الإعصار ساندي يوفر 300 ألف طن لأسواق الخردة بقلم جريجوري ماير
الاقتصاد الآنديسمبر 11, 2012, 2:15 م 654 مشاهدات 0
أولا جاء الإعصار ساندي، والآن يجيء مد الخردة. فمع إقبال المدن والبلدات الأمريكية على تنظيف ما بعد العاصفة ظهرت على الأرصفة أكوام من الخردة. وقال دنا فلورز، مسؤول الأشغال العامة في ليتل فيري: 'توجد سخانات مياه، وأفران، ومجففات، وغسالات، وثلاجات، وسيارات. لقد غمرت ولاية نيو جيرسي عدة أقدام من الماء. أي شيء معدني خرج من هناك'. ودمر إعصار ساندي أماكن مثل ليتل فيري. وتقدر الخسائر التي أوقعها في منطقة الساحل الشرقي بعشرات المليارات من الدولارات، لكنه أفرج عن موجة من المعادن الخردة في سوق متعطشة للإمدادات منذ الأزمة المالية. وأصبحت الخردة، 'منجم المناطق الحضرية'، مصدراً مهما لمعادن عديدة على مدى العقد الماضي، بعدما عجزت المناجم عن مواكبة النمو في الطلب الصيني. وسجل استخدام الصلب الخردة رقما قياسيا بلغ 570 مليون طن في العام الماضي، أي 38 في المائة من إنتاج الصلب الخام، وفقاً لمكتب إعادة التدوير الدولي في بروكسل. ونحو ثلث النحاس المستخدم في الصناعة مصدره الخردة، وبالنسبة لبعض المعادن المعاد تدويرها والأكثر شيوعاً، مثل الرصاص، فإن الخردة تمثل أكثر من نصف السوق وفقاً لتقديرات الصناعة. لكن العرض لا يواكب الطلب، لأن الأمريكيين الذين يشعرون بالقلق من فقدان وظائفهم في وقت لا يزال فيه الانتعاش هشاً، يصطفون للحصول على السلع المعمرة القديمة والسيارات. وهذا يحدّ من الأحجام الرئيسة التي تصل إلى آلات التقطيع والسفن التي تنقلها إلى مواقع إعادة التدوير. وبالفعل تراجعت صادرات الولايات المتحدة من الخردة الحديدية نحو 11 في المائة منذ بداية العام حتى أيلول (سبتمبر) الماضي. وكانت صادرات النحاس أقل بنسبة 5 في المائة. وبحسب دان دينست، الرئيس التنفيذي لـ 'سيمز ميتال'، أكبر شركة مدرجة في العالم لتجارة الخردة وإعادة التدوير: 'تاريخيا، تعد الولايات المتحدة أكبر خزان للخردة، فهي مبذرة للغاية، وثرية للغاية، وهي أيضا مجتمع صناعي'. وأضاف: 'لكن مع عمليات التسريح في الاقتصاد الأمريكي وهزات الأزمة المالية العالمية الارتدادية، انخفضت تدفقات الخردة الناتجة عن المستهلك قليلاً. وهنا يكمن التحدي'. ثم جاء ساندي وأغرق أكبر غرفة في هذا المنجم الحضري، متمثلة في منطقة مدينة نيويورك وضواحيها، التي حولها إلى خردة. وقال ستيفن بيكوسكي، الرئيس التنفيذي للعمليات في 'سينيلي للحديد والمعادن'، وهي شركة لتجارة الخردة في ولاية نيو جيرسي: 'عندما دُمرت المنازل، كان من الواضح أن هناك أشياء من الخردة المعدنية الحساسة'. وأضاف: 'نرى الآن زيادة في التدفق، لكننا ننظر إليه بقلب مثقل'. وبعض المخلفات المعدنية ينتهي بها المطاف إلى رصيف شركة سيمز ميتال في جيرسي سيتي في