«إتش بي» ارتكبت أخطاء فادحة بقلم جون جابر

الاقتصاد الآن

919 مشاهدات 0


أصبحت الأمور مثيرة تماما في لندن في ظهر يوم الثلاثاء. أولا تم الحكم على كويكو أدوبولي، المتداول المارق الذي كان موظفا لدى بنك يو بي أس في السابق، بالسجن سبع سنوات بتهمة الاحتيال. ثم اتهمت شركة هيوليت - باكارد الإدارة السابقة لشركة ''أناتومي، شركة البرمجيات في المملكة المتحدة، بارتكاب الخطأ. وقد بدا أن الحكمة هي، كما كتب صحافي في نيويورك في تغريدة على موقع تويتر بامتعاض: ''لا تثق في البريطانيين''.

ولكن انتظر لحظة. فهذه هي شركة أتش بي، ''هيوليت - باكارد'' التي نتحدث عنها، و هي شركة لديها سجل مؤسف فيما يتعلق بحالات مبالغة في دفع الأموال من أجل عمليات شراء، وبعد ذلك بفترة قصيرة تخفض من قيمة أغلب القيمة. و إذا ضخمت ''أناتومي'' من قيمتها خلال عملية بيعها بقيمة 11 مليار دولار لـ ''أتش بي'' في العام الماضي، و هو ما أنكرته بشكل قاطع، فهي قد تم شراؤها من قبل أكبر شركة مخفضة لارتفاع الأسعار في العالم.

وفي الوقت الذي كشفت فيه ميج ويتمان، الرئيسة التنفيذية الأخيرة لـ ''أتش بي''، عن تخفيض للقيمة يقدر بـ8٫8 مليار دولار في صفقة ''أناتومي''، جعلت الأمر يبدو كفضيحة فريدة من نوعها. و لكن منذ ثلاثة أشهر، قامت بإسقاط ثمانية مليارات دولار خلال شرائها لشركة إلكترونيك داتا سيستمز، ''إي دي أس''، بمبلغ 13٫9 مليار دولار في عام 2008. ولم يتطابق هذا الانهيار حتى مع ليو أبوثيكر، الذي سبقها في هذا المنصب، الذي أسقط أكثر من مبلغ الـ1٫2 مليار دولار الذي دفعته ''أتش بي'' لشركة بالم في عام 2010.

ومع كون الإدارة و الحسابات تتم هكذا، يعتبر من المدهش أن يكون لايزال هناك ميزانية لـ ''أتش بي''. و بالفعل، تسبب تخفيض القيمة الخاص بـ ''إي دي أس'' في إعادة تقييم أصولها الأخرى التي ساهمت بثلاثة مليارات دولار لظروف حياة ''أناتومي''. و قد أخذ هذا الشلال الصغير 20 مليار دولار، كانت موجودة نتيجة لحسن سمعة الشركة والأصول غير الملموسة، بعيدا عن أصولها هذا العام -مما يتطابق تقريبا مع الـ 23 مليار دولار التي تمثل رأسمالها الموجود في السوق.

وحتى في عالم تكون فيه عمليات الاندماج والتملك محفوفة بالمخاطر، وتكافح الشركات الكبرى من أجل إنجاحها، يعتبر هذا أمرا ملحوظا. حيث سيكون من المحتمل أن يسأل أي مساهم – وسيسأل الكثيرون- عما يحدث؟


والإغراء الأولي –الذي تدعمه ''أتش بي''- هو لوم ''أناتومي'' بشأن الهزيمة، ولكن على الرغم من أنها تتحمل معظم المسؤولية تجاه ما حدث، فهذه ليست كل القصة. فمن نواح كثيرة، كانت ''أناتومي'' و ''أتش بي'' شريكتين طبيعيتين في قطاع معرض لسوء التقدير متطرف.

وأحد الأسباب هي أن شركات وادي ''سليكون فالي''، والآن تلك الموجودة في منطقة سليكون راوندابوت'' بلندن، كانت دائما ما تحيا أو تموت من خلال النمو. وقد مول مستثمرو رأس المال المغامر شركات البرمجيات والإنترنت على وعد بنمو سريع و هوامش مرتفعة. وعندما يبطئ النمو، مثلما حدث مع ''أتش بي''، يكون لديهم أزمة هوية.

والإغراء، الذي يتساهل فيه الرؤساء التنفيذيون المختلفون في ''أتش بي'' خلال السنوات القليلة الماضية، هو استعادة النمو عن طريق شراء شركات ذات نمو مرتفع بأسعار متضخمة لتلحق عمليات ناضجة. وقد كانت ''أناتومي'' مثالا كلاسيكيا، فقد دفع السيد أبوثيكر سعرا مرتفعا تدمع له العين في محاولة لكي يحول ''أتش بي'' من الأجهزة.

ومن السهل نسبيا أيضا جعل قيمة شركات البرمجيات تتضخم بعمليات إعداد الحسابات الحادة. و يقول باول مورلاند، المحلل التقني في شركة بيل هانت في لندن: ''يوجد مجال أكبر لإساءة الاستغلال لأنه بإمكانك الضغط على زر وتسجيل عملية بيع بتكلفة صفر تقريبا. وفي الشركات الأخرى يكون هناك ميل لأن يدخل في السياق أشياء أكثر، مثل صنع وتقديم شيء ما''.

ويصر مايك لينش، مؤسس ''أناتومي'' والرئيس التنفيذي السابق، على أن ''أتش بي'' تقوم بالمطالبة برسوم لا أساس لها وأنها تفسد شركته بعد شرائها. ولكن الأساليب التي تتهم ''أتش بي'' شركة ''أناتومي'' باستخدامها – مثل، التعرف السابق لأوانه على الربح المكتسب من العميل طوال فترة تعامله مع الشركة الخاص بإحدى عمليات بيع رخصة برمجيات- تم توظيفها من قبل آخرين.

وفي بعض الحالات المتطرفة، التي أدت لاتهامات بالاحتيال موجهة ضد أولئك المتورطين. تم سجن سبعة مسؤولين تنفيذيين كبار بشركة كمبيوتر أسوشيتس، شركة البرمجيات الأمريكية، في عام 2006 بتهمة الاحتيال وعرقلة سير العدالة بعد إرسال رسائل بنتائجهم عن طريق تسجيل عمليات البيع التي تمت في ربع في آخر سابق له.

وفي حالات أخرى، تتمكن الشركات من اختبار حدود عملية إعداد الحسابات دون خرق أي قواعد. و قد سلمت ''أتش بي'' شكواها الخاصة بالمديرين الكبار السابقين في ''أناتومي'' للجنة الأوراق المالية والبورصة في الولايات المتحدة ومكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في المملكة المتحدة، وستصدر تلك الكيانات حكمها.

و يكمن الغموض في السبب الذي جعل ''أتش بي''، والمستشارين الذين تعاملوا مع الصفقة، لا تنقب بشكل أعمق في المقام الأول. و لم يكن هذا أمرا خفيا، فبعض المحللين والمستثمرين اعتقدوا أن ''أناتومي'' كانت تجعل أرقامها تبدو أفضل من حقيقتها. و يقول السيد مورلاند: ''عندما تم الإعلان عن الصفقة، كتبت إلى شركة أتش بي لإخبارهم بأنهم كانوا يرتكبون خطأ فادحا، و لم أتلق ردا أبدا''.

وقد أخبر جيم كانوس، مؤسس ''كينيكوس أسوشيتس''، صندوق التحوط الأمريكي، المستثمرين في عام 2009 أن ''أناتومي'' كانت تخفي نقاط ضعف في نتائجها عن طريق شراء شركات وإضافة إيراداتها لإيراداتها. و قد كتب أن شركة أناتومي''''تبدو أنها قد غالت باستمرار في ذكر الإيرادات و قللت بشكل كبير من التكاليف كجزء من استراتيجية الشراء الخاصة بها''.

ومع ذلك فقد أبلغت ''أناتومي'' عن سجل خاص بعمليات بيع نشطة للبرمجيات وهوامش مرتفعة جعلتها هدفا مغريا لـ ''أتش بي'' التي يديرها السيد أبوثيكر المتعطش للنمو. و قد كان السيد كانوس أيضا ناقدا لشركة ''أتش بي''، التي وصفها في العام الماضي بأنها ''لفة متابعة تقنية دمر فريقها الإداري الذي يتغير باستمرار الميزانية''.

وقد كانت هذه وجهة نظره حتى قبل أن تمضي ويتمان في الانغماس في عملية تخفيض قيمة الميزانية التي حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية. ولم يشجع كون ''أتش بي'' قد غيرت من أساليبها منذ أن حلت محل السيد أبوثيكر على وجود الكثير من الثقة. ومهما كانت مزايا حالتها في مواجهة ''أناتومي''، فقد كان هذا تشتيتا للانتباه جاء في وقته فيما يتعلق بنقاط الضعف التشغيلية الخاصة بـ ''أتش بي''. وتحاول ويتمان، التي كانت في مجلس إدارة ''أتش بي'' عندما وافقت على عملية شراء ''أناتومي''، إعادة تصميم أنموذج شركتها لتجعلها شيئا أكثر استقرارا ومسيطرا عليها بشكل أفضل. وقد تحدثت للمحللين الشهر الماضي عن توفير ''يد هادئة على ذراع المقود'' وعن وقف توجه ''إتش بي'' للاستمرار في تغيير الاستراتيجية.

وقد استخدمت بعض أساليب المحاسبة التي تعبر بقوة إلى حد ما بنفسها لإسقاط أخطاء ''أتش بي'' السابقة فيما يتعلق بعمليات التملك والآمال الكاذبة. ومع تلك المأخوذة من الميزانية، سيحتاج الأمر لوقت من أجل إعادة البناء. و ستكون بداية جيدة أن يتم وقف عمليات تملك شركات النمو ذات المظهر

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك