الخميس لرئيس الحكومة: هل تعرف وين رايحين؟
زاوية الكتابكتب يونيو 27, 2007, 8:10 ص 506 مشاهدات 0
* ماضي الخميس أكتب
الآن من قلب جلسة الاستجواب، وكان الله في عون وزير النفط الذي يتلقى سيلاً هادراً
من الاتهامات والهجوم الكاسح الذي يقوده البراك والصرعاوي والرومي الذين سخروا كل
إمكانياتهم الصوتية ودهائهم السياسي وخبرتهم المتميزة في حقل الاستجوابات للإطاحة
بالوزير الجراح وتحقيق انتصار يضاف إلى سجلهم الحافل بالانتصارات. خصوم أشداء جاؤوا
بملفات خفيفة للغاية، لكنها أثقلت كاهل الوزير الجراح الذي بدا واضحا أنه يمتلك
الحقيقة، لكنه غير قادر على إيضاحها! في جلسة الاستجواب لم أنشغل بما طرح من قضايا
في الاستجواب ونقلتها الصحف بتفاصيلها المملة، لكنني صرت أفكر بسمو الشيخ ناصر
المحمد وحكومته الثالثة، التي بات واضحا انها تواجه عرقلة متعمدة اتفقت عليها نوايا
التيارات كافة داخل المجلس، المعارضة والموالية، ولن يكون استجواب الوزير الجراح
اخر المطاف بها، بل هو الفاتحة التي سيبدأ من خلالها النواب موسم المزايدة... هل
تعرفون كم وزيراً مهدداً بالاستجواب، بل هل تعرفون ان ثلاثة استجوابات تم اعدادها
بالفعل لوزير المالية ولوزير الأوقاف ولوزير الداخلية، انظروا في أسماء المستجوبين
وستكتشفون العجب العجاب! همساً نسمع ان هناك كتلة من الأعضاء تسعى بالطرق كافة وشتى
الوسائل إلى حل مجلس الأمة، بهدف اعادة الانتخابات وفق الدوائر الخمس، وإن أوغلنا
في الصراحة أكثر نردد ما يقال أيضا أن نوايا بعض النواب للوصول إلى قرار الحل هدفه
وصول النائب أحمد السعدون إلى كرسي الرئاسة، وسياسياً هذا حق مشروع لكل كتلة سياسية
ان تسعى إلى إيصال ممثليها إلى سدة الرئاسة. ولكن دعونا نبتعد قليلا عن جلسة
الاستجواب، وعن مجلس الأمة، دعونا نتفحص الحكومة قليلاً التي استغرق تشكيلها 24
يوماً، وخرجت غير مكتملة، وتشتمل على خلل واضح بأداء بعض الوزراء الذين كان من
المفترض ان يكون اداؤهم مختلفا تماماً عما هو عليه. إن الحكومة يجب ان تأخذ درسا من
استجواب الوزير الجراح أيا كانت نتائجه، فقد بدا واضحا منذ بداية الأزمة أن هناك
ارتباكاً شديداً، وعدم تجانس بين الوزراء، وكان الوزير في أول أيام أزمته وحيداً لا
يعرف ماذا يفعل، وفي أي اتجاه يسير، وكان بعض الوزراء بدلاً من أن يكونوا عونا له
كانوا هما عليه، وكانوا يسربون الأخبار ويروجون الاشاعات بشكل غريب للغاية. وكم
أتمنى من الحكومة ان تراجع يوميات أزمة الجراح، منذ تصريحه المثير في جريدة «القبس»
وحتى نهاية يوم الاستجواب، ونتائجه. إن مراجعة حيثيات الأزمة ومراجعة أداء الحكومة
والوزراء، لمعرفة من تقاعس منهم عن أداء عمله الذي كان يجب أن يقوم به، ومن كان
منهم يجب ان يكون له دور أكثر فاعلية، انطلاقاً من مهامه الوظيفية، والبحث بجدية عن
مصادر الأخبار والاشاعات التي كانت تسرب. هذه المراجعة بلا شك ستجعل الحكومة محصنة
من تكرار الأخطاء خصوصا وان استجواب الجراح حلقة في سلسلة استجوابات لن تنتهي، وقد
همس أحد الأعضاء في أذني خلال جلسة الاستجواب قائلا: «لو فلت الجراح من هذا
الاستجواب فسأستجوبه كل يوم»! وفي الواقع ان استجواب يوم أمس الأول لم يكن موجها
للوزير الجراح بقدر ما كان محاكمة للشيخ علي الخليفة واستجوابه من خلال شخص الجراح،
ولم يتركوا شاردة أو واردة إلا وأتوا بها في هذا الاستجواب. وأود أن انتهز هذه
المناسبة غير السعيدة باستجواب الوزير الجراح لأهمس بأذن سمو رئيس مجلس الوزراء
الشيخ ناصر المحمد. سمو الرئيس هل تعرف إلى أين نسير؟ هل تعرف الخطوة التالية
للحكومة ستكون بأي اتجاه؟ سمو الرئيس هل حقا تشعر بأن هناك من يريد ان يعرقل مسيرة
حكومتك سواء من النواب أو من أقرب المقربين إليك؟ هل سنستمر على هذه الحال التي نحن
عليها الآن، أم في ذهن سموكم خطوات اجرائية اخرى؟ سمو الرئيس هل تعرف ان المواطن
الكويتي يعاني من حالة شديدة من التأزم بسبب ما يتابعه يومياً من عبث سياسي؟ وهل
تعلم ان كثيرين من ابناء الكويت أثقل كاهلهم بالكثير من الاعباء، ولا يعرفون كيف
يتخلصون منها؟ هل تعلم أننا جميعا كمواطنين، نواب ووزراء وكبار المسؤولين وصغارهم
أمانة برقبتكم أمام الله وأمام صاحب السمو الأمير الذي منحكم الثقة الغالية لثلاث
مرات متتالية؟ سمو الرئيس لديكم خطة أو تصور لتفادي أي أزمات مستقبلا مع مجلس
الأمة، خصوصاً وان هناك تهديداً لاستجواب ثلاثة وزراء؟ سمو الرئيس أزمات الكويت
ليست استجواب الوزير الجراح أو الحميضي أو غيرهما. أزماتنا أكثر وأكبر وأقسى،
واعتقد انك تعلمها سمو الرئيس... فلا تتركنا نتخبط وتنشغل عنا بإيجاد مخارج وحلول
لوزرائك، فالكويت ليست الوزراء فقط. الكويت نحن جميعا أهلك وأقاربك وأحباؤك، وكما
تنشغل بالبحث عن حلول لوزرائك، فابحث لنا عن حل يا سمو الرئيس، فالكويت لكل
الكويتيين، وسموك رئيس لمجلس الوزراء لكل الكويتيين، وليس جزءاً منهم، فانظر إلينا
حفظك الله... ودمتم سالمين.
الرأي
تعليقات