كل من تظاهر وكل من خرج هو كويتي.. سلطان العنزي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 688 مشاهدات 0


الأنباء

إشراقة متجددة  /  لا يوجد غير كويتي في المظاهرات

سلطان شفاقة العنزي

 

عندما رأيت مقطع الفيديو الذي نقل مشهد المشاحنات بين مؤيدي ومعارضي المجلس في كيفان، لم أستغرب حدوث مثل هذه الأمور فهي جزء من طبيعة البشر، فإذا لم نتعارك على السياسة، لتعاركنا على الاقتصاد أو الرياضة، ولكن ما أغضبني في مقطع الفيديو هو صراخ أحد المؤيدين على المتظاهرين بأنهم «عراقيون» هذا الشخص وهو رجل كبير السن كما يبدو في الفيديو كررها مرارا: «يا عراقيون.. يا عراقيون»!

بداية، أود أن افهم ما العيب أن يكون الشخص عراقيا؟ لماذا يعتقد الكويتي أنه إذا أراد أن يشتم مواطنا كويتيا يلقبه بالعراقي، السوري، الإيراني، أو الهندي؟ هل يعتقد الشعب الكويتي فعلا أنه أعرق من هذه الشعوب؟ هل يعتقد أنه أكثر شجاعة منهم؟ هل قرأتم تاريخ هذه الشعوب وكفاحها على مدى آلاف السنين هناك عقدة يعاني منها بعض أفراد شعبنا وهي أنهم لا يعتقدون أنهم شعب الله المختار وحسب، بل هم مؤمنون بأن باقي مواطني الدول الأخرى وحتى بعض الدول الخليجية لا يساوون شيئا! مثل هذه العنصرية ليست بغيضة فقط، بل وغبية ومخجلة.. اقرأوا تاريخ هذه الدول لتعلموا أنهم حكموا العالم قبل أن توجد الكويت بآلاف السنوات!

ثانيا: لنفرض أن هذا الرجل لم يقصد الإساءة للعراقيين، ولكن قصد أن هؤلاء المتظاهرين عملاء لدولة أجنبية (سواء العراق أو غيرها) ويقيمون هذه المظاهرات لضرب أمن البلد. وأنا متأكد أنه لم يقصد هذا الكلام، فلم يوجه أحد أي اتهام للعراق بتدخلها في الشأن الكويتي، ولكن لنأخذ هذا القول جدلا، ولقد حدثت مسيرات ومظاهرات وتجمعات كثيرة منذ أحداث ديوان الحربش قبل عامين، وتم اعتقال العديد بطريقة عشوائية، وحسب ما أعلنت وزارة الداخلية أكثر من مرة لم يتم اعتقال أي شخص تابع لدولة أخرى على مدى العامين، إذن أين هم هؤلاء الجواسيس؟ أين هم مواطنو الدول الأخرى الذي ينشرون الفساد في الكويت ويقيمون المظاهرات؟

هذه تهم معلبة نشرها أبواق الإعلام الفاسد وكررها المغفلون من شعبي لتجنب حقيقة مؤلمة وهي أن كل من تظاهر وكل من خرج هو كويتي! قد تؤلمنا الحقيقة ولكن مواجهتها أفضل لنا من مطاردة أوهام وتخريفات لا أصل لها. هناك نسبة كبيرة من الشعب ترفض المرسوم ومجلس الصوت الواحد، وعلينا أن نسمع رأيهم، لا أن نخونهم ونشكك في وطنيتهم ثم نضربهم ونعتقلهم ونحبسهم! والله ولي التوفيق.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك