تدمير مبنى شرطة غزة بالكامل

عربي و دولي

إسرائيل تواصل غاراتها والضحايا 75 حتى الآن ، ومؤشرات تحرك عربي ودولي

1197 مشاهدات 0

طفل انتشل من بين أنقاض خلفتها غارات إسرائيل

ارتفع إلى 75، نصفهم تقريبا من النساء والأطفال، عدد شهداء خمسة أيام من الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، أكثر من ثلثهم تقريبا سقط أمس الأحد، الذي كان أعنف أيام العدوان، وكان بين ضحاياه إعلاميون.

ومن أحدث الأهداف التي طالها سلاح الجو الإسرائيلي فجر اليوم مركز العباس للشرطة في مدينة غزة، وهو ثاني أكبر مقر لهذا الجهاز في القطاع.

وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن المبنى دمر بالكامل، وإن الانفجار كان من الشدة أن اهتزت له المباني المجاورة في حي الرمال، وأصيب العديد من سكانها بجروح بسيطة.

وكانت الطائرات الإسرائيلية دمرت الأسبوع الماضي مدينة عرفات للشرطة، أكبر تجمع للشرطة تديره حماس في القطاع.

أعنف يوم

وقد سقط أمس 30 شهيدا في قصف من الجو والبحر طال مناطق مختلفة من القطاع، عشرة منهم من عائلة واحدة -بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء- استشهدوا عندما دمر مبنى سكني وسط غزة بالكامل.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المستهدف بالقصف يحيي عبية، وهو أحد قياديي كتائب عز الدين القسام الذراع المسلحة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، المشرفين على سلاح الصواريخ، دون أن يوضح إن كان قتل في الغارة.

وطالت بعض الغارات مقرات مدنية تتبع الحكومة المقالة ومنازل سكنية.

إعلاميون

وفي غارات أخرى، استهدفت بنايتان تؤويان مكاتب إعلامية، حسبما ذكر شهود عيان. وجرح ثمانية صحفيين في الغارات التي تضررت منها مكاتب تابعة لتلفزيون الأقصى الناطق باسم حماس، ولقناة سكاي نيوز البريطانية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان يستهدف 'هوائيات بث تستعملها حماس للقيام بالنشاطات الإرهابية'، واتهم الحركة باستعمال الصحفيين دروعا بشرية.

وتحدث الجيش الإسرائيلي أمس عن 1100 هدف ضرب في غزة منذ الأربعاء، في غارات متواصلة سقط فيها أكثر من 700 جريح.

صواريخ المقاومة

في المقابل قال الجيش الإسرائيلي إن 800 صاروخ أطلقت من غزة في اتجاه إسرائيل منذ الأربعاء، اعترض 302 منها، فيما لم يبلغ 99 الأراضي الإسرائيلية وسقط داخل القطاع.

وحسب متحدثة إسرائيلية، اعترضت القبة الحديدية 222 صاروخا، في حين سقط 26 صاروخا في مناطق إسرائيلية مأهولة.

وأمس أطلق 125 صاروخا من غزة، أسقط عشرات منها في الجو، بينها أربعة استهدفت تل أبيب، وآخر سقط في شمال هرتسليا على بعد 80 كيلومترا من القطاع.

وكان 20 إسرائيليا أصيبوا بجروح بعضها خطير في سقوط صاروخ على أوفاكيم جنوبي إسرائيل وعلى عسقلان.

ونشرت إسرائيل بطارية خامسة مضادة للصواريخ ضمن منظومة القبة الحديدية لم يكن مقررا دخولها الخدمة قبل 2013، فيما تنتشر البطاريات الأربع الأخرى قرب حدود غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الطرقات المحيطة بغزة منطقة عسكرية مغلقة، وحشد مئات من جنوده وآلياته الثقيلة على طول القطاع، مستدعيا آلافا من جنود الاحتياط في ما قد يكون مؤشرا على عملية برية.

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غانتس إنه أمر بتكثيف العمليات واستهداف قادة حماس.

وكان قد غادر البارحة مسؤول إسرائيلي رفيع القاهرة حيث بحث فرص التوصل إلى هدنة في غزة، وهي هدنة طلبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضمانات دولية لتقبلها، بينما دعت السلطة الفلسطينية لقمة للجامعة العربية التي سيحل وفد منها بالقطاع في زيارة تضامنية في وجه العدوان الإسرائيلي.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة قولها إن المسؤول الإسرائيلي -الذي زار القاهرة لساعات- عرض على المخابرات المصرية مسودة اتفاق هدنة والبدء في فتح المعابر ورفع الحصار عن غزة مع التعهد بإنهاء سياسة الاغتيالات 'مقابل وقف إطلاق الصواريخ'.
 
وكان الرئيس المصري محمد مرسي تحدث السبت عن مؤشرات على هدنة قريبة، لكنه قال إنه لا ضمانات بشأنها.

شروط حماس

وقد التقى مرسي وفدا رفيعا من حماس يقوده رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.

وقال رئيس مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة إبراهيم الدراوي للجزيرة نت إن مشعل عرض موقف حماس من التهدئة التي تريدها الحركة متكافئة ومتبادلة وتشمل فكا للحصار.

وقال يوسف أحمد وهو قيادي بحماس لإذاعة صوت فلسطين الرسمية التابعة للسلطة إن حماس تشترط لقبول الهدنة رفع الحصار، إلى جانب وقف الاغتيالات.

وقد بحث أيضا مشعل وضع غزة مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي قال للجزيرة إن إسرائيل بسبب طبيعتها لن توقف هجمتها إلا إذا جوبهت بمقاومة صلبة، داعيا لرفع الحصار، وشاكرا للرئيس المصري فتحه معبر رفح وتقديمه المعونة الإنسانية للقطاع.

واستشهد أكثر من 70 فلسطينيا في القطاع في خمسة أيام جراء الغارات الإسرائيلية، فيما لقي ثلاثة إسرائيليين مصرعهم بصواريخ المقاومة.

كما التقى مشعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي حذر إسرائيل من أن الظروف الراهنة تختلف عن ظروف 2008، في إشارة إلى العدوان السابق على القطاع.

وقالت تحليلات إسرائيلية إن القيادة الإسرائيلية راضية بنتائج عملية 'الزوبعة'، وقد تكون جاهزة لقبول هدنة.

لكن المحلل الفلسطيني إبراهيم الدراوي يرى هو الآخر أن موقف حماس تقوى بالمساندة السياسية الواضحة من مصر وقطر وتركيا، فضلا عن نجاحها في استهداف العمق الإسرائيلي لأول مرة.

تحرك عربي

وتأتي هذه التطورات في وقت يحل فيه وفد وزاري عربي يقوده الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالقطاع هذا الثلاثاء، تعبيرا عن التضامن العربي مع غزة.

وكان وزراء الخارجية العرب قرروا في ضوء العدوان 'إعادة تقييم الموقف العربي' من مبادرة السلام العربية.

وسيكون ضمن الوفد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، لتكون أول مرة منذ 2007 يزور فيها وزير بحكومة رام الله القطاع، الذي تسيطر عليه حماس.

وتحدث المالكي عن زيارة 'باسم الجامعة العربية'، دون الإشارة إلى ترتيبات معينة مع الحكومة المقالة.

وقد دعت السلطة الوطنية الفلسطينية على لسان الرئيس محمود عباس لقمة عربية عاجلة تبحث العدوان، ولاجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكل الفصائل بما فيها حماس.

ووقعت حماس وحركة التحرير الفلسطينية (فتح) العام الماضي اتفاق مصالحة شاملا، لكنه لم يتجسد.

ومن غزة كان وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام حذر إسرائيل بأن ما كان مباحا ماضيا لم يعد متاحا الآن بسبب التغيرات التي عرفها العالم العربي.

تحركات دولية

من جهته حل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بإسرائيل في إطار المساعي الدولية لتحقيق وقف لإطلاق النار، فيما استبق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارة للمنطقة بدعوة إسرائيل والفصائل الفلسطينية لدعم جهود التوصل إلى هدنة.

وأبدى بان 'حزنه العميق' لمقتل عشرة من عائلة فلسطينية واحدة بغارة إسرائيلية، و'ارتياعه' لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

ولم تحدد الأمم المتحدة محطات الزيارة، لكن الصحافة الإسرائيلية قالت إنه سيزور تل أبيب، فيما قالت السلطة إنه سيزور أيضا الأراضي الفلسطينية.

من جهته طالب وزير الخارجية الأسترالي بوب كار الاثنين إسرائيل بإظهار ضبط النفس في عمليتها العسكرية بغزة. وإذ أدان إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل، إلا انه شدد في حديث إلى راديو 'آي بي سي' الأسترالي على ضرورة أن يبذل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي كل جهد ممكن لحماية المدنيين وتفادي خسائر إضافية. وحث إسرائيل على التفكير بتمعن بشأن ردها وباحتمال تكبد المدنيين عبئاً كبيراً.

لكن كار أوضح انه يدعو إسرائيل لضبط النفس منطلقاً من كونه يدين بشدة إطلاق صواريخ 'من قبل حماس وكيانات إرهابية مرتبطة بها' من غزة. وختم بالقول انه 'فيما يواجه الشرق الوسط بعض الغموض، وفي ظل وضع سيباسي معقد وخطير، ثمة مكاسب كثيرة من ضبط النفس حتى فيما يعتبر الغضب الذي يشعر به الإسرائيليون مفهوماً جداً'.

الآن : وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك