شكوك تحوم حول ظروف وفاة ثري روسي في لندن
الاقتصاد الآننوفمبر 30, 2012, 11:47 م 561 مشاهدات 0
كشف النقاب عن أن ألكسندر بيربيليتشناي، الثري الروسي المرتبط اسمه بفضائح الفساد المالي في روسيا وعصابات الجريمة الروسية، عُثر عليه ميتاً خارج منزله الخاص في وايبريدج بمقاطعة ساري جنوب غربي لندن، وذلك بعد ثلاث سنوات على لجوئه إلى بريطانيا، خوفاً على حياته من أطراف روسية متورطة هي الأخرى بفضائح الفساد، الأمر الذي من شأنه أن يُعقد العلاقة بين لندن وموسكو، المتوترة أصلاً، على نحو أشد مما هي عليه.
ونقلت جريدة 'الراي' الكويتية عن صحيفة «الإندبندنت» التي انفردت في نشر الخبر أن الحادث حصل قبل أسبوعين لدى خروج بيربيليتشناي من منزله، حيث انهار أمام المنزل وسقط على الأرض، فاستدعى الجيران في الحي الشرطة والإسعاف، ليعلن الأطباء لاحقاً أنه وصل إلى المستشفى جثة هامدة.
ومع أن التشخيص الطبي الأولي لم يكشف عن سبب غير عادي للوفاة، تقوم الشرطة البريطانية بإجراء تحقيق واسع بحثاً عن أسباب غير ظاهرة للوفاة، خوفاً من أن يكون بيربيليتشناي تعرّض لعملية تصفية جسدية على يد أفراد من المافيا الروسية أو ربما على يد مسؤولين روس، ممن تورطوا في عمليات فساد مالي وإداري وارتبطوا بعالم الجريمة. وكان ببيربيليتشناي فرّ إلى بريطانيا بعد خلاف شديد بينه وبين واحدة من أخطر عصابات الجريمة الروسية.
واهتمت الشرطة السويسرية ببيربيليتشناي خلال السنوات الثلاث الماضية واعتمدت عليه كثيراً في حملة تحقيقات واسعة تقوم بها للكشف عن عمليات احتيال تجري على أراضيها، خاصة في مجال تبييض الأموال، والتي تحوم الشبهات فيها حول عصابة يُطلق عليها اسم «جماعة كليوي»، وهي عبارة عن شبكة تضم مواطنين روسا، من ضمنهم عدد من المسؤولين متورطون في عمليات تهرُّب من دفع الضرائب وجرائم أخرى.
وبيربيليتشناي هو رابع شخص يلقى حتفه ممن لهم علاقة بهذه الشبكة، من ضمنهم المحامي الروسي الشهير سيرغي ماغنيتسكي الذي توفي عام 2009. وقالت «الإندبندنت» إن بيربيليتشناي زوّد الشرطة السويسرية بمعلومات مهمة عن عمليات الفساد في روسيا وقدّم لها أسماء شخصيات روسية أثرت بسرعة وفتحت لها حسابات مصرفية في بريطانيا وسويسرا واشترت عقارات في كل من دبي ومونتينيغرو.
وكانت الشرطة السويسرية تلقت شكوى من مؤسسة الاستثمار العالمية «هيرميتاج كابتال مانيجمنت» حول عمليات احتيال واسعة. وزوّدت المؤسسة الشرطة بملف عن حسابات بنكية متورطة في هذه العمليات وبالذات في بنك «كرديت سويس»، ونقلت «الإندبندنت» عن مصدر مطلع على التحقيق أن بيربيليتشناي شكل العمود الفقري للتحقيق في هذا الملف. يُشار إلى أن «هيرميتاج كابتال مانيجمنت» تأسست عقب انهيار الاتحاد السوفيتي على يد المستثمرين الأمريكي ويليام برودر واليهودي من أصل لبناني إدمون سفرا، الذي عثر على جثته وجثة ممرضته وقد توفيا اختناقاً، بعد حريق مشكوك في أمره شب بمنزله الفخم في موناكو بفرنسا، ولم تُغلِق الشرطة الفرنسية ملف التحقيق في الحادث إلى الآن.
وكانت «هيرميتاج كابتال مانيجمنت» واحدة من كبرى مؤسسات الاستثمار الأجنبية التي عملت داخل روسيا، لكنها سرعان ما وقعت ضحية لاعتداءات عصابات المافيا الروسية والشخصيات الفاسدة التي كانت المؤسسة تفضح نشاطهم، حيث تعرّضت لعملية احتيال واسعة كلفتها حوالي 230 مليون دولار.
على أثر عملية الاحتيال هذه استأجرت «هيرميتاج كابتال مانيجمنت» المحامي الروسي سيرغي ماغنيتسكي الذي في معرض دفاعه عن المؤسسة كشف عن أسماء عدد من المسؤولين الروس المتورطين في قضايا فساد. فكانت النتيجة أن ألقي القبض عليه وزج به في السجن لمدة تزيد على عام ليخرج بعدها عليلاً ولم تساعده صحته لكي يُعمِّر طويلاً، فتوفي عام 2009.
وفي اتصال لـ «الإندبندنت» مع الشرطة السويسرية اعترف المتحدث باسمها بأن بيربيليتشناي كان يتعاون مع رئيسة طاقم المحققين في ملف «هيرميتاج كابتال مانيجمنت» وقال ان الطاقم يبذل أقصى جهوده من أجل عدم تأثير موت بيربيليتشناي على سير التحقيق.
تعليقات