المبادرة الخليجية المنتظرة للأزمة السورية -2

عربي و دولي

1464 مشاهدات 0

المبادرة الخليجية المنتظرة للأزمة السورية

برصيدهم في إدارة الأزمات في الربيع العربي تصبح دول الخليج هي المخرج عبر مبادرة لدمشق. فقد سارعت سوريا  في 7أغسطس2011م إلى رفض البيان الخليجي معربة عن «أسفها» ولم تعرب عن «غضبها» لصدوره. وفي الوقت نفسه يأتي التقرب الخليجي خطوة لتدعيم أمن الخليج حتى تتوقف «الفزعة» الإيرانية لدمشق في المنامة بالشغب وفي الكويت بميناء مبارك الكبير. كما أن الحل الخليجي خطوة في تأمين سلامة الأردن شريكنا المستقبلي. ولأسباب يمنية وخليجية خرجت المبادرة الخليجية في صنعاء من أيدينا، لذا يجب أن تكون المبادرة الخليجية لدمشق جهدا خليجيا مشتركا لتنجح، ويتم عبرها انتقال السلطة، والوحدة والتغيير والإصلاح. وأن تتضمن كما نرى آلية تنفيذية تشمل:

1- تشكيل مجلس انتقالي لجميع أطراف المعارضة للعمل كطرف مفاوض.

2- مع احتفاظ الرئيس بمنصبه اسميا، تسليم السلطة لنائب الرئيس البعثي الهادئ فاروق الشرع الذي عمل في دبي 1976-1984م ليقوم بتشكيل حكومة وفاق وطني، ويدعو نواب الشعب للمصادقة على القوانين.

3- يتم إقرار قوانين الحصانة للرئيس وجماعته، على أن يستقيل على إثرها.

4-إعداد دستور جديد، يتم عرضه على استفتاء شعبي، ثم انتخابات برلمانية يشكل على إثرها الحزب الفائز الحكومة الجديدة.

5- تكون دول مجلس التعاون والجامعة العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي شهودا على تنفيذ هذا الاتفاق.

في الازمة السورية فقط تبقى الكتابات القديمة صالحة للنشر في أي وقت فالأوضاع لم تتغير منذ قيام المظاهرات الشعبية ضد قمع وفساد نظام الاسد. وما سبق كان جزء من مقال لنا  نشرته جريدة  الالكترونية  تحت نفس العنوان . فهل تبنت تركيا  مقترحنا كما جاء في البند الثاني الذي نشر في 24 أغسطس 2011م    بتسلم نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع رئاسة حكومة انتقالية في سورية كما جاء  على لسان وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو لأنه لم يعد لتركيا قبل بالصراع في سوريا وعادت لممارسة عقيدة ﻋﺪم اﻟﺘﻮرط،بل وتوريط الاخرين بدل منها .فقد تحدث وزير خارجيتها حين بدأت الحرب عن منطقة عازلة ،ثم لوح بتدخل عسكري ثم منطقة حضر طيران . لكي يتراجع بنفس سرعة طرح  مقترحاته  خوفا من هروب ملايين السياح لو واجهتهم دمشق على مستوى حرب شاملة. بعد ذلك أسقطت وسائط الدفاع الجوي السورية الفانتوم التركية ، فاعتقدنا بوجود رد عسكري جاهز تنفذه القوات التركية خلال ساعات، ويكون ذريعة الحرب التي انتظرها  كل من سائهم قتل المدنيين على يد آلة العنف البعثية . وبدل من ذلك راحت انقرة  في تبرير  طلعة تلك المقاتلة ومداها وأين اسقطت وكأنها تبحث عن عذر لدمشق . وحين قصفت القوات السورية  قبل اسبوعين  بلدة تركية مخلفة القتلى ،تصدر وسائل الاعلام ان تركيا تحذر سوريا بالرد في حال  استمرار الانتهاكات  لحدودها، وعندما أستمر القصف السوري ردت تركيا بقصف  عشوائي هزيل أرادت ان يصل لوسائل الاعلام اكثر من أرجاع القوات السورية بعيدا عن حدودها. ولم تنسى ان تربط ذلك بطالب المزيد من المساعدة الدولية إزاء تدفق اللاجئين السوريين. وباختصار لانجد حين نبحث عن أجوبة ميدانية في الجهد التركي تجاه مايجري في سوريا  ما يوازي الضجة الاعلامية التي تخلقه حول دورها هناك .  لقد كانت الرؤى الحاكمة لاقتراحنا  قبل عام بتسلم فاروق الشرع للسلطة  تعتمد- في ذلك الوقت -على الادراك الانتقائى بالدرجة الاولى  بمعنى أننا كنا نرى مانحبه في فاروق الشرع  لكونه درعاويا سنيا عشائريا عمل مع الخليجيين عن قرب حين عاش في دبي مديرا للخطوط الجوية السورية. أما بعد تبني تركيا لذلك  متأخرة  فنتخلى عن جزئية اختيارالشرع .فقد  أتضحت المسارات التركية المحتملة للتعامل مع سوريا المستقبل  عبر عقيدة ﻋﺪم اﻟﺘﻮرط ،وفيها ترك دور أكبر للخليجيين لانجاز المرحلة الافتتاحية من إزاحة بشار خصوصا بعد اقتراح الدوحة تدخل عسكري عربي، مما يعني دعم خليجي اقتصادي وسياسي وعسكري حتى عودة الامور تدريجيا  لطبيعتها  في سوريا عبر مشاريع أعادة البناء. كما ستكون  دول الخليج من يفتح  لسوريا الجديدة  النوافذ  الغربية .

في المشهد النهائي من الفيلم التركي الضخم  فتح  'Fetih 1453 'من انتاج 2012م  ويعرض حاليا تظهر جثة قسطنطين الحادي عشر ' Constantine XI'وهو مغطى دون إشارة إلى من قتل آخر امبراطور بيزنطي يوم سقوط القسطنطينية رغم أهمية الامر.بل إن مؤرخ عثماني واحد  طوال القرون الماضية لم يهتم بذكر من قتل قسطنطين.ثم تكرم إبراهيم حليم في كتابه المطبوع بالقاهرة 1905م بعنوان 'التحفة الحليمية في تاريخ الدولة العلية' بذكر الرجل الذي غير مجرى التاريخ بطريقة لاتتناسب مع قدره،حيث جاءت عبارات المؤلف كالتالي ' في الرابع والخمسين يوما من المحاصرة هجم السلطان بعساكره على الاستانة فدخلوها وخرج الامبراطور قسطنطين من سراية تكفور بعساكره خاصة للمدافعة وبيده السيف مسلول،فوجد نفرا عربيا مجروحا فأراد قطع رأسه فسبقه العربي الجريح بضربة بسيفه فقطع بها رأسه فتم الفتح ' فهل نتوقع أن يدرك الاتراك اخيرا وهم من أنكر حتى حروفنا العربية،أن حل الازمة السورية عربي وخليجي تحديدا .حيث أن  على مجلس التعاون طرح مبادرته فورا،مع أخذ الحذر من أن تعود أنقره للالتقاط  خطام الناقه وتقودها للمعسكر العثماني .

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج العربي

تعليقات

اكتب تعليقك