قطب تجارة التجزئة البريطاني ينفذ عملية بيع كبرى بقلم أندريا فيلستد

الاقتصاد الآن

2812 مشاهدات 0



كل عام في إحدى الكليات التي توفر تدريبا في مجال البيع بالتجزئة في وسط لندن، تتم دعوة ضيف من المشاهير يعتبر مجيئه مفاجأة ليقدم الجوائز. ومنذ ثلاثة أعوام جاء الدور على جوك وان، مستشار الأزياء اللامع. و لكنه لم يكن الشخصية التليفزيونية التي توافد الطلاب في أكاديمية البيع بالتجزئة في مجال الموضة من أجلها. فبدلا من ذلك، أخذ كل منهم دوره ليتم التقاط صورة له مع رجل ممتلئ الجسم في منتصف العمر، له شعر مجعد يصل حتى ياقته مصفف إلى الوراء بحيث يكون ملتصقا برأسه ويظهر وجهه الذي اكتسب سمرة بسبب الشمس.

وتظهر فكرة أن المراهقين أرادوا أن يتخذوا وضعية تناسب التقاط الصور إلى جانب سير فيليب جرين المكانة الخاصة التي يحتلها في بريطانيا. و يدير رجل الأعمال الذي يبلغ من العمر 60 عاما، و هو أحد داعمي الأكاديمية، مجموعة شركات تعمل في تجارة التجزئة ولها محال في كل شارع رئيس بريطاني تقريبا. وإلى جانب كونه واحدا من أنجح رجال الأعمال في الدولة، يعتبر شخصا مشهورا يقضي الكثير من الوقت مع شخصيات مثل كيت موس وسيمون كويل ويقيم حفلات فخمة. وقد ولّدت هيكلة أعماله التي تسمح بوجود ضرائب منخفضة نسبيا أيضا عناوين رئيسة في الصحف. 

ومع ذلك، فإن أعمال سير فيليب الرئيسة هي التي صنعت الأخبار هذا الأسبوع، في وجود مبيعات بلغت 25 في المائة في سلاسل ''توبشوب'' و ''توبمان'' المملوكة له موجهة لمجموعة الشركات المساهمة الخاصة الأمريكية، ''ليونارد جرين آند بارتنرز''، مما أعطى قيمة لمجوهرات إمبراطوريته تبلغ ملياري جنيه استرليني. و هذا ليس سيئا بالنسبة لاستثمار في الأسهم بقيمة عشرة ملايين جنيه استرليني تم إنشاؤه في مجموعة أركاديا'' التي تعمل في البيع بالتجزئة منذ عشرة أعوام و التي ولّدت الآن، وفقا لبعض التقديرات، قيمة إجمالية تقدر بأربعة مليارات جنيه استرليني تقريبا.

ولا يقتصر دور هذه الصفقة على بلورة عائد مثير للإعجاب، و لكنها أيضا تقدم اعترافا عاما مهما برجل ظل نوعا ما يعتبر دخيلا. و يقول بما يعد أنموذجا للثقة الصارخة: 400 ضعف، وما زلنا نلعب، ولا نزال على أرض الملعب''.

وفي عالم حيث يدفع المنافسون الذين يعملون من خلال شبكة الإنترنت - مثل ''أمازون''- الشركات التقليدية التي تعمل بتجارة التجزئة إلى الهوامش، تظهر أيضا أنه إذا كان بإمكان عملية تقوم على التخفيضات أن توفر المنتجات الصحيحة سيظل بإمكانها خلق قيمة كبيرة. وعلى النقيض، عانت شركة تيسكو – التي كانت تعتبر في وقت من الأوقات أكثر الشركات البريطانية امتلاكا للمعرفة والقدرة العملية- هذا الأسبوع، مهانة الاضطرار لقبول أنها قد فشلت في فهم السوق الأمريكية فيما يتعلق بسلسلة محال البقالة التابعة لها، ''فريش آند إيزي''، مما جعلها تتخلى عن الحلم الأمريكي الخاص بها.

وسير فيليب ليس معارضا للمخاطرة، ففي الحقيقة تتميز حياته المهنية بالاقتراض لإحياء العلامات التجارية غير المثيرة. و لكنه حتى الآن التزم بما يعرفه على النحو الأفضل، و هو الشارع الرئيس في المملكة المتحدة، حيث أضاف إليه الشغف الشديد بالتفاصيل وإحساس فطري بما يريده المتسوقون البريطانيون، بداية من الفساتين الضيقة التي تصممها الأخوات كارداشيان ووصولا إلى ألعاب الحيوانات المحشوة و المعروضة في متجره الذي يحتوي على أقسام للسلع المختلفة، ''بي أتش أس''.

و يقول في مكتبه الفسيح في منطقة ويست إند، بينما يمسك بلعبة كبيرة على شكل كلب لونها بيج ولها آذان مرنة: ''أنظر للوجه و العينين. إنه وجه طيب. لا يمكنك أن تتعلم أن تكون بائعا. فإذا كان لديك عين عظيمة، سيمكنك حينئذ أن تتعلم الأغراض''. وبعد أن التقط كوب ماء من على الطاولة الخشبية الصلبة، استمر في حديثه قائلا: ''بإمكاني تقدير التكلفة المستقبلية لذلك، وهذا ما أفعله''.

وبالنسبة لأولئك الذين يعرفونه، يعتبر سير فيليب التاجر الأهم، على الرغم من كونه تاجرا معرضا لحالات من الانفجار والللغة المثيرة التي تلفت الانتباه. و يقول أحد المسؤولين التنفيذيين الذين عملوا معه: ''إنه الصنع الكامل. و لم يعد هناك الكثيرون من هذا النوع''.

وهو شخص توجد الأعمال التجارية في جيناته. فقد ولد في عام 1952 في كرويدون في جنوب لندن، حيث كان والداه يديران مشروعا لبيع السلع الكهربائية ولاحقا السيارات. و قد كانت حياة المنزل في ضاحية هامبستيد جاردن مريحة على الرغم من وقوع المأساة عندما كان سير فيليب في الثانية عشرة من عمره و توفى والده، تاركا أمه، ألما، تدير أعمال العائلة. و يقول إنها كانت ''مغامرة إلى حد كبير''، مما جعلها تصبح واحدة من أوائل الذين أدخلوا محطات البنزين القائمة على الخدمة الذاتية. وكان لديها بعض المصالح المتعلقة بعقارات، بعض منها، لا تزال تحتفظ بها، وهي في الرابعة والتسعين من عمرها. و يقول: ''لاتزال تذهب لجمع الإيجار، و تطرق جميع الأبواب''.

و منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره و هو يعمل في العطلة الأسبوعية في هذه الأعمال. و يقول: ''لقد أعتدت أن أخرج مع الرجل الذي يصلح التليفزيون، و أعتدت أن أحصل على إكرامية بقيمة نصف جنيه استرليني مقابل حملي شيئا لأعلى السلم''.

و قد التحق بمدرسة يهودية مكلفة ولكنه تركها في سن السادسة عشرة كي يعمل لمصلحة مستورد أحذية. ولقد كان هذا هو المكان الذي تعلم فيه ما يتعلق بالحصول على أشياء من آسيا.

وقد جاءت صفقته المهمة الأولى في عام 1985 عندما امتلك ''جين جيني''، وهي شركة مناضلة في مجال صناعة الجينز، مقابل 65 ألف جنيه استرليني. وخلال عام كان قد باعها مقابل سبعة ملايين جنيه استرليني. ولكنه استثمر الجزء الأكبر من أرباحه في ''أمبر ديي''، وهي شركة تجارة بالتجزئة مدرجة، حيث أصبح الرئيس التنفيذي. وفي عام 1992 عانت الشركة من إعلانها أن إيراداتها ستكون أقل من المتوقع، وتمت الإطاحة بسير فيليب.

ويقول إنه بالنظر للوراء، يجد أن ذلك كان ''أفضل شيء حدث على الإطلاق. قد أكون لا أزال عالقا هناك. فبدلا من شراء الأسهم، بدأت في شراء الشركات''. و لكن في أعين حي سيتي المالي، وضعت مسألة ''أمبر ديي'' علامة على أوراقه. وعلى الرغم من أنه عاد للشارع الرئيس عندما اشترى ''بي أتش أس'' في عام 2000 و''أركاديا'' في عام 2002، تم النظر له على أنه خارج التيار الرئيس. وقد دفعت محاولتان فاشلتان لامتلاك ''ماركس آند سبنسر''، أحد معاقل تجارة التجزئة البريطانية، إلى وجود بعض من المعارك الأكثر مرارة، و قذارة، واعتمادا على جوانب شخصية والتي شهدها حي سيتي المالي خلال أعوام. فليس من المعتاد أن يتم رصد قادة الصناعة وهم يخوضون في جدال ساخن على أحد الأرصفة.

ومع ذلك تم منحه لقب سير في عام 2006 وطلبت منه الحكومة منذ عامين تقديم مشورة بشأن الكفاءة. و قد سلطت الواقعة الأخيرة ضوءا جديدا على ترتيباته الخاصة بالضرائب. و المالك النهائي للمجموعة هي زوجته، ليدي كريستينا المقيمة في موناكو، و التي تم دفع 1٫2 مليار جنيه استرليني لها في هيئة أرباح في عام2005.

ويصر سير فيليب أن أسرته لا تختلف عن أي مستثمر آخر من الخارج يمتلك أسهما و يتسلم ربحا. وعلاوة على ذلك، قال أخيرا إن مجموعة أركاديا قد دفعت 2٫3 مليار جنية استرليني ضرائب خلال عشرة أعوام منذ أن امتلكها.

و قال: ''عندما قررنا ألا نعيش في المملكة المتحدة في 1998 لم نكن نعرف حتى كيف نتهجى كلمة أركاديا. فأنا تاجر تجزئة ولست عرافا''.

وقد ظل امتلاك ''أركاديا'' بالنسبة له ''قصة نجاح بريطانية كبرى''. و مع ذلك، تثبت بعض سلاسله الأخرى أقرب للصداع من ''توبشوب''. ولايزال ''بي أتش أس'' يحقق خسائر.

ويصر على أن عملية البيع التي تمت هذا الأسبوع لا تعد خروجا ويقول إنه ملتزم بالأعمال التجارية وتجارة التجزئة، والتدريب المهني خاصة، مشيرا إلى أن ولديه على سواء مشتركين في هذا القطاع.

وهو نفسه يخطط للاستمرار حتى يشعر أنه لم يعد يجد متعة في الأعمال: ''إذا استيقظت في صباح أحد الأيام ووجدت أنني استكفيت، ستكون هذه هي نهاية الفيلم''.

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك