نجاح 'كرامة وطن 1 و2' فاق كل التوقعات.. برأي محمد الجاسم
زاوية الكتابكتب نوفمبر 5, 2012, 11:52 م 2154 مشاهدات 0
الكويتية
الميزان / المرسوم.. مناسبة!!
محمد عبد القادر الجاسم
حققت مسيرة «كرامة وطن» الأولى والثانية نجاحا مهما من عدة جوانب. فمن جهة كانت الأعداد المشاركة في المسيرتين عالية جدا وفاقت كل التوقعات، ومن جهة ثانية كان الالتزام بسلمية المسيرة التزاما مثاليا، ومن جهة ثالثة كانت المشاركة عامة، أي من جميع فئات المجتمع ومن جميع الأعمار نساء ورجالا.
ولا يخفى أن نجاح العمل الشعبي في الكويت مسألة في غاية الأهمية، فلعدة سنوات كان الجمهور الكويتي مجرد «جمهور ندوات» يستمع للمتحدثين ويصفق ثم يغادر مكان الندوة، أما اليوم فقد أصبح الجمهور الكويتي هو العنصر الفاعل الرئيسي في الحراك الشعبي، وهذا بلا شك تطور مهم لا يمكن إغفاله. إن نجاح الشباب في تنظيم المسيرات لا يقاس بسحب مرسوم الصوت الواحد، فعملهم، كما يبدو، طويل المدى، وأصبحوا الآن اللاعب الرئيسي في المشهد السياسي الكويتي، على نحو سوف يغير كثيرا المعادلات السياسية السائدة لعقود طويلة. إن من قبيل قصر النظر ربط نجاح المسيرات بسحب مرسوم الصوت الواحد.
وفي تقديري الشخصي فإنه سوف ينتج عن الأزمة السياسية الراهنة تغييرات مهمة على صعيد العمل الشعبي وقيادته، فبعض القيادات التقليدية غير قادرة على التأقلم مع حركة الشباب ولا مع توجهاتهم، وبالتالي فإنهم سوف يخسرون مكانتهم التقليدية، أما من يواكب تلك الحركة ويشارك فيها فإنه سوف يحافظ على وجوده السياسي وتأثيره أيضا.
أما على مستوى العلاقة السياسية بين الشباب والسلطة فإنه يجري حاليا، ومن خلال المسيرات وغيرها من أشكال العمل الشعبي، إعادة تشكيل تلك العلاقة وفق أسس جديدة لا تمت لقواعد الماضي بصلة.. علاقة تتخطى كافة الحواجز الاجتماعية التقليدية.. علاقة جوهرها تفعيل مبدأ السيادة للأمة.
إن من الذكاء السياسي أن تتم دراسة الأحداث الراهنة والتعرف على نتائجها المستقبلية.. فسحب مرسوم الصوت الواحد هو مجرد «مناسبة» للأحداث ولا يشكل غايتها أو جوهرها.. إن شباب الكويت يضع قواعد جديدة لمستقبل مختلف للكويت.
تعليقات