زمان يا الأزرق!

عندما نذكر منتخب الكويت نذكر الصولات والجولات والإبداعات والإنجازات والأرقام ، كان الأزرق حينما يلعب تتسمر الأعين لمراقبة الفن والأداء الجميل والساحر ، كان الأزرق هو القدوة والمثل الأعلى لكثير من لاعبي المنتخبات الأخرى ، كان الأزرق يضرب بالأربعة والخمسة والسته ، الأزرق أول منتخب عربي يحقق لقب كأس آسيا عام 1980 ، الأزرق أول دولة خليجية تأهلت لكأس العالم عام 1982 ، كل هذا كان يا مكان في قديم الزمان التاريخ سجل للأزرق بأحرف من ذهب أين نحن من كتابة تاريخ جديد للكرة الكويتية ؟؟
الأزرق تراجع في المستوى تراجع في النتائج تراجع في التصنيف الدولي الأخير للفيفا حتى وصلنا إلى المرتبة 112 على العالم وهو الأسوء منذ أغسطس 2009 ! ، تغير الحال والزمان وتغيرت الأجيال تغنينا بالماضي وانجازاته ولم نعمل للحاضر والمستقبل مجهول ! ، نكررها كنا الأقوى والأحسن والأفضل ماض جميل وأحلاما بإنجازات نسعى لتحقيقها التي تحتاج كفاح وعمل بعيد عن التنظير والأقوال !
الأزرق بالآونة الأخيرة يخسر بالثلاثة والأربعة وصل الحال نقول ' صفر يا حكم .. صفر يا حكم ' حتى لا تتخم شباكنا بمزيد من الأهداف ، كنا نضرب بهذه النتائج والآن تهتز شباكنا بهذه النتائج !فخلالالمباريات الودية الأربع الأخيرة للأزرق خسرنا بالثلاثة من الإمارات وبذات النتيجة من أوزباكستان وتعادل مع المنتخب السوري بهدف مقابل هدف وفوز صعب بهدفين لهدف على المنتخب الفلبيني ، والجملة الشهيرة بالمباريات الودية لاتهم النتيجة ولكن الأهم الاستفادة من الأخطاء لتصحيحها مستقبلا ! ولكن هذه النتائج تفقد ثقة الجمهور بالمنتخب ويؤدي للرجوع في التصنيف العالمي .
الأزرق ما يعانيه من عقم هجومي .. مشاكل دفاعية .. ضعف في بناء الهجمات وهبوط مستوى لاعبي نجوم الأزرق ولدينا استحقاقات قادمة ، نقترب رويداُ رويداً من بطولة غرب آسيا التي ستستضيفها الكويت خلال الفترة من 8 إلى 20 ديسمبر المقبل ، فالأزرق ضمن مجموعة تضم عمان ، لبنان ، فلسطين ، ومنتخبي اللبناني والعماني متأهلين للأدوار النهائية في تصفيات كأس العالم وأدائهم بالوقت الحالي يفوق الأزرق من حيث الأداء الفني  ، هل قادرعلى العبور للأدوار المتقدمة في هذه البطولة في ظل ما يعانيه ؟
 وبعدها في شهر يناير من العام المقبلسيدخل منافسات كأس الخليج في مملكة البحرين، واللاعبون تحت ضغط المباريات المحلية والدولية ستكون سلبية على لاعبي الأزرق ، وقبل أيام قليلة سحبت قرعة تصفيات كأس آسيا عام 2015 المقررة في أستراليا ومنتخبنا في مجموعة إيران ، تايلند ، لبنان مجموعة صعبة ويتأهل بطل المجموعة والوصيف مباشرة للنهائيات ، رغم إحرازنا لبطولة غرب آسيا الأخيرة التي اقيمت بالأردن وخليجي 20 باليمن التي أتت بعد سنوات عجاف أعادت بارقة الأمل ولو قليل للجماهير، لكن  الأزرق في ظل التراجع أصبح التأهل لكأس آسيا والحصول على بطولات اقليمية هي الإنجاز ! ، الموج الأزرق يجب أن يكون اسما على مسمى أي يغرق منافسيه وليس البحث عن النجاة من الغرق ! 

الإنجازات ( قد ) تتحقق خلال فترة وجيزة من خلال ظروف معينة بتكاتف الجهود وحماس اللاعبين ووجود الجماهير ودعم الإعلام لكن من الأولى والأفضل بناء الإنجازات وفق خطط مدروسة وعلى مدى بعيد ، فدور الأندية كبير جدا فهي الأساس وبناء وتكوين الاعب لتطعيم المنتخب بالمواهب ، ونختمها بأغنية كوكب الشرق أم كلثوم ' عايزنا نرجع زي زمان قل للزمان ارجع يازمان .. وهاتلي قلب لا داب ولاحب ولانجرح ولاشاف حرمان .
آآآآ ه يا الأزرق القلب ذاب بحبك عود كما كنت بقوة وتوهج وأمجاد .

عبدالعزيز الدويسان