ساحة الإرادة أفضل شيء صنعه الكويتيون.. بنظر حمد الجاسر

زاوية الكتاب

كتب 638 مشاهدات 0


الكويتية

وجهة نظر  /  وعلى 'إرادتكم' ترزقون

حمد الجاسر

 

العنوان مقتبس من تغريدة لأحد مبدعي التويتر، وأنا أتفق معه تماما فقد صارت ساحة الإرادة برلمانا حقيقيا للشعب الكويتي حين عدم البرلمان، وهي الخيط الوحيد الذي يربط الواقع الكويتي بالمادة السادسة من الدستور (الأمة مصدر السلطات).
 ولا عجب في أن إعلام السلطة الفاسد يهاجم «الإرادة» وكل ما يتعلق بها من أشخاص ومجموعات وأفكار، لكن العجب في بعض من نرجو منهم خيرا يهاجمون الساحة ويخذلون الناس عن حضورها، وهؤلاء أقسمهم إلى ثلاث فئات: 
1) - فئة لديها انتقادات لنواب أو مجموعات من المعارضة في موضوع أو أكثر، وهي انتقادات قد تكون موضوعية ومبررة لكن تحويلها إلى موقف عام متحفظ على المعارضة وعلى فكرة التظاهر في «الإرادة» غير منطقي، فإذا كانت للمعارضة أخطاء فإنها قطرة في بحر خطايا السلطة.
2) - فئة متأثرة بالفتاوى الدينية الصادرة ضد فكرة ومبدأ التظاهر، ولا يملك أفراد هذه الفئة من سعة الأفق والإدراك ما يعون به أن التظاهر هو الأداة الأكثر فعالية في إنكار المنكر، وإثم هؤلاء على من يدبج الفتاوى لخدمة السلطة.
3) - فئة العامة من الجهلاء من «قوم ماكاري» ممن يعيشون لحياتهم اليومية ولا يعون قيمة تيار المعارضة في ضبط وكبح انحراف السلطة، وهؤلاء هم الغنيمة السهلة للإعلام الفاسد، وهذه فئة موجودة في كل مجتمع، وهي كبيرة في حجمها ومعدومة في قيمتها السياسية.
وإذا استبعدت هذه الفئات الثلاث فستبقى في البلد فئتان: السلطة وطابورها من المنافقين والمنتفعين والمرتزقة، ثم النخبة الواعية سياسيا وهي أقلية في كل مجتمع لكنها صانعة التغيير والإصلاح، وبجهودها تتحرك كل أمة إلى الأمام، وهذه هي جمهور ساحة الإرادة سواء بالحضور أو بالتأييد.
لقد أسقطت «الإرادة» حكومة ومجلس 2009، وهما أفسد شيئين مرا على تاريخ الكويت، ولا أشك في أن «الإرادة» ساهمت في «ترشيد» أحكام القضاء ـ وفهمكم كفاية ـ ولولا القلق من رفع «الإرادة» السقف السياسي إلى مستوى رياح الربيع العربي لمضت السلطة في الكويت بنا إلى ردة عميقة عن كل إنجاز حضاري سياسي حققه المجتمع الكويتي على مدى 50 عاما، خصوصا مع سلطة لديها جيش من «مستشاري الأخطاء الإجرائية»، كما سماهم الزميل ناصر المطيري.
ساحة الإرادة هي أفضل شيء صنعه المجتمع الكويتي لحماية حقوقه السياسية منذ «ديوانيات الاثنين» عام 1989، وعلى من يدعون الحرص على حقوقنا السياسية ويرفضون «الإرادة» أن يتفضلوا بتقديم البديل في مواجهة انحراف السلطة، على ألا يكون البديل هو الجلوس وممارسة «التحلطم» في الديوانيات.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك