملتهم أو الخضوع لهم في موضوع الدوائر ولا تتيحوا لهم ذبح الوطن على مذبح مصالحهم.. فسيروا على بركة الله وكلفوا المختصين ليبنوا للكويت نظاما انتخابيا على أساس علمي إحصائي يستفيد من تجربة الدوائر الخمس المريرة، وبما ينتج ويتيح تمثيل جميع مكونات المجتمع في مجلسهم العتيد.. فهل من مدكر؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك