كلاسيكو .. وديربي !

الصدفة خير من ألف ميعاد ! معارك كروية حامية الوطيس تدور رحاها في القارة العجوز ، عشاق المستديرة منتظرون.. مترقبون.. متلهفون.. متشوقون.. ويتجهزون ليوم 7 أكتوبر الذي يجمع كلاسيكو الكرة الأسبانية والفرنسية وديربي ميلانو ، في يوم واحد أن تجمع هذه القمم فهذه هي الصدفة .
كلاسيكو أسبانيا برشلونه وريال مدريد صراع أزلي ومستمر صراع تفوح منه رائحة السياسة ،ونادي العاصمة ريال مدريد منحه الملك ' ألفونسو الثالث عشر ' وسام الملكية عام 1929 وعند تولى الحكم الملك ' فرانسيسكو فرانكو ' الحكم في ثلاثينيات القرن الماضي كان اقليم كتالونيا يطالب بالإنفصال ممثلا بفريق برشلونه حاول الملك فرانكو طمس الهوية الكتالونية عن طريق منع سكان الإقليم من الحديث بلغتهم المحلية ومنع النشيد المحلي ومنع الأعلام الكتالونية ، فالمستطيل الأخضر يعتبر فرصة للكتلونيين للثأر من ريال مدريد ، وفي الآونة الأخيرة يتجدد الحديث عن انفصال كتالونيا عن أسبانيا فهل سيكون مستقبلا حال برشلونه كحال فريق موناكو اماراة مستقلة ولكنه يلعب بالدوري الفرنسي فيكون برشلونه اقليم مستقل ويلعب بالدوري الأسباني ؟
والكلاسيكو يثير عاصفة من الردود بعيدا عن ميسي وابداعاته ورونالدو ولمساته وهو الجندي الصهيوني شاليط هل تمت دعوته أو لم يتم دعوته فأثار جدلا واسعا يتردد صداه كثيرا ،فقبل الكلاسيكو لم أحد يتوقع أو يضع في حسبانه أن يصل الفارق إلى 8 نقاط ، هي مباراة العودة للملكي ومباراة الإبتعادوالإنفراد أكثر لبرشلونه ، مباراة لاجديد فيها صراع متجدد متكرر بين ميسي ورونالدو من سيرجح الكفة ومن سيفرض كلمته في لقاء السحاب .
ديربي ميلان والانتر أحد أشهر ديربيات العالم ، فريق ميلان تأسس عام 1899 على يد مجموعة من الإنجليز ثم ظهر تيار داخل النادي يجعله حكرا على الإيطاليين ما أدى إلى شرخ بين الأعضاء وتأسيس نادي الانتر عام 1908 وبدأت حكاية الديربي ، رغم تأرجح نتائج الفريقين والتذبذب بالمستوى وتعتبرانطلاقة ميلان واحدة من اسوء الإنطلاقات خلال الثمانين عام ، ميلان باع النجوم جدد الفريق فهناك فارق بالأسماء التي خرجت والأسماء التي أتت ، ستبرز مواجهة بين بين الميلاني ' ستيفان الشعراوي ' والانتراوي ' كاسانو ' قدموا أنفسهم بشكل مثالي ، والشعراوي لفت الأنظار وبدأت الأندية تتداول اسمه لظفر بخدماته فسجل حتى الآن 4 أهدف بالدوري ، وكاسانو الذي انتقل من ميلان للإنتر ويقول أنا موجود فهو متصدر هدافي فريقه ، رغم كل الظروف يكفيه بأنه ديربي ميلانو .
كلاسيكو فرنسا بين مارسيليا وباريس سان جيرمان أكبر من مجرد مباراة لكرة القدم صراع طبقي وسياسي واجتماعي واقتصادي ، صراع بين العاصمة وبين ثاني اكبر المدن ، صراع بين العطر الباريسي وبرج ايفل والأثرياء وبين الطبقة الكادحة والمهاجرين، فإن ذكر مارسيليا يجب أن نذكر أن الأسطورة والمايسترو حول الكرة إلى العزف بأجمل وأرق الألحان وهو ' زين الدين زيدان ' مسقط رأسه مارسيليا التي يكثر فيها أبناء المغرب العربي وبالأحرى الجزائريون التي يطلقون عليها الولاية 49 للجزائر ولاتخلو المباراة من الأعلام الجزائرية ويعيش الفريقين صراع ومنافسة حقيقية مارسيليا المتصدر الذي حقق ستة انتصارات متتالية ثم سقط في المباراة الأخيرة بنتيجة كبيرة بالأربعة مقابل واحد وهي كبوة جواد للمتصدر ، سان جيرمان الوصيف لم يخسر حتى الآن ويعيش ضغط إعلامي وجماهيري بأنه المتوج باللقب قبل النهائية للدوري لما لا و كتيبته مدججة بالنجوم ومدرب عريق بقيادة انشيلوتي  ، فهو غائب عن احراز اللقب منذ موسم 93/94 ، ومارسيليا ثاني أكثر الأندية الفرنسة احراز للقب بتسعة بطولات ، من المنتظر ان تكون مباراة قمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
يوم كروي ستسلط عليه الأضواء فيه من الإمتاع والإشباع و ستدمع فيه عيون وستفرح قلوب

عبدالعزيز الدويسان