مشعل الذايدي يكتب: لن نسمح لك !!

زاوية الكتاب

كتب 13068 مشاهدات 0


لن نسمح لك

تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكن لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.. هذه هي الرسالة التي توصل إليها الشعب الكويتي وقرر أن يوصلها إلى السلطة التنفيذية في البلاد يوم الأحد 21 من أكتوبر الجاري. فعلى مدار ما يقارب السبع أعوام الماضية ظل المواطن الكويتي يتم خداعه أو ينخدع على أمل أن تنصلح الأمور وأن يوفي القائمون على أمر البلاد بوعودهم المستمرة. وقد غر هذا الصبر الطويل القائمين على أمرنا وصاروا يرددون إن الكويت بمنأى عن الربيع العربي ومطالب التغيير المتعالية في العالم العربي. إلا أن المواطن الكويتي كان هو المفاجأة، فأي صبر هذا الذي يمكن أن يطول بعدما صارت الأمور واضحة للجميع؟! فالمواطن كان لديه الاستعداد أن يصبر أكثر لو أنه رأى وعدا واحدا يتحقق أو بوادر أي إصلاح تلوح في الأفق، بل على العكس لم يجد إلا الفشل الذريع في كافة المجالات من خطة تنمية مشبوهة إلى حلم مركز مالي كاذب إلى انهيار على مستوى التعليم والصحة والخدمات ورغبة مستمرة في الاستحواذ على كافة الصلاحيات! حتى صلاحيات المواطن نفسه التي كفلها له الدستور عندما نص على أن الشعب هو مصدر السلطات. فعلى مستوى السلطة التشريعية استخدمت الدولة المال السياسي مع نواب الشعب وعندما جاء مجلس قوي يستطيع أن يقدم مشاريع إصلاحية قامت السلطة بحله! حتى القضاء سعت الدولة لتسييسه وإقحامه في معركة ليست معركته على الإطلاق فجعلته محاربا عنها بالوكالة ليواجه الإرادة الشعبية! ومن هنا فقد المواطن الكويتي الثقة في جميع مؤسسات الدولة . ورغم كل ما سبق من انحرافات واضحة للجميع إلا أن المواطن الكويتي كان يستخدم أقل مستوى من مستويات التعبير لإصال امتعاضه للسلطة
وأخيرا صدر ذلك المرسوم المشئوم الذي هز الكويت وقتل كل الآمال. إذن وجد المواطن الكويتي نفسه مطالَبا بأن يحمي حقوقه الدستورية وأن يفعّل المادة 44 من الدستور التي تعطيه حق التظاهر السلمي فخرج غاضبا في مشهد تاريخي ضم 150 ألفا من المواطنين وبشكل سلمي لا يملكون إلا أصواتهم ليرفعوها منادين بحقوقهم. وإذا بالمواطن يجد نفسه أمام مقنعي القوات الخاصة الذين تعاملوا مع المواطنين كأنهم مجرمون لأنهم أرادوا أن يطالبوا بحقوقهم، فأمطروا المتظاهرين بوابل من القنابل المسيلة للدموع الصوتية وضربوا المواطنين بالمطّاعات كالأغنام. وقد كان سترا من الله أن المواطنين تحلوا بالصبر والهدوء وأظهروا رقيهم الأخلاقي حينما واجهوا هذا العدوان بكلمة واحدة هي 'سلمية'. إن الكويت اليوم تقف على مفترق طرق، إما أن يسحب الكتاب المشئوم وتلبى الإرادة الشعبية أو أن تدخل السلطة في مواجهة سيكون الرابح فيها هو الشعب؛ فتاريخيا كل من واجه الشعوب كان هو الخاسر.

مختصر مفيد :
بصفتي شاب امثل ابناء جيلي الذين مشيت معهم في مسيرة كرامة وطن اقول لكل من يحاول ان يعبث بحقوقنا ويسلب شمس مستقبلنا اننا بالتأكيد .. لن نسمح لك

مشعل الذايدي

الآن - رأي: مشعل الذايدي

تعليقات

اكتب تعليقك