مع انتشار الأجهزة المتنقلة الجديدة

عربي و دولي

'ويندوز 8' يشكل مغامرة كبيرة بالنسبة لمايكروسوفت

882 مشاهدات 0


وفقاً لتقرير أعدته شركة غارتنر مؤخراً، تخوض مايكروسوفت خلال الأشهر القليلة المقبلة مغامرة كبيرة مع إطلاق نظام التشغيل الجديد 'ويندوز 8' وحزمة التطبيقات المكتبية 'أوفيس'، المنتجان المسئولان عن الجزء الأكبر من عائدات وأرباح عملاقة البرمجيات العالمية.
وترى غارتنر بأنه لا بد لمايكروسوفت من خوض هذه المغامرة لكي تتمكن من الحافظ على شعبيتها في عالمٍ باتت تمثل فيه الأجهزة المتنقلة التي توفر تجارب جديدة للمستخدمين هي الأكثر شعبية.
وفي هذه المناسبة، قال مايكل سيلفر، نائب الرئيس والمحلّل البارز في غارتنر: 'كان ويندوز يمثل قوّةً محركة لمايكروسوفت عندما كان الكمبيوتر الشخصي الأكثر انتشاراً في عالم الحوسبة الشخصية باعتباره يوفر منصة واحدة للتراسل والدخول إلى شبكة الإنترنت والاستمتاع بالألعاب وتعزيز الإنتاجية. إلا أن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي، التي تقودها أجهزة iPhone وiPad، غيّرت من طريقة عمل الناس، الأمر الذي جعل الكمبيوتر الشخصي مجرد جهاز من بين مجموعة واسعة من الأجهزة التي يستخدمها الناس. وببساطة، أصبح الكمبيوتر الشخصي بمثابة رفيق للأجهزة الأخرى'.
وتحاول مايكروسوفت، من خلال 'ويندوز 8'، الاستفادة من الاهتمام المتزايد الذي باتت تحظى به أجهزة الكمبيوتر اللوحي من خلال إضافة واجهة مستخدم خاصة بهذه الأجهزة إلى نظام ويندوز الجديد.
وأضاف سيلفر: 'تختلف منهجية مايكروسوفت بصورةٍ كبيرة عن منهجية كل من آبل وغوغل، فهناك قواسم مشتركة أكبر بين الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية مقارنةً مع ما يجمع بين أجهزة الكمبيوتر الشخصي والأجهزة اللوحية. ولا شك بأن هذا الأمر يصب في صالح مايكروسوفت على مستوى أجهزة الكمبيوتر الشخصي، حيث يمكنها الاستفادة منه ليس فقط لدخول سوق أجهزة الكمبيوتر اللوحي، بل أيضاً لزيادة حصتها في سوق الهواتف الذكيّة'.
من جانبه، قال ستيف كلينهانز، نائب رئيس الأبحاث في غارتنر: 'لا يعتبر ويندوز 8 مجرد إصدار ذو تأثير عادي أو حتى كبير على مستوى نظام التشغيل، بل هو بداية حقبة جديدة لمايكروسوفت– حقبة أنظمة الاستجابة في الوقت الحقيقي– والتي تأتي بعد أنظمة التكنولوجيا الجديدة NT التي بدأت في عام 1993 وتمر حالياً في فترة بداية تلاشيها. ويتضح من ذلك أن دورة حياة أنظمة التشغيل الجديدة من مايكروسوفت تمتد إلى حوالي 20 عاماً، لذا فإن التكنولوجيا التي يقوم عليها ويندوز 8 ستستمر لوقتٍ طويل جداً'.
وتشكل التغييرات الجذرية التي أدخلتها مايكروسوفت على نظام التشغيل ويندوز 8 خطراً على مايكروسوفت، في ظل سعي المؤسسات لتقليل المخاطر التقنية من خلال اعتماد منتجات ناضجة ومستقرة ومدعومة بصورة جيدة. وعلى سبيل المثال، لم يحقق 'ويندوز فيستا' نجاحاً كبيراً في البيئات المؤسسية، وقد قلّص عدم نجاح هذا النظام– بحسب تقديرات غارتنر، لا تزيد نسبة أجهزة الكمبيوتر الشخصي الخاصة بعملاء غارتنر والتي تعمل بنظام التشغيل فيستا عن 8%– من عمره الإنتاجي، حيث بدأت الأطراف الثالثة بوقف تقديم الدعم لهذا النظام التشغيلي. وعليه، يتساءل مديرو تكنولوجيا المعلومات اليوم عما إذا كان ويندوز 8 سيواجه المصير نفسه أم لا.