ولاية نيو جيرسي، إلى الجنوب من تمثال الحرية. واجتاح 'ساندي' المحطة نفسها وغمر الرصيف بمياه بلغ ارتفاعها ثلاثة أقدام. ولاحظ دينست أن التدفقات التي يأتي بها الباعة الجائلون إلى الموقع زادت ثلاثة أمثال عما كانت عليه قبل الإعصار. وتصل إلى الموقع شاحنات صغيرة محملة بقطع من الألومنيوم، وهياكل من الصلب، وأسلاك، وأجهزة تهوية، ومراجل من الحديد الزهرة، ليتم اختبار نشاطها الإشعاعي ووزنها قبل عملية البيع. وستقوم سيمز بتمزيق أساطيل من السيارات الجديدة التالفة التي تغص بها أرصفة ميناء نيويورك. ويتم وضع سلع مكتملة الصنع داخل آلة تقطيع ضخمة تعادل قوتها تسعة آلاف حصان، لها القدرة على فرم سيارة كاملة في ثوان، مع فصل الحديد عن الخردة غير الحديدية، من مواد بلاستيكية، ومواد رغوية، وفينيل، ومواد قابلة للتدوير وغيرها. وتدخل الخردة غير الحديدية في وقت لاحق آلة يمكنها فرز منتجات صغيرة بحجم الأسلاك النحاسية. ويتم سكب كتل ألمنيوم بحجم اليد، تعرف باسم زوربا، داخل شاحنة نفايات لتتم تعبئتها في حاويات، ومن ثم بيعها إلى الصين مقابل 70-80 سنتاً للرطل الواحد. ويقول دينست وهو ينصت لصوت الآلة: 'هل سمعت ذلك؟ هذا هو صوت المال'.
لكن، الخردة المقدمة إلى السوق من قبل الإعصار ساندي لن تكون كافية لتخفيف ندرة الإمدادات العالمية. ووفقا لتقديرات كولن هاملتون، رئيس قسم أبحاث السلع في ماكواري، سيولد ساندي 300 ألف طن من المواد الإضافية. وقال: 'واحدة من القصص التي تجري متابعتها هي مسألة عدم توافر الخردة في الأسواق العالمية'. وأضاف: 'وبالنسبة للصلب والنحاس، الناتج الصناعي في العالم الأقل تقدما أثر في تدفقات التجارة العالمية'. ولاحظ هاملتون أن سعر الصلب الخردة، قياسا إلى سعر الحديد الخردة، ارتفع منذ نهاية عام 2011 بسبب شح السوق، مشيرا إلى أن 'سيمز' خسرت في عامها المالي الأخير. ووفقا لكريستيان روباش، مستشار شركة تي إس آر لإعادة التدوير في ألمانيا: 'الاستفادة من آلات الخردة تبلغ 60 في المائة، وليس أكثر. وهذا يجعل من الصعب جداً كسب المال'. وذكر أن الخردة المحررة بواسطة 'ساندي' ستتوجه على الأرجح إلى تركيا، أكبر مستورد لخردة الصلب، وبالتالي تتنافس مع الإمدادات من أوروبا. الأسعار متقلبة
وقال روبرت شتاين، كبير نواب رئيس شركة ألتر للتجارة ـ مقرها الولايات المتحدة ـ إن حركة التداولات اليومية في بورصات العقود الآجلة للمعدن يمكن أن تكون في بعض الأحيان أكبر من هامش الربح لكل رطل من الخردة تشتريه وتبيعه الشركة. وبالنسبة لخردة الصلب، لا توجد عقود آجلة سائلة يمكن التحوط ضدها، لذلك يقوم التجار بتنفيذ المبيعات بمجرد شراء الإمدادات حتى لا يصبحون عالقين مع مخزونات مبالغ في أسعارها. ولن يحل 'ساندي' مشكلات الصناعة، لكنه 'سيضع نوعيات معينة من المواد في السوق'، حسبما قال شتاين.
تعليقات