عن إقصائية الكفاءات يكتب محمد المطوع

ندوة المحافظين إقصائية

اعلن تجمع المحافظين (وهو تجمع جديد) عن إقامة ندوة عن قانون الإنتخاب الجديد, ورغم إختلافي مع كل من يطرح إصدار قانون الإنتخابات بمرسوم ضرورة, حيث لا وجود لضرورة مهما كان حكم المحكمة الدستورية, فالهدف الأسمى للديمقراطية أن تكون الأمة مصدر السلطات وحيث ان مجلس الأمة هو الممثل الوحيد للأمة فلابد أن يكون إصدار اي قانون من خلاله وعن طريقه.
لقد عانت الكويت كثيرا من التخلف بسبب إقصائية الحكومة للكوادر البشرية الكويتية بسبب بحثها عن الموالين فقط بغض النظر عن الكفاءات والقدرات, ولقد كان لمجالس الأمة المتعاقبة نصيب من خيانة الشعب والمشاركة في هذا النوع من الإقصاء لأن الأعضاء يتوسطون لناخبيهم فقط دون بقية اهل الكويت وهذا الفعل الشنيع والقبيح ارجع الكويت مائة سنة للخلف, قبح الله من يمارسه.
رجوعا إلى ندوة المحافظين, فالغريب والعجيب بأن هذه الندوة تلمع إطروحات الإخوان المسلمين المتسمين بحدس وتقصي كل الإطروحات الأخرى, بل نجد حرب شعواء إقصائية تمارس ضد كل من لايمجد الإخوان المسلمين وحدسهم المصون, وهذا كان ديدنهم ودينهم, فهم لايراعون إلا ولاذمة في المسلمين الآخرين الذين لاينضون تحت لوائهم.
الدكتور مناور الراجحي لديه منذ أكثر من ست سنوات مقترح لتعديل الدوائر الإنتخابية, وهو في الحقيقة مقترح ديناميكي عجيب يخلق العدالة والمساواة بين الكويتيين ويضمن إستمرار التوازن بين الدوائر مهما كان شكلها وإمتدادها الجغرافي, وهذا سيقود الديمقراطية الكويتية حتما إلى مصداقية أكبر وإتزان يقود الكويت إلى إستقرار حتمي.
مشكلة المحافظين بأنهم ورغم إبلاغي لبعضهم عن دراسة الدكتور الراجحي والتي تسبق أي دراسة أخرى زمنيا, إلا إنهم يصرون على تسويق مبادرات تصدر من حدسيين فقط وإخوان مسلمين ويتجاهلون ويمارسون القتل بعمد لأي إنتاج كويتي أصيل, وأجدهم يرفضون إستضافة الدكتور الراجحي ضمن المتحدثين بحجة ضيق الوقت ويسوفون بقولهم سوف نستضيفه لاحقا, ولايحددون متى هذا اللاحق الذي يدعونه والذي قد يكون بعد أن يخرج الدجال الأعور.
فيا أيها الأخوة الأعضاء المشاركين في تجمع المحافظين أوجه لكم هذه الرسالة وموضحا لكم مايتم من حولكم وكلي أمل أن تعيدوا مسار تجمعكم إلى الجادة القويمة وأن تتخذوا من قول النبي شعيب ( عليه الصلاة والسلام ) لقومه منهاجا لكم وهو من قال (( أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين (181) وزنوا بالقسطاس المستقيم (182) ولاتبخسوا الناس أشياءهم ولاتعثوا في الأرض مفسدين ( 183 ) )) سورة الشعراء
والله لمن المؤسف والمؤلم جدا أن يكون من الشباب الكويتي الذي يدعي محاسبة ومكافحة حكومة فاسدة فيقوم هو بعملها ويفسد كما تفسد ويتعمد إقصاء خبرات كويتية من لقاءاته ليخدع مجاميع الناخبين الكويتيين.
فتقدم الكويت وتطورها يحتاج منا أن نحيي العادات الأصيلة في إعطاء كل ذي حق حقه وان نحارب كل عادة دخيلة ولابد أن نحمد الله ونذود عن حريات وحقوق كافة الشعب لابعضهم المقربين, وأن نمارس النبل في أعمالنا فنكون عونا للمواطنيين لافرعون عليهم فما نفع هامان فرعون.
والله عليم بذات الصدور
محمد المطوع