التهديدات الإيرانية تخدم شركات السلاح فقط.. بنظر الزامل
زاوية الكتابكتب سبتمبر 23, 2012, 11:42 م 763 مشاهدات 0
الأنباء
كلام مباشر / تهديد إيران لإسرائيل.. هل هو بالاعتداء على المسلمين؟
فيصل الزامل
قال الضابط العراقي الكبير لرب الأسرة الكويتية التي لجأ إليها في منطقة الجهراء أثناء الغزو «شوف خالي، كل هالجنود اللي في الآليات التي تمر قدام بيتك يظنون همه رايحين على فلسطين».. اليوم يعيد التاريخ نفسه، في علاقة إيران مع الولايات المتحدة التي تأخذ شكلا علنيا وآخر سريا، أما العلني فهو أنهما في حالة صراع وأن إيران سترد على أي اعتداء من إسرائيل بضرب الدول العربية المجاورة، وتحت هذا السيناريو ينفلت سباق التسلح وتوجه دول الخليج جزءا من فوائضها المالية الى شركات السلاح وهو الهدف الحقيقي من وراء تلك التصريحات واستعراضات السلاح في طهران، وأما الشكل السري للعلاقات بين إيران والولايات المتحدة فهو ما يؤكده الواقع الملموس في «العراق» الذي قدمته واشنطن الى طهران مغلفا بورق الهدايا، فإيران لم تستطع دخول العراق في حرب الثماني سنوات ولكن في 2003 دخلتها بغير قتال، فعن أي عداء يتكلمون؟! وأي حصار يتحدثون؟!
التهديدات الإيرانية تخدم شركات السلاح فقط لا غير، وأكبر 14 شركة منها مملوكة لعائلات يهودية، فالعلاقة بين طهران وواشنطن لم تكن في يوم من الأيام أفضل مما هي عليه الآن، دعك من المسرحيات الإعلامية «...واشنطن متضايقة مما يفعله بشار في سورية، وهي متأثرة من دعم إيران له بالسلاح، وهي ترجو طهران أن توقف هذا الدعم».. مسرحية سخيفة سمحت بالهولوكوست العربي الذي هو أشد دموية وأكثر صدقا من الهولوكوست النازي، الأكذوبة، بينما يشاهد العالم كله طائرات تقذف الحمم على المدنيين في سورية، وكل ما يفعله العالم هو.. تغيير القناة الإخبارية!
المالكي يتصل بنائب أوباما، جو بايدن، ويتمازحان عبر الهاتف عن التصريحات الأميركية حول عبور وحدات من الجيش الإيراني الى سورية، ولا يتطرق حديثهما الى المقابر الجماعية التي كانت محور اهتمام المالكي وحزب الدعوة في فترة حكم صدام (..الظالم الذي بطش بالشعب العراقي...الخ).. ما الفرق؟ وهنا لابد من ذكر واقعة اجتماع صدام حسين مع حافظ الأسد بعد انتهاء الحرب العراقية ـ الإيرانية مباشرة، التقيا في خيمة نصبت في المنطقة الحدودية بين البلدين لعدم ثقة أي منهما بالاجتماع مع غريمه في عاصمته، قال صدام: «إحنا عاتبين عليكم، أثناء حربنا مع إيران طاردنا طائرتين إيرانيتين وأنتم سمحتم لهما بالهبوط في مطار بسورية» قال حافظ الأسد: «شو طائرتين؟ احنا خصصنا مطارين لصالح إيران، لتزويدها بالدعم اللوجستي، بيننا تحالف، مانك عارف؟» نشرت مجلة الوطن العربي هذا الحوار عام 1989، هذا التحالف لايزال قائما، وقد دخلت فيه الولايات المتحدة بتعليمات من تل أبيب (استمروا في العداء مع إيران بالعلن، والتحالف معها في السر، هذا يخدم مصالح شركات السلاح، ويحقق الأمن لإسرائيل).
الاستثناء الوحيد لهذا التحالف سيكون بوصول إيران الى مرحلة جدية في موضوع السلاح النووي وقيام إسرائيل بتوجيه الضربة الجوية، وهو خلاف محدود قد تقوم إيران بموجبه بتوجيه صواريخ الى قواعد أميركية في الكويت وقطر على طريقة صواريخ غزة «الإعلامية» ضد المستعمرات الصهيونية، وهو خلاف جانبي لا يغير بالنسبة لإسرائيل أهمية سيطرة إيران على العراق وسورية لصالح أمنها.
كلمة أخيرة (تويت):
قال عبدالله بن مسعود: لقي رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيطان في بعض أزقة المدينة في هيئة رجل، فدعاه الجني الى الصراع فصرعه الإنسي، فقال: هل لك الى المعاودة؟ ففعل، وصرعه الإنسي أيضا ثم جلس على صدره، وقال له «أراك ضئيلا، كأن ذراعيك ذراعا كلب، فهكذا أنت، أم أنك جني؟» فقال «أنا من الجن» فأوثق الرجل يديه وقال «والله لا أدعك حتى تخبرني ما الذي يعيذنا منكم؟» فقال الجني «آية الكرسي».
فلما فرغ ابن مسعود سئل: «من الرجل؟» فقال: «عمر».
تعليقات