أسواق الأسهم تخشى السقوط في «قبضة» الخلل الإلكتروني بقلم مايكل ماكنزي
الاقتصاد الآنأكتوبر 18, 2012, 3:44 م 547 مشاهدات 0
مر 25 عاماً على يوم الإثنين الأسود، عندما تحطمت البورصات واستيقظ ''وول ستريت'' على مخاطر التداول الإلكتروني، ومنذ ذلك الحين، نمت القدرة الحاسوبية بشكل كبير ومن ثم جاءت المخاطر. قد لا يستغرق الأمر يوماً لتداول كامل في الأسواق لخسارة 25 في المائة. يمكن أن يحدث الأمر في لحظات. وبينما عرف المتداولون أن المتاعب كانت تدبر عندما وصلوا إلى العمل في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 1987، إلا أنه يمكن للشركات، اليوم، أن تخسر مئات الملايين من الدولارات دون أسباب، ونتيجة لقطعة مكتوبة بشكل سيئ من القوانين أو التفاعل الذي لا يمكن التنبؤ به بين آلاف الخوارزميات، ما أحدث اضطراباً في الأسواق المتشرذمة في أمريكا. تم تصميم هذا التشرذم في أسواق الولايات المتحدة إلى حد كبير، فقبل خمس سنوات قدمت هيئة الأوراق المالية والبورصات قواعد لتشجيع المزيد من المنافسة وفك قبضة التداولات التقليدية، بينما يخشى المتداولون الآن من ''قبضة الخلل الإلكتروني''. لكن مستثمري التجزئة رأوا أيضا الخلل التكنولوجي الذي أحبط اكتتاب شركة ''فيسبوك''، و''انهيار الوميض'' الذي أزال لسبب غير مفهوم وفي فترة قصيرة 860 مليار دولار من قيمة السوق. هذا إضافة إلى سلسلة من تعثرات التداول الأخرى - كل منها لا يمكن تصوره قبل 25 عاما – التي تركت المستثمرين يسألون إذا ما كانت الأسواق أصبحت معقدة للغاية وتعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا للإدارة بشكل صحيح.
وفي مايلي مزيدا من التفاصيل:
مر 25 عاماً على يوم الإثنين الأسود، عندما تحطمت البورصات واستيقظ ''وول ستريت'' على مخاطر التداول الالكتروني، ومنذ ذلك الحين، نمت القدرة الحاسوبية بشكل كبير ومن ثم جاءت المخاطر. قد لا يستغرق الأمر يوم تداول كامل للأسواق لخسارة 25 في المائة اليوم. يمكن أن يحدث الأمر في لحظات. وبينما عرف المتداولون أن المتاعب كانت تدبر عندما وصلوا إلى العمل في 19 تشرين الأول (أكتوبر) 1987، إلا أنه يمكن للشركات اليوم أن تخسر مئات الملايين من الدولارات دون أسباب، ونتيجة لقطعة مكتوبة بشكل سيئ من القوانين أو التفاعل الذي لا يمكن التنبؤ به بين آلاف الخوارزميات، ما أحدث اضطرابا في الأسواق المتشرذمة في أمريكا.
تم تصميم هذا التشرذم في أسواق الولايات المتحدة إلى حد كبير. قبل خمس سنوات، قدمت هيئة الأوراق المالية والبورصات قواعد لتشجيع المزيد من المنافسة وفك قبضة التداولات التقليدية، ما يجعل تداول الأسهم أرخص وأكثر ديمقراطية. وصرح ماري شابيرو، رئيس هيئة الأوراق المالية، بأن هذه الأهداف - إلى حد كبير - تحققت لصالح مستثمري التجزئة.
لكن مستثمري التجزئة رأوا أيضا الخلل التكنولوجي الذي أحبط اكتتاب شركة فيسبوك، و''انهيار الوميض'' الذي أزال لسبب غير مفهوم وفي فترة قصيرة 860 مليار دولار من قيمة السوق. هذا إضافة إلى سلسلة من تعثرات التداول الأخرى - كل منها لا يمكن تصوره قبل 25 عاما – التي تركت المستثمرين يسألون ما إذا كانت الأسواق أصبحت معقدة للغاية وتعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا للإدارة بشكل صحيح.
'' ترك الانهيار وغيره من الأحداث انطباعا بأنه ليس هناك من هو مسيطر على الأمور ولا أحد يعرف ما يجري''، حسبما يقول جيم بولسن، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة ويلز كابيتال مانجمنت. ويضيف: ''أود أن أجد شخصا يمكنه وضع يده على هذه المشكلة''.
وتجري مراقبة معارك أمريكا مع هذه التداولات المعقدة عن كثب من قبل الجهات المنظمة في كندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي، لأنها تبحث أيضا عن سبل لاحتواء التقلبات الناجمة عن الآلات.
ما يخيف المستثمرين بشكل كبير هو التبخر المفاجئ للسيولة، في حين أن الجميع ينسحب في وقت واحد فليس هناك أحد لعرض سعر شركة لمستثمر يرغب في إجراء عملية بيع. وفي عام 1987، اتهم بعض المستثمرين صناع السوق بعدم الإجابة عن هواتفهم لذلك فهم ليسوا مضطرين لشراء أسهم من بائعين مصابين بالهلع. اليوم، تمت الاستعاضة - إلى حد كبير - عن صناع السوق البشر بالنظم الحاسوبية فائقة السرعة التي تقوم بالتداول بتردد عال ولكن مثل متداولي البشر بالأمس، يمكن للآلات الابتعاد إذا حدث اضطراب في الأسواق.
عندما يحدث مثل هذا الفراغ في الأسعار في السوق اليوم، فإنه يكاد يكون فورياً. خلال انهيار شهر أيار (مايو) 2010، قامت بعض البورصات بالتداول بقيمة منخفضة جداً لا تجاوز البنس الواحد قبل التعافي خلال 20 دقيقة مجنونة. ولن يكون هناك أبدا اتفاق بشأن سبب الانهيار، لمنع تكرار ما حدث، طالبت هيئة الأوراق المالية ''بقواطع الدوائر الكهربائية'' التي يمكنها وقف التداول في السوق.
على الرغم من ذلك، استمرت التعثرات في الحدوث في شهر آذار (مارس)، اضطرت ''باتس''، واحدة من أكبر البورصات، إلى إلغاء تعويم أسهمها في بورصتها بسبب خلل حاسوبي تسبب في تداول خاطئ في أسهم أخرى بدأ بالحروف ايه، وبي، وفي شهر آيار (مايو) لم تتمكن أنظمة الكمبيوتر ناسداك من مواكبة تجارة الرسائل في افتتاح التداول في أسهم ''فيسبوك''.
ونتيجة لذلك، لم يكن يعرف المتداولون ما إذا كانت أوامرهم قد تم تنفيذها، وكلفت الفوضى الناجمة السماسرة ما يقدر بمبلغ 500 مليون دولار.
وفي شهر آب (أغسطس)، وصلت ''نيت كابيتال''، واحدة من كبرى شركات صناعة السوق في ''وول ستريت''، إلى حافة الانهيار عندما تسبب خطأ تشفير في تنفيذ عدد من التداولات التي قامت بالتخطيط لها، ما وصل تكلفتها إلى 440 مليون دولار خلال 45 دقيقة الوقت الذي كانت فيه الحواسيب خارج نطاق السيطرة.
''أخشى ما أخشاه هو أن تكون السوق قد خسرت جيلا كاملا من المستثمرين الذين عانوا الأزمة المالية والآن لا يفهمون كيف يتم بناء الأسواق وكيف تعمل''، على حد قول كين بولكاري، متداول منصة في بورصة نيويورك للأوراق المالية، الذي أضاف أنه ليس ضد التجارة الإلكترونية، ولكنه أقام دعوى لوقف نفوذها والتوسع المتفشي.
''السؤال الذي يجب طرحه من الذي تخدمه السوق؟ هل هو للتركيز على زيادة رأس المال الخاص بالشركات وعمل ثروة على المدى الطويل للأفراد أم أنه لتلبية احتياجات تداولات بعض الأشخاص للحصول على تخفيضات والقليل من المال؟''.
الذي يربط مواطن الخلل لهذا العام هو أنها كانت كل شيء، بطريقة ما، كانت نتيجة لسباق التسلح التكنولوجي الذي بدأ أكثر من عقد من الزمان.
حدث قي التسعينيات ارتفاع في أماكن تداول بديلة، حيث يمكن للمستثمرين التداول دون الحاجة إلى التخلي عن معلومات عن مناصبهم والتي في بعض الأحيان تحرك السوق ضدهم في البورصات التقليدية. شجعت الهيئة ''تجمعات الظلام'' الجديدة لتحدي الاحتكارات القديمة، ولكن تحمل تجزئة التداول عبر عدد متزايد من الأماكن مخاطرها الخاصة به لا تقل عن أسعار متباينة وانقسام السيولة.
ويتطلب توحيد النظام طبقات من القواعد الجديدة لضمان تنفيذ أوامر المستثمرين بسرعة وبأفضل الأسعار، بغض النظر عن أي مكان تداول يتم تنفيذ ذلك فيه أولاً.
قد يدور أمر تنفيذ الآن عبر العديد من المواقع قبل تنفيذه، وذلك وفقا لقواعد الهيئة الصارمة التي أنشئت عام 2007، كنظام إجراءات الوطنية خاص بالسوق.
اجتياز هذا التعقيد يتطلب أنظمة عالية السرعة ويثمر أيضاً عن متداولين ذوي تردد عال يمكنهم الذهاب إلى أكثر من 50 مكانا. في أواخر الثمانينيات، أجري التداول بشكل أساسي في بورصة نيويورك للأوراق المالية، لكن تدفق التداول بمعدل كبير. وفي عام 2003، تم تداول 80 في المائة من الأسهم المدرجة في بورصة نيويورك في البورصة نفسها. ولكن انخفض هذا إلى 21 في المائة اليوم.
انفجرت كمية البيانات التي تتدفق من خلال أنظمة الكمبيوتر، حيث تحلل الخوارزميات جميع الأسواق الجديدة. وقد خلقت الشكوك الكثيرة حيال ذلك فرصا لانتهاكات واسعة.
''من الواضح أن هناك بعض العناصر السيئة''، كما يقول جميل نازارلي، رئيس خدمات التنفيذ في ''سيتاديل''، صندوق التحوط. ويضيف: ''بما أن السوق قد تطور، فإن بعضا من المراقبة والرصد واللوائح يجب أن تتطور للحد من تصرفات هذه العناصر السيئة''.
اختبر تحديث النظام الدائم المطلوب للتعامل مع كل حركات الرسائل الجديدة الشركات التجارية والتداولات إلى أقصى حد. وقد أثبتت حتى أكبرها نقص كما أظهرت ''ناسداك'' و''باتس'' و''نايت'' هذا العام. الدرس الذي يجب الانتباه إليه هو أن ''وول ستريت'' يحتاج ببساطة إلى التحسين في مجال التكنولوجيا.
''التكنولوجيا هي الحل لكل المشكلات التقنية''، كما يقول مورين أوهارا، أستاذ العلوم المالية في جامعة كورنيل. ويضيف قائلاً: ''تبدوا في اللحظة الأولى أنها مشكلة تقنية، وبعد ذلك تصبح مشكلة إدارة مخاطر. وأعتقد أن كل شركة تعي تماماً أن لديها خطر تقني.
شوهد نزارالي، الذي كان يدير قسم التجارة الإلكترونية في ''نايت'' حتى العام الماضي، في حالة رعب حيث واصل صاحب العمل القديم إرسال أوامر أكثر إلى بورصة نيويورك في 1 آب (أغسطس)، فيما يبدو أنه لا أحد قادر على إيقاف البرنامج الخاطئ.
يقول نزارالي، موضحاً صدمته: ''كنا نعرف أن هناك مشكلة في ذلك الصباح والجميع يعلم أن هناك مشكلة كبيرة''.
اتحدت الصناعة معا بسرعة بالتوصل إلى حزمة أخرى بغية منع تكرار كارثة ''نايت'' مرة أخرى وفي هذه الحالة يمكن استخدام خيار ''قتل المحول'' في الحالات القصوى لوقف شركة تجارية للخروج من البورصة. وقال شابيرو إن الخلل الحاسوبي الأخير أظهر أن ''وول ستريت'' لا يعاني إلا ''مشكلات في مبادئ التكنولوجيا''.
يقول ديفيد شيلمان، المدير المساعد في شعبة التداول والأسواق في البورصة: ''إن التقدم في التكنولوجيا أسهم في أن تكون الأمور أكثر تعقيدا وأبعد الأسواق عن التطوير، ولكنه في الوقت نفسه وفر للمشاركين في السوق أدوات لرصد أسعار السوق بكفاءة وتنفيذ استراتيجيات التوجيه لمعالجة هذا التعقيد.
ولكن لازلو بريني، محلل، يقول: ''في نهاية المطاف، نحن نسلم بأن نية هيئة الأوراق المالية والبورصات الطموحة لإنشاء مجال تداول مستو و''دمقرطة'' الاستثمار طغى عليها عالم برك الظلام، وتكرار التداول العالي، والأخطاء في عمليات التجارية وكذلك أدوات خدمة المصالح الذاتية.
السؤال الحاسم في ''وول ستريت'' هو: كم من المسؤولين الرئيسين لتدافع الخروج من الأسهم يمكن أن يوجه إليهم اللوم على مواطن الخلل التكنولوجي. وقد تم سحب أكثر من 500 مليار دولار من صناديق الأسهم المتبادلة الأمريكية منذ عام 2007، وفقا لمعهد شركات الاستثمار. وحتى إن تضاعف مؤشرات الأسهم الرئيسة إلى أدنى مستوياتها عام 2009 لم يسهم في عودة المستثمرين.
''إن عالم المتداول قد تغير، ولكن ليس الأمر كذلك بالنسبة لسوق المستثمر''، يقول بولسن من ويلز، مضيفاً: ''أستطيع التركيز على الأساسيات ووضع استراتيجية طويلة الأجل من شأنها أن تبني الثروة على مر الزمن. كل ما علي فعله هو الابتعاد عن التقلبات اليومية''.
ليس من الصعب العثور على تفسيرات بديلة للتدفقات، حيث تتحول الشركات من شركات بادئة إلى شركات استثمارية ذات دخل ثابت، ما جعل المستثمرين يخشون الأزمة المالية والركود. ومع ذلك، فإن التصور عبر الشارع الرئيس يشير إلى أن السوق اليوم تفضل المتداولين وخوارزمياتهم المتطورة.
كان هناك الكثير من البحث عن الذات بشأن الطريق المتشرذمة التي تتداول بها الأسهم الأمريكية. وفي الوقت نفسه، عملت دول أخرى لتقييد التداول عالي السرعة أو تغيير هيكل السوق، وفي كثير من الحالات كان يتم عرض الولايات المتحدة باعتبارها قصة تحذيرية.
حتى إن بعض المسؤولين الأمريكيين عبروا عن قلقهم إزاء الطريقة التي تتطور بها السوق وألقوا اللوم على الهيئات التنظيمية الرئيسة.
''تتمتع هيئة الأوراق المالية والبورصات بوجهة نظر سباقة نحو العالم''، يقول أحد كبار مسؤولي الهيئة. ويضيف: ''المشكلة في البورصة هي وجود الكثير من الفخر في ابتكار ما تم تطويره والذي كان للأسف موضوعا واسع الانتشار''.
بينما تتحدث الصناعة، يقلق المستثمرون. ويصف أندرو بروكس، رئيس قسم التداول في الأسهم الأمريكية، ''تي رو برايس''، شركة صناديق الاستثمار المشترك، مشاكل البرامج لعام 2012 بأنه ''مسمار آخر في نعش ثقة المستثمرين''.
''يشعر المستثمرون بعدم الاستقرار. أنا قلق. إنها ليست سوى مسألة وقت حيث إن شيئا كبيرا يحدث في السوق ويجب أن يتم إغلاقه من أجل العمل على ما حدث. والتغيير في كثير من الأحيان قد يتسبب في عواقب غير مقصودة. ولم تتم معالجتها بشكل صحيح على مر السنين، ونتيجة لذلك فإننا نسير بسرعة حتى تكون هناك حادثة ونحيد عن الطريق.
تعليقات