وإلى جانب ذلك، شكلت إضافة واجهة المستخدم الجديدة 'مترو'– التي تتضمن أزراراً كبيرة للمس وتحد من إمكانية الوصول إلى نوافذ سطح المكتب المعروفة، وتحتوي على قائمة 'ابدأ' التقليدية الخاصة بنظام ويندوز–إلى ويندوز 8 أكثر قرارات مايكروسوفت إثارة للجدل. وكانت النتيجة نظاماً تشغيلياً يبدو ملائماً للعمل ضمن العوامل المشتركة الجديدة من معدات أجهزة الكمبيوتر الشخصي، بما في ذلك الأجهزة اللوحية، والأجهزة الهجينة والقابلة للتحويل، لكنها أثارت التساؤل لدى المستهلكين حول ملاءمته لأجهزة الكمبيوتر المكتبية والدفترية التقليدية، والتي تستحوذ على الحصة العظمى من سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصي.
ولدى غارتنر قناعة بأن نجاح 'ويندوز 8' في العمل على الأجهزة اللوحية سيكون له العديد من التأثيرات على المؤسسات. كما سيوفر ذلك العديد من العوامل المشتركة للأجهزة الجديدة التي يمكن الاختيار من بينها، وقد تختلف احتياجات ورغبات المستخدمين بصورةٍ كبيرة عن بعضها. فقسم منهم سيواصلون استخدام جهاز 'iPad' أو جهاز كمبيوتر دفتري تقليدي، في حين قد يفضل البعض الآخر الحصول على أجهزة جديدة من نوع مختلف.
ومع تزايد قوة تأثير المستخدمين، بسبب الطبيعة الاستهلاكية الجديدة، أصبحت تكنولوجيا المعلومات أقل قدرة على تحديد إمكانية استخدام أو عدم استخدام منتجاتٍ محدّدة في بيئاتهم. وبالتالي، سيحد هذا الأمر من قدرة مديري تكنولوجيا المعلومات على شراء ودعم أجهزة الكمبيوتر الشخصي كما كان عليه الحال خلال السنوات العشرين الماضية، كما قد يؤدي إلى إطلاق المزيد من برامج 'أحضر جهازك الخاص للعمل'. وتحتاج المؤسسات لتحديد ما إذا كانت ترغب بابتكار تطبيقات خاصة بويندوز 8 وواجهة المستخدم الجديدة 'مترو'، أو كتابة وتطوير تطبيقات لنظام التشغيل 'iOS'، أو شيءٍ آخر أكثر حيادية.
وتمثل مسألة تراخيص مايكروسوفت موضوعاً هاماً في العديد من المؤسسات، نظراً لكونها قد تستهلك نسبة كبيرة من الميزانية السنوية المخصصة لتكنولوجيا المعلومات. وتحتاج المؤسسات إلى تحديد ما إذا كانت تحتاج للحصول على 'ضمان البرنامج' (Software Assurance) الخاص بنظام ويندوز أو توقيع اتفاقية مؤسسية (Enterprise Agreement)، بالإضافة إلى إعادة تقييم قراراتها اعتماداً على التغييرات التي تقوم مايكروسوفت بإدخالها على وحدة حفظ المخزون (SKU) الخاصة بويندوز 8 والمزايا التي يوفرها 'ضمان البرنامج'.
وتابع سيلفر قائلاً: 'دخل نظام التشغيل الجديد ويندوز 8 مرحلة الإنتاج وسيتم إطلاقه بصورةٍ رسمية في شهر أكتوبر المقبل. لكن في الحقيقة، ما تزال معظم المؤسسات في مرحلة استبدال ’ويندوز إكس بي‘ بنظام التشغيل ’ويندوز 7‘. وعليه، لا بد لهذه المؤسسات من تحديد ما إذا كانت ستواصل استخدام ’ويندوز 7‘ أو ستتجه إلى ’ويندوز 8‘'.
وسيناقش خبراء غارتنر القضايا الرئيسية في الصناعة وسيقدمون المزيد من الآراء خلال ندوة غارتنر لتكنولوجيا المعلومات (Gartner Symposium/ITxpo) التي تقام فعالياتها في دبي خلال الفترة من 5-7 مارس.

 

 

الآن: المحرر الدولي

تعليقات

اكتب تعليقك