مدير تنفيذي يتعامل مع شركة تواجه شبح الإفلاس بقلم جونثان سوبل

الاقتصاد الآن

481 مشاهدات 0


إنه يوم رطب وحار في شهر أيلول (سبتمبر) في طوكيو، ويبدو أن رئيس أكثر الشركات اليابانية المكروهة غير منزعج ببدلته وربطة عنقه. 'اعتقدت أنه يجب علي التهندم قليلاً من أجل المراسلين الصحفيين'، هكذا يشرح كاتسوهيو شيموكوبي الأمر بقليلٍ من الخجل، بينما ننحني لبعضنا بعض ونتبادل البطاقات الشخصية في غرفة استقبال في شركة طوكيو للطاقة الكهربية، 'تيبكو'، الشركة التي تملك محطة الطاقة النووية فوكوشيما دايشي التي انهارت العام الماضي.

الإشراف على 'تيبكو' بالنسبة لهذا الرجل البالغ من العمر 65 ربيعاً ليس سبيلاً للشهرة. مقر الشركة قريب بما فيه الكفاية من مكتب 'فاينانشيال تايمز' في طوكيو، بحيث يمكن من مكاتب المراسلين سماع هتافات المحتجين الغاضبة الذين يجيئون إلى الشركة بانتظام.

بعد مقابلتنا، عقد شيموكوبي مؤتمراً صحفياً ليعلن إنشاء لجنة السلامة، المكونة من يابانيين وخبراء أجانب، وستكون مهمتهم منع انفجار المفاعلات. خلصت اللجنة هذا الشهر إلى أن 'تيبكو' استهانت بمخاطر الطاقة النووية لعقود خوفاً من إثارة المعارضة الشعبية. يعترف شيموكوبي قائلاً: 'بالنسبة للناس هنا في المجتمع، مجرد ذكر اسم تيبكو يثير الاشمئزاز'.

على عكس الرئيس الذي كان قبله، شيموكوبي ليس متمرساً في الشركة، لكنه محام متخصص في إفلاس الشركات وعمليات إعادة هيكلتها، ومن الواضح أنه يستمتع بحرية كونه من خارج الشركة كي يقوم بالنقد.

ولد شيموكوبي في شمال جزيرة هوكايدو، ودرس في جامعة كيوتو، وهي بمثابة تربة خصبة لصفوة المجتمع. كان معدل النجاح في امتحان نظام الاعتماد أقل من 1 في المائة قبل أن يتم تعديله في منتصف بداية هذا القرن.

أطلق النشطاء المناهضون للمحطة النووية على شركة تيبكو رئيسة 'مافيا' الصناعة الذرية، لكن شيموكوبي واجه عصابات حقيقية. كان قد رأس صندوق تعويضات لضحايا ما يعرف بحادثة جوريو لمدة عامين بدأت في 2008، وهي فضيحة احتيال مالي مرتبطة بأباطرة القروض في أكبر تجمع عصابي في اليابان، 'يماجوشي جومي'، ما أوقع ما لا يقل عن 5.500 شخص في ديون غير قانونية عالية الفائدة. تم استعادة نحو 2.9 مليار يورو من حسابات في مصرف سويسرا ووزعت على الضحايا.

في أثناء المحادثة كان شيموكوبي ينتقل بشكل مزعج من الفظاظة إلى حذر المحامين.

بسؤاله حول ثقة الشعب في شركة تيبكو، قال 'بالقطع لا وجود لها'.

لكن ماذا عن الادعاءات بأن محطة فوكوشيما دمرها الزلزال وليس سونامي الذي تبعه فحسب – ما يشير إلى عيب محتمل في البناء؟

يرد قائلاً: 'بناءً على الدليل الذي بين أيدينا الآن، وبناءً على التقصي الذي أجرته شركة تيبكو ومقاييس الأرقام العديدة التي رأيت في الموقع، لا نستطيع الإقرار بأن مثل هذه الاحتمالية حدثت'.

استعادة الثقة الشعبية هي أولوية قصوى للشركة. التلوث من كارثة فوكوشيما أجبر 100 ألف شخص على النزوح من منازلهم، ومن المرجح أن عديدا منهم لن يرجع أبداً. على الرغم من أن السبب المباشر للحادث كان إعصار تسونامي العملاق الذي ضرب نظام تبريد المحطة، شركة تيبكو – التي لديها تاريخ من المشاكل المتعلقة بالأمان وسنوات من التستر قبل الحادث – نالت من اللوم ما نالته الظروف الطبيعية على هذا الحادث. ولثقتها بأنها تحظى برعاية الهيئات التنظيمية واقتناعها بأن مرافقها منيعة، تجاهلت نصيحة بزيادة طول حواجز تسونامي وإزالة مولدات الدعم من الأقبية المعرضة للفيضان. نائب محافظ طوكيو، ناووكي إينوس، قارن الشركة بـ 'وحش سقط في الماء' – حالتها المزرية تمثل أفضل فرصة لتفكيكها أو حتى 'هزيمتها'.

يعلم شيموكوبي أنه تولى عملاً صعباً. تم تعيينه من قبل الحكومة، التي تمتلك نصيب الأسد في 'تيبكو' هذا العام بعد أن أنقذتها من الانهيار المالي بضخها مليار تريليون ين (12.6 مليار دولار) كرأس مال جديد. تدفع الشركة نفقاته لكنه لا يتلقى راتباً.

في المرحلة العمرية التي كان يتقاعد فيها عديد من زملائه، يبدو الرئيس السابق لرابطة محامي طوكيو أنه يرى دوره على أنه خدمة عامة فيما بعد المهنة – على أنه لن يتوقف عن وصفها بهذه الطريقة. 'لم يقل لي أحد ما 'كن الرئيس من فضلك'، هذا ما يقوله. في اليابان، يتم طلب الأفضل بأقل الطرق مباشرة. 'جاء إلي شخص ما قائلاً: 'أتذكر حينما قلنا لك إن لدينا مشكلة في العثور على رئيس'، فرددت قائلاً: 'بماذا تحاولون أن تخبروني'؟ وقالوا: 'لا يوجد شخص آخر'.

وظيفة شيموكوبي السابقة كانت الإدارة الحكومية لصندوق مسؤولية الأضرار النووية، تم تشكيل لجنة للاطلاع على مسؤولية 'تيبكو' عن النازحين وضحايا آخرين. لكنه وقع في هذا الدور أيضاً، بعد أن خدم كرئيس للجنة الخبراء المشكلة من قبل الحكومة التي راجعت حسابات 'تيبكو'. 

وهو اليوم يقارن الشركة بسفينة حربية يابانية شهيرة، 'الياماتو' – وهي النسخة الحربية من 'تايتانك'، التي وصفت بأنها لا تقهر، وتم إغراقها من قبل القوات الأمريكية مع قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية. يقول شيموكوبي إن مديري وموظفي شركة تيبكو، 'يعلمون أن الوضع قاسٍ، لكن ليس باستطاعتهم تصور أن السفينة قد تغرق بالفعل. لا تبدو هذه الفكرة حقيقية'. إنه إعادة تمثيل لمصير محطة فوكوشيما نفسها.

وعلى الرغم من كافة انتقاداته لقصور الشركة فشيموكوبي ليس ناشطاً مضاداً لشركة تيبكو مثل إينوز. في الحقيقة، كون الشركة ما زالت موجودة يرجع له بشكل كبير. في تقرير مثير للجدل، قررت لجنته أنه على الرغم من أن الحادث جعلها مفلسة، فلا يجب أن يتم إشهار إفلاسها.

يقول شيموكوبي: 'يحتكر مشغل شركة تيبكو سوقا كهربية ضخمة، ولتدميره أو وضعه في يد المحاكم قبل أن يكون هناك بديل ملموس سيكون أمراً مستحيلاً'.

المفاوضة حول شروط الإنقاذ تطلبت أربعة أشهر، وتضمنت معارك مع المديرين والسياسيين المناصرين لـ 'تيبكو' حول كل شيء من نسبة تلك الدولة إلى تخفيض الرواتب للمديرين وحجم زيادة معدل عملاء 'تيبكو' من السكان، التي قالت عنها المؤسسة إنها تحتاج إلى تحمل نفقات متعلقة بالحادثة.

ويقول: 'يمكنني الإفصاح عن هذا الآن لأنه ولّى، لكن لو ما كانت شركة تيبكو حصلت على هذا المال قبل حلول شهر تموز (يوليو)، لانهارت مع بداية شهر آب (أغسطس). كان الخطر إلى هذا الحد'.

بالنسبة لمن هم خارج الشركة، فأكثر الأشياء التي تثير الحيرة هي أن الشركة سيئة السمعة، كان باستطاعتها أن تحارب من أجل الاستفادة تماماً. أكدت هذه العملية على عمق ومرونة تأثير 'تيبكو'، وتلك الخاصة 'بالقرية النووية' لمديري المرافق، والبيروقراطيين والمشرعين الذين بنوا صناعة الطاقة الذرية اليابانية، التي ولدت قبل فوكوشيما 30 في المائة من كهرباء الدولة.

من الواضح أنه ممانع لتفكيك 'تيبكو'، سواء كان هذا بتأميم عملياتها النووية، أو بيع أصولها التقليدية أو تقسيمها لشركات منفصلة للتعامل مع توليد الطاقة ونقلها.

ويقول إنه: 'لا يوجد مسار منطقي مباشر' بين تفكيك 'تيبكو' واستعادة الإيمان الشعبي بالشركة أو بخلفائها، والتي سيديرها عديد من المديرين المشابهين والمهندسين وستتم مراقبتهم من قبل نفس الهيئات التنظيمية. 'من الناحية النفسية يمكن تصور الأمر، لكن عملاء شركة تيبكو ليسوا بهذا الغباء، فما يهم هو الجوهر'.


السيرة الذاتية


• المولد: 1947 في سابورو، هوكايدو.

• التعليم: جامعة كيوتو، كلية القانون.

• السيرة المهنية: 1974 بدأ في ممارسة القانون في طوكيو. حيث نمّى تخصصه في إفلاس الشركات وإعادة هيكلتها.

• في أواخر التسعينيات ومطلع القرن الحالي أشرف على إجراءات إشهار إفلاس شركات شهيرة مثل 'نيهون ليزي'، 'تايسي فايرومارين' وغيرها.

• 2003 عين مستشاراً لشركة التنشيط الصناعي اليابانية، 'أي آر سي جي'، الصندوق الحكومي الذي ينقذ الشركات المنهارة مالياً.

• 2005 عين مديراً في 'كانيبو'، شركة النسيج والتجميل المعسرة.

• 2006 خدم في لجنة خبراء لتقصي فضيحة 'ليفدور'.

• 2007 عين رئيساً لرابطة محاميي طوكيو.

• 2011 قاد لجنة من الخبراء لتقييم تأثير حادث فوكوشيما النووي للوقوف على الموارد المالية لـ 'تيبكو'.

• عين لاحقاً رئيساً للصندوق الحكومي الذي يغطي النفقات التعويضية لمن فقدوا منازلهم وأعمالهم.

• 2012 عين رئيساً لـ 'تيبكو'.

 

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك