ضعف توقعات المصارف الاستثمارية في قطاعي التجزئة والاتصالات أثر في متبعيها بقلم أ.د.ياسين الجفري

سنتناول في تحليلنا قطاعي التجزئة والاتصالات كقطاعين تمت تغطيتهما من طرف الشركات المالية في التوقعات التي تعد من القطاعات التي لا يتوقع الدقة في معرفة الأرقام فيها وما يهمنا هو القدرة على عدم تجاوز التوقعات وبالتالي يكون هناك نوع من الدعم والأخبار الإيجابية بعكس التجاوز. والقطاعان من القطاعات التي حققت نوعا من عدم القدرة على التوقع وتجاوزت التوقعات للشركات المالية ما حققته الشركات.   ولعل الموسمية التي تغلف نشاط ونتائج الشركات تؤثر في قدرة الشركات المالية على التوقع والتنبؤ بالاتجاه المحقق من طرف الشركات في قطاعي التجزئة والاتصالات على الرغم من توافر أداء تاريخي لكل الشركات. وتأثير وضع الاقتصاد المحلي كان إيجابيا على الشركات من حيث النمو والأداء ولكن الشركات المالية لم تستطع التنبؤ بحجم النمو وغالت في البعض مما جعل توقعاتهم تتجاوز المحقق. وبالتالي كانت توجيهاتهم ذات تأثير سلبي في متبعيها ولعل ذلك يؤثر عادة في الأسعار السائدة في السوق.   كلا القطاعين من القطاعات الدورية أي التي تتأثر بالدورة الاقتصادية ومراحلها دون استثناء حيث تصعد وتهبط مع حالة الاقتصاد السائدة. وبالتالي عملية التوقع بالدخل عادة تكون أسهل وفي اتجاه النمو وما لم تكن الشركات دقيقة فيه هو توقعاتها لحجم النمو الذي كان للكثيرين مرتفعا كما أن التوقعات كانت صحيحة ومطابقة من قبل شركة مالية واحدة حسب الجدول وفي قطاع التجزئة.   وغطت فترة تحليلنا أقرب فترة صدرت لها هذه المعلومات وهي الربع الثالث من عام 2012. وتعد تغطية الربع الثالث أو الثاني مهمة نظرا لأن حجم الأداء والقدرة على النمو تظهر فيه أكثر من الأرباع الأخرى. وعليه فإن القدرة على التنبؤ ومعرفة الاتجاه تعد أكثر أهمية من الفترات الأخرى نظرا لأن هامش الخطأ هنا أعلى من أي فترة أو ربع آخر مثل الأول والأخير.   عادة ننظر للتوقعات على أنها لا تتجاوز أو تساوي الرقم الفعلي، من زاوية أن تصحيح الخطأ ينجم عنه ارتفاع سعري وعلى العكس من ذلك لو تجاوزت التوقعات الرقم فإن ذلك يعني تراجع السعر وبالتالي ضرر أكبر على المتداول في السوق. وعلى هذا الأساس سيتم التقييم لمختلف التوقعات وتحديد الأفضل مقارنة بغيره من التوقعات. وبالتالي يمكن الحكم بوضوح على أن المساواة وعدم التجاوز أفضل من التجاوز وإن كان قريبا.  

المتغيرات المستخدمة

تم استخدام أرقام صافي الربح النهائي للشركات في قطاعي التجزئة والاتصالات المدرجة في السوق السعودية مع مقارنتها بتوقعات الشركات للسوق وذلك للربع الثالث من عام 2012 واستخدام المتوسط للتوقعات من موقع أرقام.  

التوقعات بصفة عامة

لو نظرنا إلى التوقعات بصفة عامة وهي تغطي عمودين في الجدولين العمود الأول هو متوسط التوقعات لبيوت الخبرة والثاني وهو الأداء الفعلي للسوق من موقع أرقام. والتغطية تمت لخمس شركات في قطاع التجزئة وثلاث شركات في قطاع الاتصالات. والملاحظ أن متوسط التوقعات في قطاع التجزئة كان أقل أو مساويا في ثلاث شركات هي: جرير وإكسترا والدريس. في حين تجاوزت التوقعات الربح الفعلي في شركتين هما العثيم والحكير. وبالتالي تعد نسبة قوة التوقعات هنا 60 في المائة وكانت التوقعات هنا متجاوزة في المتوسط ما تحقق على أرض الواقع حيث بلغت التوقعات 504 ملايين وتحقق 474.4 مليون ريال. والملاحظ أن متوسط التوقعات في قطاع الاتصالات كان أقل أو مساويا في شركة واحدة هي الاتصالات السعودية. في حين تجاوزت التوقعات الربح الفعلي في شركتين هما موبايلي وزين. وبالتالي تعد نسبة قوة التوقعات هنا 33 في المائة وكانت التوقعات هنا أقل من المتوسط حيث تبلغ نسبة الخطأ 16 في المائة حيث بلغت التوقعات 2972 مليونا تحقق 3434.6 مليون ريال.  

توقعات الجزيرة

غطت توقعاته ثلاث شركات في قطاع التجزئة وشركتين في قطاع الاتصالات وتجاوزت التوقعات فيه النتائج الفعلية في شركة واحدة في حين كانت أقل في شركتين وقوة التوقعات هنا 67 في المائة. وبلغت نسبة الخطأ في توقعات هنا نحو 5 في المائة أي توقع الأرباح بنحو 95 في المائة. غطت توقعاته شركتين في قطاع الاتصالات وتجاوزت التوقعات فيه النتائج الفعلية في شركتين. وكانت أقل في شركتين وقوة التوقعات هنا صفر في المائة. وتجاوزت التوقعات الأرباح المحققة حيث توقعت أرباح الشركتين عند 3905 ملايين ريال.  

هيرمس

غطت توقعاته خمس شركات في قطاع التجزئة فقط. وتجاوزت التوقعات فيه النتائج الفعلية في شركتين في حين كانت أقل في ثلاث شركات وقوة التوقعات هنا 60 في المائة. وتجاوزت التوقعات النتائج الفعلية هنا. ولم تغطِ الشركة أيا من شركات قطاعات الاتصالات.  

البلاد

غطت توقعاته شركة في قطاع التجزئة وشركتين في قطاع الاتصالات. كانت التوقعات أقل في الشركة المغطاة وقوة التوقعات هنا 100 في المائة. وبلغت نسبة الخطأ في التوقعات هنا نحو 1 في المائة أي توقع الأرباح بنحو 99 في المائة. غطت توقعاته شركتين في قطاع الاتصالات وتجاوزت التوقعات فيه النتائج الفعلية في شركتين وقوة التوقعات هنا صفر في المائة. وتجاوزت التوقعات الأرباح المحققة حيث توقعت أرباح الشركتين عند 4206 ملايين ريال.   الاستثمار

غطت توقعاته شركة في قطاع التجزئة ولا شركة في قطاع الاتصالات. وكانت التوقعات أقل في شركة وقوة التوقعات هنا 100 في المائة. وبلغت نسبة الخطأ في توقعات هنا نحو 6 في المائة أي توقع الأرباح بنحو 94 في المائة.  

الراجحي

غطت توقعاته ثلاث شركات في قطاع التجزئة وثلاث شركات في قطاع الاتصالات وتجاوزت التوقعات فيه النتائج الفعلية في كل الشركات في قطاع التجزئة وقوة التوقعات هنا صفر في المائة. وتجاوزت التوقعات القيمة المحققة في الإجمالي. غطت توقعاته ثلاث شركات في قطاع الاتصالات وتجاوزت التوقعات فيه النتائج الفعلية في شركتين في حين كانت أقل في شركة واحدة وقوة التوقعات هنا 33 في المائة. ولم تتجاوز التوقعات الأرباح المحققة حيث توقعت أرباح الشركات عند 3332 مليون ريال بنسبة خطأ 3 في المائة أي توقعتها بنسبة 97 في المائة.  

بخيت

غطت توقعاته شركة في قطاع التجزئة وشركتان في قطاع الاتصالات وتجاوزت التوقعات فيه النتائج الفعلية في شركة واحدة في التجزئة وقوة التوقعات هنا صفر في المائة. وتجاوزت التوقعات بالتالي ما حققته الشركة المتوقعة. غطت توقعاته شركتان في قطاع الاتصالات وتجاوزت التوقعات فيه النتائج الفعلية في شركة في حين كانت أقل في شركة وقوة التوقعات هنا 50 في المائة. وتجاوزت التوقعات الأرباح المحققة حيث توقعت أرباح الشركتين عند 3849 مليون ريال.  

عودة

غطت توقعاته ثلاث شركات في قطاع الاتصالات ولم تتناول قطاع التجزئة. وتجاوزت التوقعات فيه النتائج الفعلية في ثلاث شركات وقوة التوقعات هنا صفر في المائة. وبلغت التوقعات هنا أعلى ما يمكن مقارنة بالمتحقق حيث بلغت التوقعات 3627 مليار ريال.  

الرياض

غطت توقعاته ثلاث شركات في قطاع الاتصالات ولم تتجاوز التوقعات فيه النتائج الفعلية في حين كانت أقل في كل الشركات وقوة التوقعات هنا 100 في المائة. وبلغت نسبة الخطأ في التوقعات هنا نحو 20 في المائة أي توقع الأرباح بنحو 80 في المائة.  

مسك الختام

ما زالت التوقعات دون المأمول من زاوية التجاوز كما أن نسبة التغطية كانت ضعيفة هنا على الرغم من جاذبية القطاعات للسوق واهتمامه بها.