شركات التقنية اليابانية تتقبل أخطاء الماضي على مضض بقلم جوناثان سوبل
الاقتصاد الآننوفمبر 4, 2012, 11:04 ص 674 مشاهدات 0
في استعراض شركتي باناسونيك وشارب لأرباحهما هذا الأسبوع، الذي تضمن تقديرات تشير إلى خسائر صافية تبلغ 15.2 مليار ين للشركتين معا هذا العام، بالكاد تم ذكر التأثيرات الضاغطة للأرباح، الناشئة عن تخفيض طال أمده لقيمة العملة اليابانية. وبدلاً من ذلك جرى الحديث مع المستثمرين حول أخطاء استراتيجية حدثت في الماضي، أسفرت عن مليارات الدولارات من المبالغ الاستثمارية المشطوبة. وقال تاكاشي أوكودا، رئيس شركة شارب منذ حزيران (يونيو)، إنه 'في غاية الأسف'. وعلى مدى سنوات ظلت شركات الإلكترونيات الاستهلاكية اليابانية تستثمر أقل من اللازم وأيضا أكثر من اللازم. في الثمانينيات، عندما كانت الشركات اليابانية تتخطى يوما بعد آخر شركات الصناعات التحويلية الأمريكية، المهيمنة على السوق آنئذ، كان الأمريكيون يتعجبون من كم الأموال الهائل الذي يخصصه اليابانيون للبحوث والتطوير وبناء مصانع أفضل وأكثر حداثة، معتبرين ذلك درساً أنموذجياً في قيمة التفكير طويل المدى. لكن اليابان هي التي باتت متخلفة في الإنفاق الآن. فمنذ عام 2000 خصصت شركة سامسونج الكورية الجنوبية – التي تعد أكبر شركة إلكترونيات في العالم من حيث المبيعات – ما متوسطه 12 في المائة من عائد المبيعات للاستثمارات الرأسمالية، أي ما يعادل نحو ضعف المتوسط في 'باناسونيك' و'سوني' و'شارب'. وحينما كان اليابانيون يستثمرون، كان ذلك غالباً في المجالات الخاطئة – كإنتاج الشاشات المسطحة للتلفاز والألواح الشمسية التي باستطاعة المنافسين الأجانب أن يصنعوها بأسعار أقل. شركة شارب التي يبلغ عمرها قرنا من الزمان، والتي بدأت بصنع أقلام رصاص آلية، هي أكبر الشركات الإلكترونية المتعثرة في اليابان، بصافي خسائر يقدر بـ 450 مليار ين (4.6 مليار دولار). وستكون الخسائر التي توقعتها هذا الأسبوع ثاني أكبر عجز مالي خلال سنتين. والعام الماضي تضاعف معدل صافي الديون إلى الأرباح قبل الفائدة والضرائب وحسومات أخرى، ليقفز من 1.7 مرة إلى 4.4. وبالأمس خفضت وكالة ستاندار آند بورز تصنيف 'باناسونيك' الائتماني طويل الأمد درجتين، من - A إلى BBB، في حين خفضت وكالة فيتش تصنيف 'شارب' الائتماني إلى - B. وقالت 'فيتش'، إنها 'لا تتوقع أي انعطاف جذري جاد في العمليات في أعمال شارب الرئيسية على المديين القصير والمتوسط'. وضمنت 'شارب' لنفسها راحة مؤقتة في أيلول (سبتمبر) الماضي، عندما أمنت 360 مليار ين قروض طوارئ من مصارفها اليابانية، يقول محللون إن عليها أن تعطي تمويلات تشغيل كافية حتى حزيران (يونيو) المقبل على الأقل، عندما يحل أجل القروض. والمفاوضات مع هو هاي، من تايوان، حول استثمار 67 مليار ين، كان قد تمت الموافقة عليها مبدئيا في آذار (مارس)، توقفت الآن وتحاول الشركة الحصول على أموال بوسائلها الخاصة – بتقليل الوظائف وتخفيض الأجور وبيع المصانع الخارجية ورهن المكاتب اليابانية. وأياً كان، فليس من بين ذلك حلٌ طويل الأمد. وتحاول 'شارب' أن تحول من تركيزها على أجهزة التلفاز وألواح الطاقة الشمسية إلى شاشات الكريستال السائل 'إل سي دي' لأجهزة الهاتف الجوال الذكية والحواسيب اللوحية، لكن حتى مع هذا لا تزال تعاني تأخيرات وتخسر أرضية لمصلحة المنافسين، حسبما يقول توهيشيرو يوموتو، محلل الائتمان لدى شركة نومورا.
تعليقات