(تحديث2) حراك عراقي لإسقاط المالكي
عربي و دوليمظاهرات حاشدة في عدة مناطق ومحافظات في 'جمعة العزة'
ديسمبر 28, 2012, 3:46 ص 5028 مشاهدات 0
وتوافدت حشود ضخمة من مناطق مختلفة في العراق ومنها عشائر من الجنوب على مدن الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار (غرب) وسامراء وتكريت في محافظة صلاح الدين (وسط) والموصل في محافظة نينوى (شمال) لتشارك في المظاهرات التي بدأت عقب الصلاة في ما عرف بـ'جمعة العزة والكرامة'.
تهميش وإقصاء
وفي الموصل أفاد مراسل الجزيرة أحمد الزاويتي بخروج حشود كبيرة من المتظاهرين من مساجد المدينة، مشيرا إلى أن هناك نقطتين للتجمع إحداهما في ساحة الخزرج والأخرى في منطقة المنصة.
وأضاف المراسل أن هناك تواجدا مكثفا للقوات الأمنية التابعة لغرفة عمليات محافظة نينوى من أجل الحفاظ على سلمية المظاهرات، مشيرا إلى أن المنظمين لهذه المظاهرات حصلوا على التراخيص الرسمية من المحافظة.
وفي الرمادي غربي العراق قال مراسل الجزيرة أيوب رضا إن نحو مائتي ألف متظاهر خرجوا إلى شوارع المدينة، مشيرا إلى أن قوات الأمن منعت دخول أجهزة البث المباشر القادمة من بغداد إلى محافظة الأنبار في محاولة للتعتيم إعلاميا على هذه المظاهرات.
وأضاف أن أبرز مطالب المتظاهرين هي الإفراج عن النساء المعتقلات بالسجون العراقية خاصة في ضوء ما يتردد عن تعرضهن للتعذيب والاغتصاب.
غضب سُني
وكانت مظاهرات شهدتها مدينة الفلوجة الأحد الماضي رددت شعارات تطالب بإسقاط حكومة المالكي، كما شهدت المظاهرة للمرة الأولى رفع علم إقليم كردستان والمطالبة بتحالف عربي كردي 'لمواجهة التحديات'.
وقد بدأ الالاف من أهالي الانبار وبقية المحافظات تظاهرات ' جمعة العزة' أو كما أسموها 'جمعة شرف العراقيات' ، مطالبين باطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات في السجون .
ورفع المتظاهرون طالبوا فيها، باطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء كما وطالبوا من خلال شعارات أخرى بإسقاط حكومة الرئيس نوري المالكي.
من جانبه حذر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي من حرب أهلية وتقسيم العراق، ووصف رئيس الحكومة نوري المالكي بأنه مستبد ودموي، وتوقع هبّة شعبية عفوية تطيح به.
وقال الهاشمي في حوار نشرته صحيفة 'الحياة' اللندنية، الخميس: 'أعتقد بأن تراكمات الظلم والفساد وسوء الإدارة ستؤدي إلى هبّة شعبية عفوية يتبناها ملايين من المحبطين والمظلومين، ومن الفقراء والعاطلين من العمل'، مؤكداً وجود أدلة على اتهامه للمالكي بدعم النظام السوري.
وفي هذا الصدد صرح قائلاً: 'توجد أدلة قاطعة، والمالكي اعترف في تصريح قبل أسابيع بأن الحكومة العراقية غير قادرة على تفتيش الطائرات الإيرانية بعد تعهّدات قطعها للجامعة العربية والأمم المتحدة، وقلت منذ اليوم الأول لتعهده للإدارة الأمريكية إن هذا الرجل يكذب'.
وفي الإطار ذاته، أفاد وزير المالية رافع العيساوي بأن الحكومة تعمل على انتهاك حقوق الإنسان من قبل عصابات، وأن أعراض العراقيات في السجون تنتهك من قبل المسؤولين عليها.
وأضاف 'يجب إسقاط المخبر السري والمتعاملين به ومنع من استخدام الفقرة الرابعة إرهاب في ضرب الخصوم والتنكيل بهم'.
وأكد العيساوي قائلاً: 'إن حكومة خلق الأزمات يجب أن تنتهي لأنها أثبتت فشلها يوم أزمة مع الكرد، ويوم أزمة مع التيار الصدري، واليوم أزمة مشتعلة مع أهل السنة'.
من جهته أعلن مجلس شيوخ عشائر محافظة الانبار، الخميس، عن تلقيه رسالة خطية من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر يؤكد فيها وقوفه مع الحراك العشائري بالمحافظة وتمسكه بالوحدة ومحاربة الطائفية، وفيما أكد المجلس أنه 'سيقطع لسان من يتحدث بالطائفية مهما كانت مكانته'، أشار إلى التحضير لتظاهرة 'شرف السجينات العراقيات'، اليوم الجمعة.
وقال المتحدث باسم المجلس الشيخ احمد الساجر في حديث لـ'السومرية نيوز'، إن 'وفدا رفيعا من التيار الصدري وصل إلى مدينة الرمادي وسلم رسالة السيد مقتدى الصدر الموجهة إلى عشائر الانبار'، موضحا أن 'الصدر أثنى في الرسالة على محاربة عشائر المحافظة للإرهاب وسعيهم لمحاربة الظلم'.
وأضاف الساجر أن 'الصدر أعلن وقوفه مع مطالب العشائر الحالية برفع الظلم والتهميش والاقصاء واطلاق سراح الابرياء ومحاكمة الارهابيين'، مشيرا إلى أن 'السيد الصدر أكد انه يسعى جاهدا ليكون نصيرا لكل مظلوم ومع كل الغيارى الذين يحاربونه'.
من جهته قال عضو مجلس عشائر الفلوجة الشيخ خالد الدليمي 'سنقطع لسان أي شخص مهما كانت مكانته يتحدث بالطائفية أو يحاول أثارتها'، مشيرا إلى أن 'ثورتنا وتظاهرنا هي عشائرية بحتة انطلقت بعد يأس قادتنا العشائريين والدينيين والسياسيين من إقناع الحكومة بخطأ سياستها تجاه شريحة معينة وبات من الجبن الاستمرار في السكوت عنها'.
وأوضح الدليمي أن 'التظاهرات مطالبها واضحة وهي إيقاف التهميش والإقصاء والتمييز بين الطوائف الدينية من قبل الحكومة في التعيينات والمناصب المهمة وخاصة العسكرية وإيقاف الاعتقالات الانتقامية واعتقالات الانابة كاعتقال الزوجة والبنت لإجبار الرجل على تسليم نفسه والتحقيق بانتهاكات السجون وخاصة الاغتصاب للنساء في المعتقلات'.
وشدد عضو مجلس العشائر على أن 'المظاهرات ستستمر حتى رضوخ الحكومة للحق ونحن متأكدون أن رجال الدين وشيوخ العشائر جنوب العراق لا يقبلون بالظلم الذي تمارسه الحكومة بحق سنة العراق وسكان الانبار على وجهه الخصوص'.
وعن استمرار التظاهرات والاعتصامات في المحافظة، ذكر مراسل 'السومرية نيوز' في محافظة الأنبار أن المعتصمين على الطريق الدولي السريع ما زالوا يفترشون الشارع ويقطعون حركة السيارات التي اتخذت طريقا بديلا للوصول إلى مناطق وسط وجنوب البلاد.
وأوضح أن المئات من المواطنين غالبيتهم من ابناء العشائر قد احتشدوا على الطريق السريع بنقطة البو فراج المحاذية للحدود الشمالية لمدينة الرمادي بتواجد وفود مع صلاح الدين ونينوى وديالى وبغداد وبابل وذي قار وواسط فضلا عن اقليم كردستان من بينهم رجال دين.
من جانبه قال الشيخ حسين غانم أحد شيوخ عشيرة البو جليب في حديث لـ'السومرية نيوز'، إن 'الاستعدادات قائمة للتحضير لجمعة (شرف السجينات العراقيات)، يوم غد وبكثافة اكبر من أربعاء الكرامة الذي جرى أمس الأربعاء'.
وكان زعيم التيار الصدري أكد، في (24 كانون الثاني 2012)، رفضه لمنطق إدارة البلاد من قبل طائفة واحدة أو حزب واحد، وفيما شدد على أن الطائفية لا تحارب بالطائفية، انتقد رفع شعارات طائفية من قبل بعض المتظاهرين في الانبار.
وتوافد عشرات الآلاف من مختلف المحافظات ومدن الأنبار، أمس الأربعاء (26 كانون الأول 2012)، إلى مدينة الرمادي للمشاركة في تظاهرة حملت اسم 'اربعاء الكرامة' للمطالبة 'بتصحيح مسار الحكومة' وإطلاق سراح المعتقلين واحتجاجاً على اعتقال حراس لوزير المالية رافع العيساوي، وفيما قطع المتظاهرون الطريق الدولي السريع في المحافظة، رفعوا إعلاماً عراقية قديمة تعود لفترة نظام صدام حسين.
ودعا وزير المالية رافع العيساوي، أمس الأربعاء، المتظاهرين في مدينة الرمادي إلى التفاوض مباشرة مع الحكومة العراقية وفتح جميع الملفات، وفيما 'نعى' القضاء ومؤسسات الدولة، اعتبر أن حشد المتظاهرين ليس 'طائفياً'.
واتهم رئيس الحكومة نوري المالكي، في (21 كانون الأول 2012)، بعض السياسيين بافتعال الأزمات عند أي إجراء يتخذ قضائياً كان أو غير قضائي، وفيما حذر من محاولات العزف على الوتر الطائفي لتحقيق أهداف سياسية أو شخصية، أشار إلى أن تسمية مؤسسات الدولة باسم المليشيات لا يليق بمن يحتل 'موقعاً كبيراً' بالدولة.
وجدد المالكي، في (22 كانون الأول 2012)، تحذيره من الفتنة الطائفية ونتائجها، داعياً رؤساء العشائر العراقية من جميع المكونات إلى الوقوف بوجه دعاة الطائفية الجدد.
يذكر أن هذا الأحداث جاءت عقب مداهمة قوة أمنية خاصة، في (20 كانون الأول 2012)، منزل وزير المالية رافع العيساوي وسط بغداد، واعتقلت مسؤول الحماية مع عدد من أفراد الحماية، فيما أكد العيساوي أن 'قوة مليشياوية' داهمت مقر الوزارة ومكتبه ومنزله وتصرفت بسلوك غير قانوني واعتقلت 150 عنصراً من أفراد الحمايات الخاصة به، مطالباً بإطلاق سراح أفراد حمايته.
تعليقات