«ساندي» لا يؤثر في الاقتصادات العربية

استبعدت دوائر اقتصادية ومالية أن يكون لإعصار «ساندي» الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة، أي أثر على اقتصاد المنطقة العربية، على رغم أنه أصاب المستثمرين في الأسواق العالمية ودفعهم إلى البحث عن ملاذات آمنة والابتعاد عن الاستثمارات ذات الأخطار العالية حتى اتضاح نتائجه وانعكاساته على الاقتصاد الأميركي الذي يمثل ثلث الاقتصاد العالمي.

وعلى رغم تراجع أسواق الأسهم في بعض أسواق المال العربية منذ اندلاع الإعصار وتوقف حركة الشحن بين المنطقة وبعض الولايات الأميركية، توقع خبراء اقتصاد أن يكون أثر «ساندي» على المنطقة «محدوداً»، لا سيما أن أسواق الأسهم فتحت أمس «في شكل طبيعي»، كما أعلن مدير الاستثمار في شركة «ضمان للاستثمار» وليد الخطيب. وعزا خبراء التراجع الذي شهده بعض أسواق المال العربية إلى أسباب نفسية تزامناً مع نتائج بعض الشركات التي جاءت دون المتوقع، إضافة إلى لجوء المستثمرين إلى عمليات جني أرباح خلال الجلسات التي سبقت عيد الأضحى المبارك.

وأكد الخطيب أن الإعصار قد يكون له أثر سلبي على نفسية المستثمرين في المنطقة على المدى القريب، لكنه لن يؤثر في أسواق الأسهم الإقليمية على اعتبار أنه ليس عملاً إرهابياً بل كارثة طبيعية كانت متوقعة. وتوقع أن يؤثر الإعصار على شركات التأمين العالمية لا الإقليمية التي لا تغطي إلا الأسواق المحلية، مرجحاً ارتفاع أسعار التأمين في العالم وفي المنطقة.

ودفع الإعصار شركات النقل البحري ووكلاء خطوط الملاحة العربية إلى حال استنفار داخلية لمعرفة مدى أثره على حركة النقل خلال الأيام المقبلة، بينما توقعت مصادر اقتصادية أن يؤثر في حركة النقل بين المنطقة وعدد من الولايات الأميركية خلال الأيام المقبلة نتيجة ارتفاع كلفة الشحن. وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة «هوم تاون لإدارة الصناديق الاستثمارية» وليد شهابي أن «تداعيات إعصار ساندي ستنعكس على الاقتصاد الأميركي، والقلق سينصب على طبيعة النمو في الولايات المتحدة على المدى القصير، وأثره سيكون أكبر في حال انعكس على الانتخابات».

وساهمت حال الغموض في شأن نتائج الشركات الأميركية والمخاوف المتعلقة بالاقتصاد العالمي وأزمة منطقة اليورو، في تعميق المشكلة في الأسواق العالمية التي تشهد تداولات «أقل من المعتاد» مع دخول الإعصار إلى السواحل الشرقية للولايات المتحدة، ما تسبب في منتصف الاثنين الماضي في هبوط مؤشر «فوتسي» العالمي، الذي يقيس حركة المؤشرات الرئيسة للأسواق في العالم، 0.3 في المئة، ومؤشر «آسيا والباسفيك» 0.2 في المئة، كما أنهى ابرز الأسواق العربية تداولات الثلثاء والأربعاء الماضيين على تراجع.

 

... ويكبد نيويورك 200 مليون دولار يومياً

قال المراقب المالي لمدينة نيويورك جون ليو أمس، إن تداعيات الإعصار ساندي تكبد المدينة ما يصل إلى 200 مليون دولار يومياً بسبب توقف نشاطات اقتصادية تتراوح بين بيع شرائح البيتزا وإبرام صفقات دمج الشركات وتعاملات أخرى في وول ستريت.

وتحقق مدينة نيويورك في المتوسط ما يصل إلى بليوني دولار يومياً من نشاطات اقتصادية شتى. لكن ليو قال لوكالة «رويترز» إنها قد تفقد عشرة في المئة أو أكثر من هذه الأموال إلى الأبد. ولم يتضح بعد تأثير الإعصار على العاصمة المالية للعالم في الأجل الطويل، لكن يتوقع أن تستعيد المدينة جزءاً كبيراً من هذا النشاط.

وقال ليو: «خلال الأيام القليلة الماضية تراجع النشاط الاقتصادي إلى نحو 20 في المئة من حجمه المعتاد. هذا انخفاض شديد. ويرجح ألا يعود النشاط إلى 100 في المئة قبل فترة من الوقت».