حاكمٌ بدائي..!
زاوية الكتابأفكار متشعبة تسمح للقائد بالإستمرار رغم وجود الأقوى
كتب سبتمبر 30, 2012, 12:08 ص 3923 مشاهدات 0
يعتبر خطاب العصور البدائية هو أول من أسس للأفكار التي تعطي الحاكم ميزه البقاء.
إن الصراع البدائي أو حتي ما قبل البدائي الحيواني هو في صميمة صراع تحكمة القوة فيقود المجموعة أقواهم ولكن العقل البشري المبدع أوجد في تلك الفترة عدد كبير ومتشعب من الأفكار تسمح للقائد أن يستمر على الرغم من وجود من هو أقوى منه!
كل الأفكار تفيد أن على الجميع القبول بحكم من ليس الأقوى ! وعلى أن هذه الأفكار متعددة ولكن نستطيع أن ندرجها في شقين الأول في القوى الغيبية حيث كانت بعض الجماعات تقبل ما يسوقه القائد الذي يستمد شرعيته من أرواح الأجداد أو قوى غيبيه كالأعاصير أو مدد الألهه على اختلاف أنواع هذي المبررات الأسطورية عند البدائين التي تؤيد حكم القائد ومن أفضل هذه المشاهد ما تقرره الكاهنة أو الساحرة من معلومات حول أهمية القائد حتى لو لم يعد الأقوى وعليه فالغيبية كانت أحد أهم أسباب رضي الأفراد البدائين بتسيد من ليس الأقوى!
الطريقة الثانية التي أثرت في هذا التطور أن القيادة الأقدم حاولت أن تقدم المعرفة والمهارات الفردية كخيار بديل أهم من القوة المعنى المباشر للسلطة فأصبح القائد يستطيع من خلال خبرته أن يحقق مكاسب للمجموعة .
البدائية في صيدها وحلها وترحالها، واستخدم قوة المجموعة التي تبحث عن منافعها ضد قوة الطامعين في السيطرة ، وهنا نتج واقع جديد يجعل الفرد مستعين بقوة المجموعة لهزيمة أي متحدي.
سلكت التجربة البشرية هذا المنوال لتتطور بطريقة بلغ الأمر في منتهاها أن القائد لم يعد
هو مصدر للنفع فقط من خلال معارفه ومهاراته بل شمل الأمر ابنه واهله وأصبح من بين المجموعه نسل وجينات يقود دائماً ولكن نفس المبررات ما زالت قائمة أما الكهنه والقوى الغيبية تشير وتتدخل تقول هو المخرج واهله وكل من في نسله أو نفس فكرة انه الأصلح والأنفع!
وخلال هذا التطور الطويل من العصور البدائية للإنسان قبل ما يزيد عن عشرين الف سنه حتى هذا العصر ظلت الفكرتين البسيطتين تسبب الكثير من الأشكال للمفكرين الأحرار وليس المنافسين الأقوياء فحلم افلاطول والطوباويين كالفارابي بمدينة فاضلة ورفض عدد من الشعوب الواقع ومحاولة الإسلام في تجربته الإولى تقديم اطروحة منطقية للإختيارات الراشدة ولكن بسرعة عاد الناس للمربع الأول الحاكم يخبر الناس ان مصلحتهم أن يحتكر الإدارة لعائلته!؟
إن ما سبق يرد على حيرة دي لابويسيه التي سطرها قبل خمس مئة عام في كتابية 'العبودية المختارة' 'لو أن رجلاً لو أن ثلاثة أو أربعة لم يدافعوا عن أنفسهم ضد واحد لبدأ ذلك شيئاً غريباً ولكنه بعد ممكن، ولوسعنا القول أن الهمة تنقصهم، ولكن لو أن مائة ، لو أن الفاً ..أو مائة بلد الف مدينه مليون رجل نراهم لا يقاتلون واحد ...فانى لنا باسم نسمي به، هذا؟ اهذا جبن؟' ص١٣ انتهى كلام لابويسيه وحيرته لم تنتهي!
الدكتور عبدالهادي العجمي
استاذ تاريخ جامعة الكويت
تعليقات