الايرانيون يهربون من عملتهم إلى الذهب التركي
الاقتصاد الآننوفمبر 1, 2012, 1:27 م 657 مشاهدات 0
دفع التدهور المتواصل في العملة المحلية الايرانية الى ارتفاعات قياسية في الطلب على الذهب، مما أنعش في النهاية الصادرات التركية من الذهب والتي يشتري الايرانيون جزءاً كبيراً منها في محاولة للحفاظ على مدخراتهم.
وسجل الريال الايراني انخفاضاً حاداً أمام الدولار الأمريكي تجاوز السبعين في المائة خلال العام ونصف العام الماضيين، كما سجل أيضاً هبوطاً كبيراً أمام كافة العملات الأخرى بنسب مختلفة، فيما سجل التضخم في البلاد نسباً مرتفعة، ما أدى الى ارتفاع كبير في أسعار السلع والمواد الأساسية خاصة تلك المستوردة من الخارج.
واظهرت أحدث البيانات المتعلقة بتجارة الذهب في العالم أن تركيا تربعت على رأس أكبر مصدري الذهب في العالم خلال شهر سبتمبر الماضي، بمبيعات بلغت قيمتها الاجمالية 1.6 مليار دولار أمريكي، فيما حلت دولة الامارات العربية المتحدة ثانياً في تصدير الذهب الى الخارج بمبيعات بلغت قيمتها الاجمالية 1.4 مليار دولار، تلتها ألمانيا التي بلغت مبيعاتها من الذهب في سبتمبر 1.1 مليار دولار.
وأوضحت جريدة 'فايننشال تايمز' البريطانية هذه الأرقام بأنها تعود الى ارتفاع الطلب الايراني على الذهب بسبب انهيار العملة المحلية وارتفاع نسب التضخم، ما جعل الايرانيين يتدافعون على الذهب لشرائه من أجل الحفاظ على مدخراتهم المالية، وتجنب آثار التدهور في سعر صرف الريال الايراني.
وبحسب الصحيفة البريطانية فان الارتفاع في الطلب الايراني أنعش صادرات تركيا من الذهب، في الوقت الذي شددت فيه دولة الامارات من العقوبات الاقتصادية على ايران تماشياً مع القرارات الدولية، وهي التي كانت وسيطاً تقليدياً لتصدير الذهب الى ايران، ما أدى في النهاية الى أن تتربع تركيا على عرش أكبر مصدري الذهب في العالم، بينما تتراجع الامارات لتحل ثانياً.
ويعكس الطلب الايراني المرتفع على الذهب حالة عدم الثقة بالاقتصاد المحلي، والتوقعات بانهياره في أية لحظة، حيث يمثل الذهب الملاذ الأكثر أمناً في حالات الأزمات، كما أن العملة المحلية الايرانية بدأت تختفي تدريجياً من كثير من الأسواق الخارجية، بما فيها أسواق الشرق الأوسط، نتيجة عزوف تجار العملات عن قبولها بسبب انخفاضها المتواصل منذ أكثر من عام ونصف العام، مع تشديد العقوبات الدولية على الاقتصاد الايراني.
وكانت جريدة 'التايمز' البريطانية قد توقعت في تقرير مطول لها الاسبوع الماضي أن ينهار الاقتصاد الايراني خلال الشهور القليلة المقبلة، وذلك استناداً الى ما كشفته الصحيفة من أن احتياطي العملة الاجنبية المتوفر في البلاد لا يكفي سوى لشهور معدودة فقط من أجل تسديد احتياجات البلاد من الواردات والتي يتم سداد أثمانها بالعملة الأجنبية. كما أشارت 'التايمز' الى أن كمية النقد الأجنبي المتوفرة في طهران أقل بأكثر من 40% مما هو معلن من قبل الحكومة الايرانية.
تعليقات