عبد الرحمن الحسيني يكتب عن 'مطشر الكبيح'

زاوية الكتاب

كتب 13216 مشاهدات 0


مطشر الكبيح والجوارين هامة تعانق السماء
 

رغم أنني قررت أن أقضي أيامي القادمة بعيداً عن ضجة الاعلام وما يلحقها من سياسة في رحلة استجمام تدفعنا للأفضل، إلا أنه ساءني ما بلغني من إساءات البعض لما نقلته إحدى وسائل الاعلام عن مناسبة لكبير من كبار عشيرة الجوارين الشيخ مطشر الكبيح الشمري والذي أدلى من خلاله برأيه السياسي وتوجهاته وما بلغ هذا الحدث من تعليقات عبر الوسط الالكتروني 'تويتر' وغيره إما من 'جهلاء' وإما من بعض المحسوبين على التيارات السياسية، في قرارة نفسي أؤمن بحرية الرأي والرأي الأخر وأن للجميع الحق في التعبير عن توجهاتهم وآرائهم في المقابل يحق للطرف الآخر الانتقاد وليس ' التجريح ' لأن الانتقاد يهدف للإصلاح أما التجريح فهو من باب السخرية التي نهى عنها ديننا الحنيف وهي تنافي الأخلاق والفضيلة.

إن هذه العشيرة الكريمة التي استوطنت بادية الكويت وبادية جنوب العراق يشار إليها بالبنان وقد اشتهروا بين الناس بلقبهم المعروف ( كبار المناسف ) وهو لقب أطلق عليهم إشارة إلى كرمهم في الضيافة وتقديرهم للضيف وهذه من أنقى صفات العربي المتمسك بتراثه وتاريخه، ولقب فرسانهم بـ ( المهابيل ) نظراً لشجاعتهم في ميدان العارك ولعل هذا يتجلى لنا في أحدى المأثورات عنهم وذلك أنه في سنة 1914م قاتل رجال عشيرة الجوارين في الشعيبة بجانب الشيخ مبارك الكبير الجيش العثماني وتكلل ذلك بالنصر وأسر قائدهم الطابور قاسي حيث أتوا به لمضيف شيخهم ابن كبيح ليرددوا بيتهم المشهور : (( قلنا لك يا بيك احذر ** عقب الشاي اشرب دمٍ أخضر )) أي قلنا لك يا 'بيك' وهو لقب تركي الحذر من معاداتنا وقتالنا وبعد ان كنت في كنف الراحة تشرب الشاي اليوم تشرب الدم الأخضر وهو كناية عن القتل والهزيمة، كما لهم العديد من المعارك نذكر منها معركتي ( كون الروضة ) و ( كون جريشان ) في الروضتين ضد الإخوان وذلك في سنة 1924م ، ومن أشهر ما نقل عن كرم شيوخ الكبيح الكرام ما نظمه أحد رجال العشيرة في حضرة الشيخ صباح الناصر الصباح (( اترك كل مطعم لو كنت جوعان && أذكر لك مضيف بو غافل للكرم عنوان ، نزل عند أخو مريم وأشعل الدخان && الشايف منسف ناصر عشرة وما شالوه )) حيث دعوا بها الضيوف إلى قصد مضيف الشيخ ناصر الكبيح ' أبو غافل ' المشهور بالكرم الذي حل ضيفا عند الشيخ صباح الناصر ' أخو مريم ' وهي نخوة آل الصباح حيث أن منسف الشيخ من كثرة الخير الوفير فيه لا يقدر عشرة من الرجال على حمله.

من الناحية النسبية تشير المصادر المعتبرة إلى أن شيوخ عشيرة الجوارين ' آل كبيح ' هم من آل علي من الجعفر من عبدة من شمر و ' كبيح ' أو 'قبيح' نسبه: قبيح بن قحيص بن جابر بن سلمان بن جبر بن عقيل بن محمد بن عبدالمحسن بن علي أي أنهم من بني عمومة آل رشيد حكام حائل المشهورين، وفي عشيرة الجوارين عدة أفخاذ والعديد منها تنتسب لشمر وكذلك من غير قبيلة شمر وجميعهم معلومي النسب من أصول نقية مشهورة بالمجد والتاريخ العريق.

أرى أن ما قام به الشيخ مطشر الكبيح 'أبوعبدالله' وفي حديثه باسم عشيرة الجوارين سواء وافقنا رأيه أم خالفناه هو أمر نشجعه لقبائل الشمال التي إلتزمت الصمت فترة طويلة مما جعلها تكون على الهامش واقصاءها من التمثيل السياسي ولعلها بادرة خير وبداية لتغيير في نهج هذه القبائل التي كان لصمتها الأثر السلبي على أبناءها، ولعل 'أبوعبدالله' في هذه المبادرة سيشجع البقية على الاقتراب من الأضواء.

نقول لأبو عبدالله ' خطاكم السو والله يرزقكم الصحة والعافية ويشافي مريضكم ويوفقكم لما يحبه ويرضاه '

ونقول لكل من هاجمه ' قبل أن تهاجم وتدعي أن فلان يمثلك أو فلان لا يمثلك لو كنت تدرك جيداً قدر من تتحدث عنه لآثرت الصمت بدلاً من الحديث'

---

همسات من الماضي : ذكر ديكسون في كتابه الكويت وجاراتها الجزء الأول متحدثا عن عشائر المنتفق (( كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها إلى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها، أشتغلت الحكومة كثيراً بل أذاقت السلطة الحاكمة العطب. لم تذعن لضيم. وقدرة امارتها ظهرت في حسن ادارتها، والطاعة المطلوبة من العشائر مقرونة بالاذعان الصادق. وفى نفرة الاجنبى مشهودة في ما جرت من حروب.))

ابنكم السيد عبدالرحمن العزي الاعرجي الحسيني الهاشمي

الآن - راي: عبد الرحمن الحسيني

تعليقات

اكتب تعليقك