عن التفكيكية الكويتية؟!.. تكتب د. نرمين الحوطي

زاوية الكتاب

كتب 989 مشاهدات 0


الأنباء

محلك سر  /  التفكيكية.. الكويتية!

د. نرمين الحوطي

 

هذا ما نعيشه الآن من أوضاع لا نعلم أساسها ولا مؤسسها، مثلها مثل المذهب التفكيكي الذي أقامه بعض الشخوص الفنية والأدبية من مختلف الفنون وأنواعها دون الاستناد إلى نظريات وقواعد سابقة يتأسس عليها مذهبهم، فقط قام مذهبهم من أجل الرفض لكل ما هو قديم من أسس فنية راسخة في علم الفن والأدب ومنه اندثرت الحركة لأن ثقلها الفني كان ضعيفا ليس له أساس فني سواء بالرفض أو الاتفاق مع من سبقوهم وبالتالي مع الوقت غابت حركتهم الفنية وأصبحت تذكر للمعلومة فقط دون التعمق أو التبحر في تدريسها وهذا ما سيحدث «للربيع العربي» لأنها حركة شغب سياسي وليست إصلاحا سياسيا، فإذا بحثنا في المذهب التفكيكي نجد أن ما يقوم به بعض الشخوص المتزعمة بأنها أقطاب سياسية أو نقابات أو حركات دينية تتحدث باسم شرائح من المجتمع وهذا ليس بصحيح لأنهم شخوص فردية وليست جماعية كما يوهمون المجتمع الكويتي أو العربي، فهم أناس أقاموا قضيتهم على أفكار شخصية وليست على نظريات مدروسة مسبقة أو عن واقع له أسس صحيحة، فقضيتهم وشعاراتهم مثلها كمثل التفكيكية وقتها قصير واندثارها بسرعة البرق ودويها لن يسمع ولن يكتب في التاريخ.

فإذا نظرنا إلى المذهب التفكيكي لكي ندلل بالقواعد الأساسية له على قضيتنا اليوم وما وجه التشابه مع ما نعيشه في تلك الآونة نجد أن التفكيكية هي منهج فلسفي ظهر بعد مذهب البنيوية قام على الجدال وهذا واقعنا الآن من تلك الشخوص التي تجادل ولا نعلم أسس جدالها وما هي قضيتهم، ففي الكويت مثلا نجد تلك الشخوص على مدار ستة أعوام لم ولن يكون لهم خط سياسي واضح أو قضية نقدر أن نتبناها ونقف معهم فتارة تكون شعاراتهم وخطاباتهم تحت مظلة «سرقة المال العام» وتارة أخرى يتناولون قضية «القروض» ومابين هذه وتلك وقضاياهم التي لم ينتج عنها إلا توقف عجلة الانتاج والتقدم في الكويت نصل معهم إلى التدخل في شأن الامارة وهنا نقف ونقول لهم: توقفوا عن الهرج قبل أن تنادوا بالدستور تصفحوا الدستور وتفهموا مواده ونذكركم بالبعض منها والتي تتعمدون نسيانها وهي كل من المواد الآتية: 54 و67 و71 و72 و73، بالفعل إنكم تنتمون إلى المفككين الذي نادوا بفك النص وفك اللون وغيرها الكثير من القوانين التي وضعها أرسطو والقواعد الكلاسيكية وبرغم من اعتراضهم إلا أنهم وجدوا ضرورة وجود النص ووحدة اللون وعندما يئسوا باءت تجربتهم بالفشل الذريع وهذا ما قمتم بفعله تعرضتم للدستور وأخيرا عندما أفلستم لم تجدوا في نهايتكم إلى اللجوء إلى الدستور وتناسيتم أن الدستور هو الأمير حفظه الله ورعاه والأمير هو الوطن.

أيام عديدة وقد تكون معدودة وسنشاهد ونسمع بأن المفككين في الكويت قد انتهوا وسيصبحون أناسا تصرخ بنصوص مبهمة مفككة تتبع لمذاهبهم التغريبية التي تبنى على وجود النص مع استحالة الفهم ولكن لن تجد من يسمعها أو يقرأها، ها نحن شعب الكويت ننتظر شمس الحقيقة تنير أرضنا بأمل جديد ونهج موحد تحت راية صاحب السمو الأمير والدنا الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه وحفظ شعب الكويت للكويت.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك