صناعة اليخوت البريطانية تبحث عن مخرج من الركود بقلم بيتر مارش

الاقتصاد الآن

1600 مشاهدات 0


 
عانى قطاع القوارب الفاخرة في المملكة المتحدة من الرياح القوية المعاكسة، ولكن صانعي اليخوت الراقية الآن يشعرون بأنهم من الممكن أن يبحروا في مياه هادئة، في ظل وجود دفعة قوية للأنشطة في مجال التصنيع، وتطوير المنتجات والتسويق العالمي.

اللجنة الرباعية لمصنعي اليخوت الكبيرة ذات المحركات، يمتلك كل منها الآن، خليط من المستثمرين المختلفين، ملكية خاصة، في ظل خضوع ثلاث لجان منهم لتغييرات في الملكية خلال العامين الماضيين بسبب مشاكل مالية متعلقة بالأزمات الاقتصادية التي حدثت في عام 2008/2009.

من خلال التجول على طول رصيف ميناء بول، في دوسرت، حيث توجد شركة سنسيكر- الماركة التجارية الأعلى مبيعاً- تقوم بصنع يخوت يصل طولها إلى 50 متراً بتكلفة 25 مليون جنيه استرليني لكل منها، ويبدو ستيوارت ماكلنتير، المدير الإداري للشركة، أكثر تفاؤلا حيال السنوات القليلة المقبلة.

'إننا نشهد نوعا من الانتعاش فيما يتعلق بالطلبات- ولكن الأمر ليس سيان في كل الأماكن' وفق ما قاله، وأضاف: 'يجب أن تكون لديك المرونة لتدخل الأسواق الجديدة وتستغل الفرص المتاحة أمامك وقتما تظهر'

وذكر ماكلنتير أن الطلبات في أمريكا - أكبر سوق في العالم لليخوت الكبيرة - لا تزال فاترة إلى حد ما. ومع ذلك، فالشركة تستقبل عدداً من الطلبات من دول مثل أنجولا، ليبيا، والكويت التي لا يتم اعتبارها ضمن الدول الأولى في المبيعات.

وأثناء الأزمات المالية، يعاني معظم صانعي اليخوت الفخمة انخفاضا ملحوظا في طلبات الشراء، حيث أجّل المشترون عمليات الشراء. وفي كل الحالات ذلك، يتطلب ضخا جديدا للأموال - وملاكا جددا - لضمان استمرار العمل.

في عام 2010، وبعد تعرضها للخسارة قبل الضريبية التي تقدر بنحو 9.1 مليون جنيه استرليني، خضعت شركة سنسيكر للتغيرات الرقابية الخاصة بها عندما تم شراؤها من قبل مجموعة من المستثمرين تديرها شركة أف إل وشركاه، ومقرها دبلين.

ضخ المستثمرون نحو 25 مليون جنيه استرليني في الأعمال التجارية ونحّوا المدير الإداري روبرت برايثوايت، الذي بدأ عمله في 1968. بقي برايثوايت كرئيس وأكبر حامل أسهم منفرد بحصة في الأسهم تبلغ 23 في المائة.

ماكلنتير، المحاسب الذي عيّنه برايثوايت كرئيس تنفيذي للعمليات، تمت ترقيته لشغل منصب الرئيس التنفيذي.

منذ توليه زمام الأمور، استثمر ماكلنتير الأموال في تطوير المنتجات، وقد وصل بالشركة إلى بيع القوارب التي بسعر منخفض نسبيا عند 300 ألف جنيه استرليني.

وبدأ أيضا برنامج 'التوريد الداخلي'، الذي بموجبه سيتم تصنيع قوارب بقيمة ثلاثة ملايين جنيه استرليني سنوياً، في مصانع الشركة الخاصة بدلا من المقاولين الخارجيين، إضافة إلى مشروع استثماري برأسمال قيمته 18 مليون جنيه استرليني، من أجل زيادة مساحة المصنع والمخازن.

من الأشياء الإيجابية أيضاً، أن شركة بلايموس- التابعة لشركة برينسس لليخوت، وهي ثاني أكبر شركة في المملكة المتحدة في هذا القطاع، تتوقع أن تصل نسبة مبيعاتها هذا العام إلى 250 مليون استرليني، وهي النسبة التي تزيد على مبيعات العام الماضي بمقدار الخمس تقريباً، وهي نسبة 90 في المائة من الكمية التي يتم تصديرها.

في الأعوام الثلاثة الأخيرة قامت المجموعة، التي تعد جزءا من شركات إل في أم اتش، مجموعة فرنسية للسلع الفاخرة، بإضافة 450 وظيفة جديدة لتصل وظائفها الإجمالية إلى 2200 عامل، وهي تعمل الآن من خلال مشروع للتوسع في التصنيع بقيمة 40 مليون جنيه استرليني.

'أستطيع أن أرى فرص مبيعات واعدة في جميع أنحاء العالم، حيث يمتاز عديد من القوارب البريطانية بسمعته في الجودة العالية، وهذا يساعدنا كثيرا عند اقتحام أسواق جديدة' وفق ما قاله كريس جاتس، المدير الإداري. ومن بين الدول التي تسعى الشركة للحصول على طلبيات كثيرة فيها: الصين وأستراليا والهند.

من الشركات التي ما زالت تستشعر طريقها للخروج من الأزمات العصيبة، الشركتان الموجودتان في المملكة المتحدة والمتخصصتان في صنع القوارب الفاخرة - نورثامبتونشاير- مقرها فايرلاين وشركة سيلاين، التي يوجد مقرها في كيدرمينستر.

تم شراء شركة فايرلاين العام الماضي من قبل المجموعة الاستثمارية الرأسمالية لصاحبها جون ميلتون بيتر، وأيضا مصرف رويال في أسكتلندا. وتم خفض قيمة الشركة إلى الصفر من قبل مالكها السابق، المجموعة الاستثمارية 3 أي. في العام الماضي- عندما وصلت المبيعات إلى 80 مليونا استرلينيا، حيث كان العام الرابع على التوالي الذي تحقق فيه شركة فايرلاين الخسارة.

في عام 2011، كانت شركة سيلاين، التي كانت سابقا جزءا من جماعة برونزويك الأمريكية- قد تم شراؤها من قبل مجموعة أكسفورد الاستثمارية- ومقرها كاليفورنيا، بمبلغ لم يتم الإفصاح عنه.

كل من شركتي فايرلاين وسيلاين خفضت الوظائف لديها إلى حد كبير. خفضت شركة فايرلاين حجم الوظائف لديها بنحو النصف منذ عام 2007 إلى ما يزيد على 700 وظيفة، وخفضت مجموعة كيدرمينستر فريق موظفيها من 550 إلى 400 موظف في العام الماضي.

ومع ذلك فإن الشركتين ترتديان أوجها جريئة على مدار السنوات القليلة المقبلة. قال اليستير سكوفيلد، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة فايرلاين في شباط (فبراير): إن الشركة تستثمر خمسة ملايين جنيه استرليني في مصنعيها الموجودين في أونديل وكوربي. وتتوقع أن ترفع المبيعات هذا العام بنسبة 10 في المائة، وفق ما ذكره سكوفيلد 'بتحقيق أرباح صغيرة'.

بيل جريفيث، المدير التنفيذي الأمريكي، الذي لديه خبرة سابقة في الصناعات كالصناعات البنائية وصناعة المضخات، أصبح المدير الإداري لشركة سيلاين في بداية عام 2011.

عندما راقبت مجموعة برونزويك شركة سيلاين، التي من المتوقع لها أن تكون نسبة مبيعاتها لهذا العام أقل من 40 مليونا استرلينيا، بيعت منتجاتها في أوروبا فقط. ويحاول جريفيث الآن أن يعمل على وجود الشركة بشكل عالمي.

'لقد أخذنا ابن الزوجة اليتيم (بعيدا عن مالكه السابق) ونحاول أن نجعله يقف على قدميه بنفسه' وفق ما أضافه.

 

 

الآن:الجزيرة

تعليقات

اكتب تعليقك